المرأه في المسيحيه .. رؤيه كتابيه و ابائيه
إن المرأه قد خُلقت ايضاً علي صورة الله مثل الرجل تماماً , إن طبيعتيهما متساويتان في كل شئ و فضائلهما ايضاً علي تساوي , و إن كانت هناك فروق ما فهي خارجيه لأن نفسيهما متساويتان
اثناسيوس (1)
وَقَالَ اللهُ: "نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ".٢٧فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.٢٨وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: "أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ".٢٩وَقَالَ اللهُ: "إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْل يُبْزِرُ بِزْرًا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْرًا لَكُمْ يَكُونُ طَعَامًا.٣٠وَلِكُلِّ حَيَوَانِ الأَرْضِ وَكُلِّ طَيْرِ السَّمَاءِ وَكُلِّ دَبَّابَةٍ عَلَى الأَرْضِ فِيهَا نَفْسٌ حَيَّةٌ، أَعْطَيْتُ كُلَّ عُشْبٍ أَخْضَرَ طَعَامًا". وَكَانَ كَذلِكَ.٣١وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا. ( تك 1 : 26 - 31 )
خلق الله الصالح الانسان ذكراً و انثي دون تفرقة احدهما فأعطاهم نفس البركه و اخضع الخليقه لهما الاثنين ليحفظاها و ينتفعا بها معاً .. و لكن مع الاسف بمرور الوقت و نتيجة انتشار الشر في الانسان و الثقافات الوثنيه و سياسة البقاء للاقوي اُهجرت حقوق المرأه و تشوه معني وجودها حتي انحصر في خدمة اغراض الرجل و تربية الاطفال . و حتي في الكنيسه انتهت رتبة الشماسات و الارامل لفتره طويله جداً من الزمان و كأن المرأه ليست اهلاً للخدمه او ليست مستحقه لها , و هي التي اعطاها الله المشاعر القويه و الحب و الاحتواء و العطف و هو لا يوجد عند الرجل بنفس قوة وجوده عند المرأه . يقول الانبا يؤانس : لم يكن تأثير المسيحيه قاصراً علي الرجال , بل تعداه إلي النساء لقد رفعت المسيحيه المرأه من مرتبتها الذليله التي كانت عليها في اليهوديه و الوثنيه , إلي مكانة ممتازه ذات اهميه , فأضحت وارثه لنفس الخلاص مع الرجل ( 1 بط 3 : 7 , غل 3 : 28 ) و فتحت لها افاقاً لأنبل الفضائل .
لم يكن للمرأه وضع وسط , فإما الحبس الكامل الذي ينطوي علي الكسل و البلاده , و إما الإنطلاق في حياة الجسد و الخلاعه . لكن المسيحيه رفعت من قدرها و جعلتها عوناً للرجل . (2)
في هذا الموضوع نعود الي فكر الله بحسب الكتاب المقدس و الكنيسه الاولي عن المرأه في النقاط الاتيه :
1 – المرأه في العهد القديم
2 – المرأه في حياة و خدمة المسيح
3 – خدمة المرأه في العصر الرسولي
4 – مساواة المرأه و الرجل في فكر الاباء
1 – المرأه في العهد القديم :
يبدأ العهد القديم بسفر التكوين الذي يظهر بداية خليقة الله و نري فيه كيف ان الله خلق الانسان ذكراً و انثي علي صورة الله , و ليس بلا سبب ذكر الله في التكوين كلمة ذكراً و انثي فكان من الممكن ان يكتفي فقط بكلمة انسان لتشمل الجنس البشري و مع ذلك فقد اورد الله ذكر الذكر و الانثي خصيصاً حتي يقطع كل شك حول كرامة المرأه في فكر الله . و يكمل سفر التكوين في خلق المرأه بتعبير ان المرأه معيناً للرجل و نظيره ففي الرجل و المرأه يتوحد الجنس البشري لان كلاهما يكتمل في الآخر و المرأه نظير الرجل و ليست ادني منه في اي شئ .
و بعد ذلك تأتي قصة السقوط و التي كان لآدم فيها من خطأ ما لحواء تماماً بل ان خطيته اعظم لانه نال التعليم الالهي قبلها و عاش في الجنه قبلها . وقد وعد الله ان الخلاص سيأتي من نسل المرأه و العجيب ان ادم لم يلم حواء بل اعطاها هذا الاسم ( حواء = حياه = schavva ) اعتزازاً بها و تمجيداً لها : ( و اما المرأه فهي مجد الرجل .. 1 كو 11 : 7 ) , و كأنما آدم يتحدي الموت عندما سمي إمرأته ( حياه , او ( حواء ) و صار له هذا الاسم عزاء و تذكار لوعد الله إن من نسلها يخرج من يحطم رأس الشيطان و يلغير عار سقطته . (3)
و بعد ذلك نجد في العهد القديم نساء كثيرات صرن قويات بالنعمه الالهيه و قمن باعمال خارقه . عندما رأت يهوديت المغبوطه ان مدينتها مُحاصره , طلبت من الشيوخ ان يسمحوا لها بالخروج إلي معسكر الغرباء . عرضت نفسها للخطر حباً في وطنها و شعبها المُحاصر , فأسلم الرب هولوفرنيس إلي يد إمرأه ( يهوديت 8 ) . ايضاً استير كاملة الإيمان عرضت نفسها لخطر لا يقل عن هذا من اجل خلاص الاسباط الاثني عشر من هلاك خطير . كانت تتضرع صامه متذلله امام الله الآبدي الذي يري الكل . و قد نظر إلي تواضع روحها , فخلص الشعب الذي قدمت نفها للخطر من اجل خلاصه . (4) اكليمندس الروماني .
إذ ان امرأه صارت قاضيه , إمرأه وضعت الجميع في إنضباط , إمرأه تنبأت , إمرأه انتصرت , و إذ اشتركت في صفوف القتال علمت الرجال ان يحاربوا تحت قيادة إمرأه . و لكن هذا سر , فهذه هي معركة الإيمان و إنتصار الكنيسه .(5) امبرسيوس اسقف ميلان .
كما نري ان الله تكلم مباشرة مع النساء فخاطب حواء ( تك 3 : 13 ) و تحدث إلي هاجر ( تك 16 : 8 ) كما خاطب ام شمشون ( قض 13 : 3 )
كما ان المرأه اشتركت في الجمه علي باب خيمة الاجتماع ( خر 38 : 8 )
و قد قادت اخت موسي الشعبفي موسيقي النصر ( خر 15 : 21 – 1 اخ 35 : 25 ) و النساء كنَّ يقمن بالغناء في بيت الرب ( 1 اخ 25 : 5 – 7 )
و كانت المرأه مطالبه بحفظ الشريعه ( يش 8 : 35 ) و في عصر القضاه اختيرت دبوره قاضيه ( قض 4 : 8 ) و قد كانت مهمة القضاء مهمه مدنيه دينيه . فلقد كانت مستشاره . كما قادت دبوره جيشاً لمحاربة باراق , و كانت إلي جانب ذلك نبيه . و كانت خلده النبيه مستشاره للقياده الروحيه و السياسيه ( 1 اخ 34 : 32 – 2 مل 22 : 14 ) . (6)
2 – المرأه في حياة و خدمة السيد المسيح :
تعامل السيد المسيح مع المرأه بطريقة تحدي بها عصره . دُهش التلاميذ إذ رآوه يتحدث مع السامريه علانية ( يو 4: 27 ) . و لم يبال السيد المسيح بأن تلمسه نازفة الدم التي كانت حسب الشريعة تُحسب دنسه ( مت 9 : 20 – 22 ) و سمح للمرأه الزانيه ان تقترب منه في بيت سمعان الفريسي ( لو : 7 : 37 ) . كما سامح الزانيه التي كانوا يريدون رجمها ( يو 8 : 11 ) .
انه لم يتردد عن التخلي عن حرفية الناموس الموسوي ليؤكد المساواه بين الرجل و المرأه في حقوقهما و واجبتهما بخصوص الرباط الزوجي ( مر 10 : 2 – 11 , مت 19 : 3 – 9 ) .
لم يكن في صحبته الاثني عشر تلمياً فقط , و إنما جماعة من النسوه ( لو 8 : 2 – 3 )
علي خلاف العقليه اليهوديه في ذلك الحين , قدم للمرآه امتياز ان تكون اول من يشهد لقيامته لدي تلاميذه ( مر 28 : 7 – 10 , لو 24 : 9 – 10 , يو 11 : 20 – 18 ) .
هذا و قد رفع من شأن المرأه بإختياره امرأه لتكون اماً له , يتجسد في احشائها و تلتصق في حياته , تفوق كل البشر و تسمو علي السمائيين .
كثيراً ما كرَّم المرأه في احاديثه و امثاله , فشبه ملكوت الله بخمس عذاري حكيمات ( مت 25 : 1 ) , كما شبهه بإمرأه اخذت خميره و وضعته في ثلاثة اكيال دقيق ( لو 13 : 21 ) ,و تحدث عن المرأه التي فرحت بوجود الدرهم المفقود ( لو 15 : 9 ) . كما اشار الي ملكة سبأ التي بحكمتها جائت تسمع حكمة سليمان ( مت 12 : 42 ) , و إلي امرأتين تطحنان و جاء عليهما يوم الرب العظيم ( لو 17 : 53 ) . (7)
فلم يمتنع الرب عن الحديث مع إمرأه , لكن كعادته منح حبه لجميع البشريه , و هو اعتني ان يُظهر بهذه الحادثه انه طالما يوجد خالق واحد فيتحتم ان لا يكون وقفاً علي الرجل فقط حتي ينال الحياه بالايمان . (8) القديس كيرلس السكندري
و نجد في إنجيل القديس لوقا انه يسرد روايات متوازيه تخص رجل و إمرأه معاً , لكي يؤكد علي وجودهما معاً , و أنهما متساويان امام الله بالنعم و العطايا و الواجبات , فعليس سبيل المثال : زكريا و اليصابات (. 1 : 5 ) , سمعان و حنه ( 2 : 25 – 28 ) ارملة صيدا و نعمان السرياني ( 4 : 25 – 28 ) شفاء االممسوس و حماة بطرس ( 4 : 31 – 39 ) سمعان الفريسي و المرأه الخاطئه ( 7 : 36 – 50 ) الإنسان و حبة الخردل و خميرة المرأه ( 3 : 18 – 21 ) السامري الصالح و مريم و مرثا ( 10 : 29 – 42 ) الانسان و المائة خروف و المرأه و العشرة دراهم ( 15 : 1 – 10 ) القاضي الظالم و الارمله ( 18 – 1 : 14 ) النساء عند القبر و تلميذي عمواس ( 24 : 1 – 23 , 55 – 11 , 24 : 13 – 32 ) . (9)
و هكذا نجد في حياة المسيا إلي جانب العذراء يقدم لنا الإنجيل مجموعه كبيره من التلميذات و المُحبات إلتففن حول الرب و خُلِدت اسماؤهن .... من بينهن مريم زوجة كلوبا و سالومي ام يعقوب و يوحنا و مريم و مرثا و مريم المجدليه و المرأه الخاطئه التي غسلت قدمي الرب يسسوع بدموع توبتها و مسحتهما بشعر رأسها ... يضاف إليهن بعض النساء النبيلات هدمن ابن البشر بعواطفهن و اموالهن مدة حياته في الجسد التي عاشها في فقر علي الارض ( انظر مت 27 : 55 , مر 15 : 41 , لو 8 : 3 ) و اجتمعن اخيراً حول الصليب و كنَّ اول من ولجنَّ قبره فجر القيامه ( لو 24 : 1 – 10 ) . (10)
و قد تغني الكثير من الاباء بفضائل تلميذات الرب و منهم المجدليه التي قيل فيها :
( مريم المجدليه ) هذه التي كانت قبلاً خادمه للموت قد تحررت الان ... بخدمة صوت الملائكه القديسيين و بكونها اهول كارز بالاخبار الخاصه بسر القيامه المُبهج . (11) اكليمندس السكندري .
لقد فاق حب المجدليه محبة النساء الاخريات . كانت اول من رأي القبر , و يبدو كذلك انها طافت بالبستان و بحثت حول القبر عن الجسد , لانها ظنت ان الرب أُخذَ بعيداً .... ما اعظم الكرامه و المجد الابدي اللذان نالتهما مريم , لان المخلص يطلب منها ان تقوم بواجب البشاره لاخوته حامله لهم هذا الخبر الصار .. (12) كيرلس السكندري
و بهذا صارت المجدليه مبشره الاثني عشر و كما يقول القديس هيبوليتس في شرحه لنشيد الانشاد ( رسولة الاثني عشر ) . و تكرمها كنيستنا القبطيه في ذكصولوجيه خاصه . ( 13 )
...
و بعد القيامه المجيده جائت إليه التلميذات اللائي تبعنه من البدايه فقال لهم ( سلام لكن ) , و عن هذه الكلمه التي قيلت بعد القيامه للنسوه يقول كيرلس عامود الدين :
إنها صادره من نفس الإله الذي أصدر الحكم باللعنه , و هي كلمه تعني أن الجنس النسائي قد نال البراءه من العار و كذلك بطلت اللعنه . (14) كيرلس السكندري .
المرأه التي خدمت الموت في القديم هي اُعتقت الان من ذنبها بالخدمه التي وصلت بصوت الملائكه القديسيين , و كذلك لانها صارت الاولي لانها اولاً عَلِمَت , و ثانياً لانها اخبرت بسر القيامه المجيد . لذلك فإن الجنس النسائي قد نال البرائه من العار و كذلك بطلت اللعنه , و ذلك لان الذي قال للمرأه في القديم ( بالوجع تلدين اولاداً . تك 3 : 16 ) هو الذي خلصها من البليه بأن قابلها في البستان و قال لها ( سلام .. مت 28 : 9 ) .(15) كيرلس السكندري
3 - خدمة المرأه في العصر الرسولي :
بعد صعود المسيح و إرسال الروح القدس تعمدت النساء و امتلأن من الروح القدس كما الرجل و جميعهم نالوا مواهب الروح الواحد معاً دون تفرقه و جالوا يكرزون و يبشرون بالكلمه ...
و في فترة بين القيامه و حلول الروح القدس كانت اجتماعات الصلاه التي يعقدها الرسل في علية صهيون تواظب عليها النساء و العذراء مريم ( اع 1 : 14 ) , بل أن هذه العليه التي اصبحت اول كنيسه مسيحيه في العالم كانت في بيت إمرأه و هي مريم أُم يوحنا المُلقب مرقس و هو كاروز بلادنا (اع 12 : 12 ) , و منذ البدايه سُمِحَ للمرأه في حدود مُعينه ان تشترك في خدمة الكنيسه ( لان الرجل ليس من دون المرأه في الرب و لانه كما أن المراه هي من الرجل هكذا الرجل ايضاً هو بالمرأه ... 1 كو 1 : 11 – 12 ) . (16)
خارج اورشليم نقرأ عن طابيثا في يافا تلك التي كانت ممتلئه اعمالاً صالحه و إحسانات للفقراء و الارامل ( اع 9 : 36 ) , و بنات فيلبس المبشر الاربع اللائي كن يتنبأن في قيصريه ( اع 21 : 8 – 9 ) , و يحدثنا مار بولس في رسالته إلي اهل فيلبي عن افوديا و سنتيخي التين جاهدتا معه ي الانجيل ( في 4 : 2- 3 ) , و يشير مار بولس في رسالته إلي اهل روميه عن خدمة النساء في عاصمه الإمبراطوريه فيذكر مريم التي تعبت كثيراً و تريفينا و تريفوسا التاعبتين في الرب كما يذكر برسيس المحبوبه ( رو 16 : 6 – 12 ) , و في كنيسة كورنثوس وجدت اثنتان من أنشط نساء العصر الرسولي خدمة هما برسكيلا و فيبي , و قد خدمت الاولي مع زوجها اكيلا في افسس و روما و كورنثوس و قد اقام بولس في بيتهما في كورنثوس مدة إقامته الطويله هناك و يتحدث عنها بتقدير كبير فيقول : ( اللذين وضعا عنقيهما من اجل حياتي ) ( رو 16 : 4 ) , اما فيبي فهي ايضاً من كنيسة كورنثوس و يذكرها القديس بولس في الرساله إلي روميه و هي نفسها كاتبة هذه الرساله ( اوصي إليكم بأختنا فيبي التي هي خادمه الكنيسه التي في كنخريا لكي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسيين لإنها صارت مساعده لكثيريين و لي انا ايضاً ) ( رو 16 : 1 -2 ) . (17)
ان الرسل الذين سلموا انفسهم إلي عمل الكرازه كما يليق بخدمتهم اخذوا معهم نسائهم , لكن لا كزوجات بل كأخوات , لكي يشتركن في الخدمه معهم ( سواء بسواء ) إنما في البيوت , للنساء اللائي يعشن في بيوتهن , و هكذا صار تعليم الرب يصل بواسطهن إلي اماكن النساء , دون ان يثير ذلك الشبهات .(18)اكليمندس السكندري .
و يشير بولس الرسول علي المرأه المؤمنه إن كان زوجها غير المؤمن لم يفارقها , فعلي المرأه هنا ان تبقي معه لان في هذا ربح عظيم . إذ تنصحه و تقنعه . لان لا يوجد معلم يقدر علي ذلك هكذا مثل المرأه .(19) فم الذهب .
4 - مساواة المرأه و الرجل في فكر الاباء :
واحده هي الفضيله عند الرجل و المرأه بما ان خلقهما أُحيط بشرف متساوٍ . اسمعوا سفر التكوين : ( خلق الله الانسان علي صورته , علي صروة الله خلقه , ذكراً و انثي خلقهم ) ( تك 1 : 27 ) . فبما ان طبيعتهما واحده , و لهما نفس الافعال , فمكافئتهما يجب ان تكون ايضاً واحده . (20 ) باسيليوس الكبير .
رأينا بأعيننا نساء وفتيات احتملن عذاب الاستشهاد الطاغية في زهرة شبابهن , عندما أُضيف وهن الحياه إلي ضعف جنسهن . (21) اوريجينوس .
الطبيعه واحده في كل فرد و كل منهما قادر علي ممارسة ذات الفضيله , ليس للمرأه طبيعه بشريه و للرجل طبيعه اُخري . كلاهما لهما ذات الطبيعه و ذات الفضيله . إن قلنا ان التعق و العق و الفضال المشابهه مذكر , يلزمنا البلوغ إلي النمتيجه ان الرجل يلزم ان يكون فاضلاً , و المرأه ان تكون مسرفه و ظالمه , لكن ها القول ذاته مشين , المرأه كالرجل يلزم ان تتعهد العاله و التعقل و كل الفضائل الاخري , سواء كانت حره ام امه , إذ توجد فضيله واحده مماثله للطبيعه الواحده المماثله . (22) اكليمندس السكندري .
و بما انه لا يجوز ختان الإناث فهذا يبين ان الختان اُعطي كعلامه و ليس للتبرير , لان الله انعم علي النساء ايضاً ان يقمن بأعمال صالحه و فاضله , و من الواضح ان التكوين الجسدي للذكر يختلف عن التكوين الجسدي للانثي , و من الواضح ايضاً ان الشكل الجسدي لا يجعل اياً منهما صالحاً او شريراً . لان الانسان يُحكم عليه بحسب تقواه و صلاحه . (23) يوستينوس الفيلسوف و الشهيد ..
و عن قول بولس الرسول الرجل رأس المرأه يقول ذهبي الفم :
إن كان الرجل هو رأس المرأه و الرأس مساوٍ للجسد في الجوهر , و رأس المسيح هو الله فالإبن مساوٍ للآب في الجوهر . (24)
بل ان طبيعة المرأه تتفوق احياناً كثيره علي طبيعة الرجل :
هل تستطيع طبيعة الرجال في وقت من الاوقات ان تدخل في منافسه مع طبيعة المرأه التي تقضي حياتها في معاناة الوان الحرمان . و هل يستطيع الرجل ان يقتفي اثرهن في التجلد علي الاصوام و الحراره في الصلاه و غزارة الدموع و الهمه في اعمال الخير . (25) باسيليوس الكبير .
إن جنس المرأه يجاهد بنفس قوية و شُجاعه , لذلك تُسجل أسماؤهن في قائمة المُجاهدات . و لا يُمكن إستبعادهنَّ بسبب ضعف اجسادهن , و هناك كثيرات من النساء تفوقن علي الرجال و نلن كرامة و شهره عظيمه , من هؤلاء من تألق في ميدان الاعتراف بالايمان و الفوز بإكليل الشهاده . و الذين تبعوا الرب في مجيئه ليس الرجال فقط , بل النساء ايضاً , و من الاثنين تكتمل ليتورجية الخلاص . (26) باسيليوس الكبير
و التمايز الجسدي بين الرجل و المرأه لا ينقص من فضيلة المرأه و كرامتها :
نعم إن المسيحيه هي فلسفة نساء بقدر ما هي فلسفة رجال , لان المسيح له المجد قد جاء ليفتدي الناس جميعاً . ثم ما قيمة الجنس ؟ إنما رجال و نساء في هذا العالم فقط , اما في العالم الاخر فجميعنا ارواح قد تبررت بالفداء . فالجنس البشري يُلازمنا سنوات طالت او قَصُرت علي الارض , و اللاجنس سيلازمنا إلي الابد . فما قيمة هذه السنوات إذا قيست بالابديه . (27) اكليمندس السكندري .
نحن لا نقصد بذلك طبعاً أن المرأه من حيث كونها إمرأه , يكون لها نفس طبع الرجل , فمن اللائق جداً ان يكون لكل من الجنسين ما يتميز به بحيث يكون احدهما مؤنثاً و الاخر مذكراً . فنحن نُقر إن من خاصية المرأه ان تحبل و تلد , و ذلك يختص بصفتها كإمرأه و لا يختص بكيانها البشري العام . و أما فيما ينعدم الإختلاف بين الرجل و المرأه فإنهما يعملان نفس العمل و يشعران بنفس الشعور . لذلك ففي المجال الذي تتساي فيه المرأه مع الرجل , اعني في مجال النفس , فإنها تصل إلي نفس الفضيله , و لكن في المجال الذي تختلف عنه , اعني بسبب صفاتها الجسديه , يكون من اختصاصها الحمل و التدبير المنزلي . (28) اكليمندس السكندري .
النساء ايضاً يدربون انفسهم بأنظمة جسديه لجهاد ضده , و وصل الضعف بالشيطان لدرجة ان النساء انفسهن اللواتي خُدعهنَ قديماً يهزأن به الان كميت و مُنحل القويّ . (29) اثناسيوس الرسولي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
1 - المرأه حقوقها و واجبتها في الحياه الاجتماعيه و الدينيه في الكنيسه الاولي . الاب متي المسكين . ص 82 . athan . in verb . 1 , de hominis structure 1 , 22 – 23 , pg . 30 , 33 – 36
2 - الكنيسه المسيحيه في عصر الرسل . نيافة الانب يؤانس اسقف الغربيه المتنيح . 180 . de press ense vol , 1 p 388
3 - الاب متي المسكين . قصة الإنسان . ص 44
4 - الحب الالهي . 133 .. 1 clement of rome , 55 : 3 -6
5 - الي الارامل فصل 8 : 50 .. التوبه ص 27 , 28 . إصدار المركز الاثوذكسي للدراسات الابائيه
6 - دور المرأه في الكنيسه و المجتمع . د . ق . صموئيل حبيب . ص 37 : 39
7 - الاب تادرس يعقوب . الحب الالهي . 132
8 - المرأه حقوقها و واجبتها في الحياه الاجتماعيه و الدينيه في الكنيسه الاولي . الاب متي المسكين . ص 87 . in loannem 2 , 5 ; pusey 1 , 287
9 - المسيح المُعلم . د.جورج عوض إبراهيم . ص 17
10 - الكنيسه المسيحيه في عصر الرسل . الانبا يؤانس اسقف الغربيه المتنيح . 181
11 - الحب الالهي . 133 .. comm. On luke ch 24
12 - تفسير انجيل القديس يوحنا للقديس كيرلس السكندري . اصدار المركز الارثوذكسي للدراسات الابائيه . يو 20 : 1 – 18
13 - رؤيه مسيحيه نحو المرأه . الشماس امير ملاك اديب . ص 35
14 - تفسير لو 24 : 9 للقديس كيرلس السكندري . إصدار المركز الارثوذكسي للدراسات الابائيه – رؤيه مسيحيه نحو المرأه . أمير ملاك اديب . الشماس . 33
15 - رؤيه مسيحيه نحو المرأه . الشماس امير ملاك اديب . ص 34 : كيرلس السكندري . عظه 154 . ص 755 تفسير انجيل القديس لوقا .
16 - الكنيسه المسيحيه في عصر الرسل . الانبا يؤانس اسقف الغربيه المتنيح . 181
17 - الكنيسه المسيحيه في عصر الرسل . الانبا يؤانس اسقف الغربيه المتنيح . 226
18 - المرأه حقوقها و واجبتها في الحياه الاجتماعيه و الدينيه في الكنيسه الاولي . الاب متي المسكين . ص 30 . strom , iii , 6 , 53
19 - تفسير كورنثوس الاولي للقديس يوحنا ذهبي الفم . سلسلة كنوز مخطوطات دير البراموس للراهب اغسطينوس البراموسي . ( 1 كو 7 : 16 ) ص 52 .
20 - الحب الالهي . 133 .. hom in ps 1 , 6 : pg 29 : 215 d
21 - الحب الالهي . 133 .. in ludic hom 9 : 1
22 - الحب الالهي . 133 .. stromata 4 : 8
23 - الحوار مع تريفو فصل 23 ص 164 ... إصدار دار بناريون للنشر و التوزيع . ترجمة د : عماد موريس .
24 - فم الذهب . تفسير كورنثوس الاولي . سلسلة كنوز مخطوطات دير البراموس للراهب اغسطينوس البراموسي . ( 1 كو 11 : 3 ) ص 76
25 - رؤيه مسيحيه نحو المرأه . امير ملاك اديب الشماس . ص 51 . اسبيور جبور . المرأه في الكنيسه . ص 85
26 - رؤيه مسيحيه نحو المرأه . الشماس امير ملاك اديب . ص 54 , 55 --- الإنسان و غاية وجوده . مجموعه من الباحثين بالمركز الارثوذكسي للدراسات الابائيه . ص 81 -----مكانة المرأه في الخدمه الكنسيه و الحياه النسكيه ص 31 . للدكتور سعيد حكيم يعقوب .
27 - رؤيه مسيحيه نحو المراه . الشماس امير ملاك اديب . ص 57 .
28 - المرأه حقوقها و واجبتها في الحياه الاجتماعيه و الدينيه في الكنيسه الاولي . الاب متي المسكين .ص 56 . strom , iv , 59 , 4 – 60 , 1
29 - تجسد الكلمه فصل 27 : 3 . ص 57 . ترجمة د . جوزيف موريس فلتس .
|