رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخادم داخل الأسرة 1- بالتعاون مع أهل البيت: هناك خادم يعطي درسًا عن السامري الصالح في مدارس الأحد. ولكنه لا يكون سامريًا صالحًا في بيته. إن الدين ليس مجرد معلومات تلقي علي الناس، إنما هي حياة نحياها.. لذلك كن خدومًا ومتعاونًا في البيت. تدخل البيت، فلا تجد والدتك قد انتهت من تجهيز الطعام بعد.. فلا تغضب ولا تلقي محاضرة في حفظ المواعيد، إنما أدخل وساعدها في تجهيزه، كن معها أيضًا في إعداد المائدة. وإن انتهيت من تناول طعامك، فلا تتركهم يحملون بقاياك ويغسلون أطباقك. وإنما اشترك في ذلك. هل الأمر يكلفك بضع دقائق؟ إنها شيء بسيط تساهم به في مساعدة والدتك وأخواتك. بل تنال بركة دعاء الوالدة ومحبتها لك لأنك تساعدها ولا تتركها وحدها. بعض (الخدام) لا يكتفون بعدم تعاونهم في خدمة البيت، بل يحملون أهل البيت ثقلًا في خدمتهم. يستيقظون من النوم، ويخرجون إلي العمل، ويتركون كل شيء مبعثرًا في حجرتهم، لمن يتولي عنهم ترتيبه! لماذا لا ترتب فراشك حالما تستيقظ من نومك؟ ولماذا لا ترتب ملابسك ومكتبك قبل أن تخرج من البيت. لماذا تعتبر أن الخدمة هي فقط تحضير الدروس وإلقاؤها. ألست الخدمة هي أيضًا التعاون مع أهل البيت؟ لماذا لا تتعاون مع أخوتك الصغار في أن تشرح لهم دروسهم. أو تساعدهم في ما يحتاجون إليه. وهكذا يحبونك ويتعلقون بك. وبهذا الحب يمكنك أن تفيدهم روحيًا. لماذا لا تتعلم بعض الهوايات التي تستطيع بها أن تصلح بعض الآلات الكهربية في البيت أو ما يشابهها، فتساعدهم اقتصاديا بدلًا من إنفاقهم علي ذلك؟ 2- نقطة أخري في خدمتك للبيت هي البشاشة والمحبة. كن في بيتك بشوشًا، تشيع جوًا من البهجة والفرح في البيت، وتجعل الكل يحبونك، وبخاصة الصغار، بوجهك البشوش الحلو، وبابتسامتك اللطيفة، وما تقصه علي أخوتك من حكايات وألغاز، بمرحك ولطفك.. ولا تكن مثل أولئك الذين لا يحفظون من بستان الرهبان غير عبارة "ادخل إلي قلايتك وابك علي خطاياك"، ولا يحفظون من الكتاب المقدس سوي قول الحكيم "بكآبة الوجه يصلح القلب" (جا 7: 3). وهؤلاء يكتفون فقط بحياة التجهم والكاَبة والتزمت والبكاء، بل يريدون أن يكون كل أهل البيت مثلهم مكتئبين!! و يشيعون أن الضحك خطية! ويلومون كل من يضحك! و إن ضحك أهل البيت، يعتبرون هذا منهم انحلالًا!! وينسون قول الكتاب "وللضحك وقت" (جا 3: 4)، وقول الكتاب "افرحوا في الرب كل حين، وأقول أيضا افرحوا" (في 4: 4). وإن من ثمار الروح "محبة فرح سلام" (غل 5: 22).إن القديس أرسانيوس أشتهر بالدموع، ولكنه أمام الناس كان بشوشًا. فلا تجعل أهل بيتك يتصورون أن كل من يدخل في الحياة الدينية، تتحول حياته إلي كآبة، لئلا يخافوا من التدين بسببك!! بل أعطهم فكرة عن البشاشة الروحية وسلام القلب!! 3- نقطة ثالثة في خدمتك للأسرة هي احترامك للكل. احترس من أن يكبر قلبك بسبب تدينك، فتحتقر الآخرين أو تدينهم، أو أن تكلمهم من فوق..! لأن كثيرين حينما دخلوا إلي محيط الخدمة، وضعوا في ذهنهم لافتة مكتوب عليها "عظ، وبخ، انتهر" (2 تي 4: 2). وبهذا الانتهار أصبح أهل البيت يحترسون من ألفاظهم القاسية، وتعبيراتهم الخالية من الاحترام بالنسبة إلي الكبير والصغير. وينسون أن هذه العبارة قد أرسلها القديس بولس الرسول إلي تلميذه تيموثاوس الأسقف، وذكر له الأسلوب "بكل أناة وتعليم" (2 تي 4: 2). فهل أنت تقيم نفسك أسقفًا للبيت، أم أنت مجرد خادمًا؟ و حتي الأسقف لا يكون دائم التوبيخ، بل قيل له بالنسبة إلي الكبار "لا تنتهر شيخًا، بل عظه كأب، والعجائز كأمهات، والأحداث كأخوة.." (1 تي 5: 1) بل قيل عن الأسقف أيضًا أنه يكون محتشمًا حليمًا غير مخاصم (1تي 3: 2، 3) ولا يكون غضوبًا (تي 1: 7).. فلا تجعل محبة الخدمة تخرجك عن فضيلة الأدب واحترام الغير. و الرسالة الروحية التي تريد أن تنقلها إلي الآخرين، قدمها لهم بكل محبة ولطف واحترام، وفي عفة اللسان، وبتواضع القلب.. حتى أخوتك الصغار، إن طلبت منهم طلبًا، وقلت للواحد منهم "عن إذنك.. لو تسمح.. ممكن كذا".. هو نفسه سيتعلم منك هذا الأسلوب الرقيق، ويستخدمه في حديثه مع غيره، وبهذا تكون قد خدمته عن طريق القدوة العملية. حاول في خدمتك العائلية أن لا تجرح شعور أحد. و لا تتكلم بكلمة تجرح شعور إنسان. بل احترم الكل، فيحترمونك ويتعلموا منك احترام غيرهم، ويتعلموا أيضًا اللطف في الحديث، وأدب التخاطب، والنصح الهادئ. وإن كانت هناك نصيحة تقدمها لأبيك أو أمك، أو من في مستواهما، فاحرص جيدًا ألا تتكلم كمعلم..! احتفظ بتوقير من هو أكبر منك سنًا أو مقامًا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الخادم داخل الأسرة لقداسة البابا شنودة الثالث |
الخادم داخل الأسرة |
حياة الأسرة من الداخل والخارج |
حياة الأسرة من الداخل والخارج |
التعامل داخل الأسرة |