رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
استخدام الخبز لنشر رسالته يمكن بتحويل الحجارة إلى خبز، أن يتبعه الناس كمصلح اجتماعي يشبعهم، وليس كمخلص يفديهم. وكأنه يقول للسيد: إنك لا تريد أن تستخدم الخبز لأجل نفسك، لتشبع من جوع. حسنًا تفعل. وكن ما أسهل أن تستخدم الخبز لأجل نشر ملكوت الله. وهذا حل سهل. فقل أن تصير الحجارة خبزًا.. هوذا العالم كله يحتاج الخبز. العلم كله يجرى وراء -لقمة العيش- فلو حولت الحجارة إلى الخبز، سوف تصير مصلحًا اجتماعيًا، تكفى احتياجات الناس المادية. وإذ تشبع الناس، يلقون حولك، وبهذا يمكنك أن تؤدى رسالتك.. وتسهل مهمتك. ولكن السيد المسيح رفض هذا الطريق السهل.. إنه جاء يدعو إلى مملكة روحية، طريقها أيضًا طريق روحي، ليس هو الطريق الخبز المادي وإنما كل كلمة تخرج من فم الله.. إن السيد المسيح لم يأت لكي تكون بطون الناس ملآنة، إنما لكي تكون قلوبهم نقية، وأرواحهم ملتصقة بالله.. إنه يعرف حاجة الناس إلى الخبز ويعطيهم إياه، لكنه لا يجعله هدفًا لهم. بل يقول لهم: اطلبوا أولًا ملكوت الله وبره.. ثم هذه كلها تزدادونها" (مت 6: 33). لهذا قال للناس "لا تهتموا بما تأكلون وبما تشربون.. الحياة أفضل من الطعام" (مت 6: 25). يا قليلي الإيمان.. أبوكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها" (مت 6: 32). وقال لهم أيضًا "اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي الذي للحياة الأبدية" (يو 6: 27). السيد المسيح لا يريد أن يتبعه الناس من أجل الخبز، إنما حبًا للملكوت.. وكانت مشورة الشيطان هي التركيز على الخبز! وإن أحبوا الملكوت، وجاءوا من أجله وعطشوا، حينئذ سيمنحهم كل احتياجهم المادي، دون أن يطلبوا، كذلك فإن الخبز، الذي هو رمز للمادة لا يجوز أن يكون هدفًا لحياتهم،هنا نتذكر أمثلة خاطئة. إن الشيطان لا يقترح أبدًا للخير. ولا يجوز السماح له، مهما بدا اقتراحه خيرًا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|