رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وحدة الطبيعة في الميلاد من الذي ولدته العذراء؟ هل ولدت إلهًا فقط؟ أم إنسانًا فقط؟ أم ولدت إلها وإنسانًا؟ أم ولدت الإله المتجسد؟ من المستحيل أن تكون قد ولدت إلهًا فقط، لأنها ولدت طفلًا رآه الكل. ولا يمكن أن تكون ولدت إنسانًا فقط، لأن هذه هي هرطقة نسطور! ثم ما معنى قول الكتاب "الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظللك. فلذلك أيضًا القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لو35:1)؟ وما معنى أن ابنها يدعى عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا (متى 23:1): وما معنى قول اشعياء النبي "لأنه يولد لنا ولد، ونعطى ابنًا، وتكون الرئاسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيبًا مشيرًا إلها قديرًا، أبًا أبديًا رئيس السلام" (اش6:9). إذن هو لم يكن مجرد إنسان، وإنما كان ابن الله وعمانوئيل وإلهًا قديرًا. والعذراء أيضًا لم تلد إنسانًا وإلهًا، وإلا كان لها ابنان: الواحد منهما إله، والآخر منهما إنسان. لم يبق إلا أنها ولدت الإله المتجسد. إن المسيح. ليس ابنين، أحدهما ابن لله المعبود، والآخر إنسان غير معبود. ونحن لا نفصل بين لاهوته ناسوته. وكما قال القديس أثناسيوس الرسولى عن السيد المسيح "ليس هو طبيعتين نسجد للواحدة، ولا نسجد للأخرى، بل طبيعة واحدة هي الكلمة المتجسد، المسجود له مع جسده سجودًا واحدًا". ولذلك فإن شعائر العبادة لا تقدم للاهوت وحده دون الناسوت، إذ لا يوجد فصل، بل العبادة هي لهذا الاله المتجسد. إن السيد المسيح هو الإبن الوحيد المولود من جوهر الآب قبل كل الدهور، وهو نفسه ابن الإنسان الذي صار بكرًا وسط اخوة كثيرين (رو29:8). وكما قال عنه أحد الآباء إنه ولد من الآب قبل كل الدهور بغير أم، وولد من العذراء، في ملء الزمان بغير أب. ولذلك قال الرسول "لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة تحت الناموس" (غل40:4). إذن الذي ولد من العذراء هو ابن الله وفي نفس الوقت هو ابن الإنسان كما قال عن نفسه. إن الابن (اللوجوس) قد حل في بطن القديسة العذراء، وأخذ له ناسوتًا منها، ثم ولدته. وليس مثلما يقول نسطور إن العذراء قد ولدت إنسانًا عاديًا، وهذا الإنسان سكن فيه الله فيما بعد، أو حل فيه، أو صار حاملًا لله دون اتحاد طبيعي أقنومى. ولذلك فنحن نقدم العبادة لهذا المولود. ونقول له في تسبحة الثلاثة تقديسات " قدوس الله، قدوس القوى، قدوس الحي الذي لا يموت، الذي ولد من العذراء ارحمنا". كما قال الملاك " القدوس المولود منك يدعى ابن الله. لقد اتحدت في المسيح الطبيعة الإلهية بالطبيعة البشرية في بطن العذراء. لذلك حينما زارت العذراء اليصابات قالت لها تلك القديسة العجوز: "من أين لي هذا، أن تأتى أم ربى إلى" (لو 43:1). وكانت مريم حبلى لم تلد بعد، ودعيت أم الرب. ويقول قانون الإيمان عنه "نؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور.. الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء وتأنس وصلب عنا.. وتألم وقبر وقام.. إذن ابن الله الوحيد هذا هو الذي نزل من السماء وتجسد، فالمركز الأصلي له هو لاهوته الذي نزل في بطن العذراء وتجسد. وليس كما يقول نسطور أن أصله إنسان ثم سكن فيه الله بعد ولادته!! الذي تجسد هو أصلًا ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور. ولذلك استطاع أن يقول "قبل أن يكون ابراهيم أنا كائن" (يو58:8). والذي قال هذا هو يسوع المسيح وهو يكلم اليهود. ولم يقل لاهوتي كائن قبل ابراهيم، وإنما قال أنا كائن مما يدل على وحدة الطبيعة فيه. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|