رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فاعلية الخدمة إن الاثني عشر لم يبدأوا الخدمة إلا بعد أن حل الروح القدس عليهم ونالوا قوة (أع 1:8)، ولبسوا قوة من العالي (لو 24:49). حينئذ "إلي أقاصي المسكونة بلغت أصواتهم "وفي كل الأرض خرج منطقهم" (مز 19: 4).. إسطفانوس الشماس، لأنه كان مملوءًا من الروح القدس والحكمة، لذلك لما وقفت أمامه ثلاثة مجامع فلسفية "لم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به" (أع 6: 10). وبفاعلية عمل الروح في العصر الرسولي "كانت كلمة الرب تنمو، وعدد التلاميذ يتكاثر جدًا في أورشليم.." (أع 6: 7) "كان الرب كل يوم يضم إلي الكنيسة الذين يخلصون" (أع 2: 47) "والكنائس في جميع اليهودية والجليل والسامرة، كان لها سلام، وكانت تبني وتسير في خوف الرب. وبتعزية الروح القدس كانت تتكاثر" (أع 9: 31). أما نحن فلنا عشرات الآلاف من المدرسين، ولكن الخدام العاملين بالروح قليلون.. تأملوا خادمًا واحدًا مثل بولس الرسول.. لاشك أن اختياره كان حادثًا خطيرًا في الكنيسة. لقد تعب أكثر من جميع الرسل (1كو 15: 10). وتألم وجاهد أكثر من الكل "عدا الاهتمام بجميع الكنائس "وغيرته التي يقول فيها "من يعثر، وأنا لا ألتهب؟!" (2 كو 11: 28، 29). هذا الذي دعي "رسول الأمم". ووصلت خدمته من أورشليم إلي أنطاكية إلي قبرص، ثم إلي آسيا الصغرى وبلاد اليونان، وإلي رومه.. وكتب 14 رسالة، وكرز وهو في السجن. أننا مستعدون أن نستغني عن عشرات الآلاف من الخدام الذين معنا، في مقابل بولس واحد.. و ستكون خدمته أكثر فاعلية من الآلاف.. ربما نجد في أحد فروع الخدمة خمسين خادمًا، ولكن بلا حرارة في خدمتهم. ثم يلتحق بالخدمة خادم جديد، فيحول الخدمة إلي لهيب نار بقوة الروح الذي فيه.. إن ألسنة النار التي حلت علي التلاميذ في يوم البندكستي، أعطتهم لسانًا ناريًا وكلمات نارية، وخدمة لها لهيب وفاعلية، وحرارة في الروح، وحرارة في الصلاة، وحرارة في الحركة والأسفار.. إنها جمرات نار، ظل العالم يتقاذفها، حتى أشتعل العالم كله نارًا، ألهبت القلوب بالإيمان.. أنظروا ماذا فعل أوغسطينوس مثلًا، حينما دخل في محيط الخدمة..وكيف أن تأثيره لم يقتصر فقط علي جيله، وإنما حتى الآن مازلنا نستفيد من تأملاته.. وتادرس تلميذ باخوميوس، لما صار راهبًا، كم كان أعمق التأثير الذي أحدثه في الحياة الرهبانية في جميع الأديرة. وكذلك يوحنا القصير الذي قيل عنه إن الإسقيط كله كان معلقًا بإصبعه.. حقًا، هناك أشخاص في كل جيل، مميزون في خدمتهم. خدام من طراز خاص. كل منهم "مُعْلَمٌ بين ربوة" (نش 5: 10). أما نحن الآن: فلنا خدام يخدمون الفصول العادية. ولكن الذين لهم قدرة علي خدمة اجتماعات الشبان والشابات، والأسرات الجامعية، وإعداد الخدام، أو الذين يتكلمون في مؤتمرات الخدمة. فلا شك أنهم قليلون.. و العجيب، أنه علي الرغم من احتياج الخدمة، نجد خدامًا يتشاجرون ويتنافسون في مكان للخدمة، تاركين ميادين عديدة غير مخدومة. في تشاجرهم وتنافسهم، لا يعطون مثالًا عن روحانية الخدام، بل يكونون عثرة، إذ يفقدون روح المحبة والتعاون وإنكار الذات. وفي نفس الوقت توجد مجالات عديدة تستوعب كل طاقة مستعدة للخدمة، وهم يتجاهلونها، من أجل محبتهم لمكان أو وضع بالذات، دون محبة النفس البشرية أينما كان موضعها.. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
وفي الخدمة نراعي أمرين: محبة الخدمة، وروح الخدمة |
فاعلية الصلاة |
فاعلية الايمان |
فاعلية المعمودية |
فاعلية الصلاة |