رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أسرار العلاقة بين المشير السيسي والفريق صدقى صبحي
تميزت العلاقة بين قيادات القوات المسلحة بالثنائية منذ عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر مرورا بطنطاوى وعنان ووصولا الى المشير السيسى والفريق صدقى صبحى مع اختلاف دراجات التقارب بين كل ثنائى والتى تصل الى درجة الصداقة الشديدة كما كان الحال بين ناصر وعبد الحكيم او تحكمها علاقة عملية ووظيفية مثل علاقة عنان وطنطاوى او علاقة تتميز بطابع خاص من التفاهم والتكامل بين وزير دفاع ورئيس اركان وضعهما الظرف السياسى فى اختبار دقيق مثل السيسى وصدقى ولا شك ان طبيعة العلاقة بين ذلك الثنائى تلعب دورا مهما فى رسم تاريخ مصر. العلاقة بين السيسى وصدقى تتميز بطابع خاص من التفاهم المتبادل والتوافق فى وجهات النظر ربما ترجع الى التقارب العمرى فيما بينهما والخلفية الدينية ومع حسم المشير السيسى لموقفه من الترشح للرئاسة فان تصعيد صدقى الى كرسى وزير الدفاع اصبح امرا مفروغا منه ايضا وهو ما يجعل هذة العلاقة تنتقل الى مرحلة اعلى لتتحول الى علاقة رئيس بوزير دفاعه اى مرحلة اخرى من تبادل الثقة. وما حدث فى 30 يونيو ما كان له ان يحدث لولا طبيعة العلاقة وحجم الثقة بين السيسى وصدقى فشعرة رفيعة تفصل صدقى صبحى عن كرسى وزير الدفاع متعلقا بقرار السيسى للترشح للرئاسة ليتربع على كرسى اقوى وزارة سيادية فى مصر ولم يكن يحلم صبحى بهذا الانتقال السريع من قيادة الجيش الثالث الى كرسى وزير الدفاع الا ان تسارع الاحداث واطاحة مرسى بطنطاوى وعنان وتصعيد السيسى كوزير للدفاع وصبحى كرئيس الاركان جعلته يقطع مسافة كان من الممكن ان يظل ينتظرها طويلا دون الحصول عليها وربما تقاعد قبل ان تلمس بدلته العسكرية كرسى المشير. منذ اللحظة الاولى لتولى السيسى وصدقى منصبيهما وهناك حالة من التناغم بينهما خاصة فى مواقفهما من الدولة الاخوانية وعملية التمكين وهى المواقف التى ظهرت بوضوح فى اكثر من مناسبة. من بينها احد اجتماعات المجلس العسكرى التى حضرها مرسى وتعرض لتعنيف شديد من صبحى والسيسى بسبب الهجوم على المجلس العسكرى وتسريب شائعات حول تورطه فى قتل الثوار وهى اللحظة التى بدا معها مرسى الشعور بالقلق من الثنائى السيسى وصدقى . وقد حاول مرسى الاطاحة بصدقى بعد هذا الموقف وخاصة بعد واقعة اختطاف اربعة جنود فى سيناء والتى اكدت التحقيقات انها مدبرة من قبل جماعة الاخوان وذراعها من السلفية الجهادية بسيناء الا ان موقف السيسى الحاسم والرافض اتجاه ذلك جعل مرسى يتراجع عن ذلك. وعلى الرغم ان الجماعة تقدمت بعروض سخية لكلا من اللواء محمد ذكى قائد الحرس الجمهورى واللواء احمد وصفى قائد الجيش الثانى الميدانى للانقلاب على السيسى مقابل توليهم منصب وزير الدفاع الا انهما لم يقتربا من صدقى صبحى لمعرفتهم بالعلاقة الوثيقة التى تجمعه بالسيسى. ومع اقتراب 30 يونيو 2013 فان التطابق فى الاراء والمواقف بين صدقى والسيسى وصل الى منتهاه من ضرورة تدخل الجيش لازاحة مرسى وجماعته قبل نشوب حرب اهلية وهو ما ظهر فى تصريحات صدقى فى احدى زياراته الى الامارات فى مايو الماضى عندما صرح بانه " اذا الشعب طلبنا سيجدنا فى الشارع فثوانى ". كما اتفق صدقى والسيسى على السياسة التى سيتم اتباعها مع الجانب الامريكى ازاء رفضه لثورة 30 يونيو وعزل مرسى حيث تواصل صدقى مع مارتن ديمسى رئيس الاركان الامريكى ليؤكد له ان ما قامت به القوات المسلحة هو الحل الوحيد لانقاذ مصر من ديكتاتورية الجماعة والتى كانت تقود مصر الى حرب اهلية وهو نفس ما اوصله السيسى لهيجل نظيره الامريكى ايضا. ولا يخفى على احد انه احد اسباب تاخر السيسى فى اعلان ترشحه هو رغبته فى التاكد من وجود توافق فى المجلس الاعلى للقوات المسلحة حول صدقى كوزيرا للدفاع ورئيس الاركان االذى سيختاره خليفة له حتى لا يكون هنك ضغائن بعد استقالته وصدامات مع الادارة السياسية للبلاد متمثلة فى الرئيس القادم وهو ما يجعله يتاكد من رضى الجميع كما ان الدستور يحصن وزير الدفاع لمدة ثمان سنوات مما يجعل يد الرئيس القادم ايا كان مغلولة عن التدخل فى شئون القوات المسلحة فالرجل لا يرغب فى ترك فوضى خلفه قد تطاله عندما يجلس على كرسى الرئاسة. فمن المتعارف عليه فى القواعد العسكرية المصرية ان شغل المناصب فى المجلس العسكرى تخضع الى مبدا الاقدمية وان رئيس الاركان هو وزير الدفاع القادم لا محالة بالاضافة الى ان منصبه كرئيس للاركان ملازما لوزير الدفاع فان ذلك يجعل منه الشخص الامثل الملم بكافة التفاصيل والتوجهات للمؤسسة العسكرية وربما هذة كانت احد اسباب صدمة الفريق سامى عنان رئيس الاركان الاسبق حينما تم الاطاحة به وتصعيد الفريق السيسى انذاك وهو احد اسباب حقده الشديد عليه حتى الان. ويحظى صدقى صبحى بشعبية كبيرة بين ضباط الجيش بصفة عامة منذ تولى منصبه كرئيس للاركان بسبب تطوير البرامج التدريبية للقوات ورفع الاستعدادات القتالية والمستوى التدريبى كما يحظى بمحبة وشعبية جارفة فى الجيش الثالث الميدانى الذى التحق به منذ تخرجه من الكلية الحربية وحتى وصل الى قيادته. بخلاف الاقدمية وكون صدقى رئيس الاركان فهو رفيق سلاح للسيسى رغم انهما لم يخدما سويا ويشترك معه فى كثير من الصفات من بينها تدينهما الشديد هذا بخلاف سيرتهم العسكرية المتشابهة الى حد كبير وحتى تاريخ ميلادهما فالسيسى مواليد 1954 وصدقى 1955 اى ان الفارق العمرى بينهما لا يتعدى العام الواحد وينتميان لنفس السلاح ..سلاح المشاة ..حيث عمل السيسى فى سلاح المشاة بعد تخرجه من الكلية الحربية كما تتدرج صدقى بالجيش الثالث حتى وصل الى قائد فرقة مشاة. التزامهما الدينى الشديد شائعة على صدقى بانه سلفى وهى نفس الشائعة ايضا التى لحقت بالفريق السيسى فور توليه وزارة الدفاع بانه اخوانى وخاصة وان زوجته وشقيقاته جميعهن منتقبات هذا الالتزام الدينى وتلك الشائعات هى التى طمئنت جماعة الاخوان ومرسى من فكرة اختيارهما خلفا لطنطاوى وعنان. الاختلاف الوحيد بينهما هو فى السمات الشخصية لكل منهما فالمقربين من المشير السيسى يؤكدون هدؤه وقدرته على الاستماع دون اظهار اى رد فعل على وجهه . اما صدقى صبحى فله طباع شخصية تتميزبالحدة والحسم من ناحية بالاضافة الى موقفه الصريح والمعادى للولايات المتحدة والذى يتم ذكره والتاكيد عليه من قبل وسائل الاعلام الغربية كلما سنحت الفرصة لتناول صدقى. حتى ان كلا منهما سافر فى بعثة دراسية بكلية الحرب بالولايات المتحدة فى 2005 حصل صدقى على ماجستير عن تخصص الدراسات الاستراتيجية بكلية الحرب لجيش الولايات المتحدة ببنسلفانيا وهى نفس الكلية التى قضى فيها المشير السيسى عشرة اشهر فى 2006 ايضا. الورقة البحثية التى قدمها كلا منهما اثناء دراسته فى الولايات المتحدة تعكس تقارب شديد فى وجهات النظر بينهما فدراسة السيسى تمحورت حول هيمنة الولايات المتحدة بعنوان "الديمقراطية فى الشرق الأوسط" تناول خلاله تأثير الديمقراطية على بلدان الشرق الأوسط وهى البحث الذى انتقد فيه السيسى طريقة الولايات المتحدة فى صناعة ديمقراطية بدول الشرق المتوسط تخضع لوجهة نظرها وتتماشى مع مصالحها دون النظر الى الخصوصية الثقافية لدول المنطقة وخلفيته الدينية الاسلامية. وكانت مفاجاة للمشرفين على دراسة صدقى بالولايات المتحدة ما تقدم به من ورقة بحثية تتناول وجهة نظره من تواجد الولايات المتحدة فى الشرق الاوسط والذى اكد فيها على ضرورة سحب قواتها وتكتفى بالتركيز على المعونات الإجتماعية والإقتصادية للمنطقة. المصدر : |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|