أميرة الشهيدات ... و مؤلف الحكايات

[Ƒ̐ὰ̗đƴ]

أميرة الشهيدات ... و مؤلف الحكايات




كانت عقارب الساعو تشير الى الثانية بعد منتصف الليل عندما قام (مرقس) عن سريره دافعا عنه الغطاء فى شئ من الضيق - فهذه هى ليلته الثالثه - حيث لم يستطع ان ينام بسبب الافكار المتزاحمة عليه ليلة وراء ليلة .

مرقس شاب مسيحى التاليف ، وله بعض الاعمال الادبية المعروفة على مستوى كنيسته - حيث يشارك دائما فى كتابة القصص ذات المغزى الروحى لنشرها فى مجلات الكنيسة - ولكنه لا يسمح بنشر اى عمل دون ان يكون راضيا عنه تماما .


تم تكليف المؤلف الشاب بكتابة قصة قصيرة ليتم نشرها فى العدد الجديد من رسالة الشباب الدورية التى تصدر عن خدمة الشباب بالكنيسة - وتركت له اسرة التحرير حرية اختيار الموضوع الذى سيكتب فيه - بشرط ان يكون الموضوع ذا طابع شبابى .


من عادة مرقس اذا ما اراد كتابة قصة او موضوع معين ان يبدا بالصلاة ليرشده الرب الى فكره الموضوع الرئيسية . ثم يترك الموضوع فى راسه لفترة معينة حتى ينضج وتتجمع خيوط الفكرة فى نقطة معينة تكون هى نقصطة البداية فى الكتابة .


كان موعد تسليم القصة بعد اسبوع مضي منه حتي الان ثلاث ليال متتالية لم يستطع مرقس النوم خلالها - بسبب الموضوع الذي يريد ان يكتب فيه . فهو موضوع روحي بحت - مما يصعب مهمته اذ كيف سيقدم الروحيات في اطار قصصي .

كان الموضوع الذي شغل باله هو الاساليب المختلفه التي يحتال بها عدو الخير ( الشيطان ) علي الانسان لكي يوقعه في حباله .. !


انه موضوع صعب . بتحدث فيه الاباء و المعلمون الكبار ومهما حاول ان يكتب فى هذا الموضوع فلن يستمع له احد .. وهذا سبب الارق .

وفى وسط افكاره المتواتره وضيقه .. شدت انتباهه صورة لاميرة الشهيدات - الشهيدة مارينا - كانت موضوعة امامه على المكتب امسك مرقس بالصورة وهو لايعرف مصدرها .. ومن الذى اتى بها الى هنا .. ولكنه نظر اليها بامعان شديد واخذ يتاملها .


لاحظ مرقس فى صورة القديسة مارينا انها تمسك بالشيطان فى غير خوف او وجل . كما لاحظ بانها تمسك بيدها الاخرى صليب ربما يسوع المسيح وغصن الزيتون .. ولاحظ ايضا حجم عدو الخير صغيرا وراى خلفها قصرا ملوكيا وحدائق مزهرة وطريقا ملتويا .


ورنت فى اذنيه الفكرة . عندما تركت القديسة الشهيدة مارينا العالم المزهر من خلفها ورفضت طرقه المتوية وملكه الزائل .. وحملت الصليب وراء مخلصها المسيح .. اعطاها الرب سلاما فى حياتها واعطاها القوة لتهزم عدو الخير الذى تضاءل امام قوة الله الساكنة فيها فهزمته .


ادرك المؤلف الشاب ساعتها انه لكى يعرف حيل المعاند عليه ان يكون له علاقة حب قوية مع شخص الرب الفادى الذى خلصه ووهبه الحياة .. حتى يستمد من قوته قوة لضعفه .. وعندئذ يكشف له الرب عن حيل المضاد وكيف يقوى عليه .


هنا ووقف مرقس يصلى صلاة حارة للرب يسوع ان يعطيه التوبة وان يرشده الى ما فيه خلاص نفسه وان يكون معه وينقذه من مكائد المشتكى . وطلب شفاعة اميرة الشهيدات العذراء الشهيدة مارينا التى اخذها له شفيعة معينة له بصلاتها عنه .


انهى صلاته وجلس الى اوراقه وامسك بقلمه وبدا يكتب قصته القصيرة (قصة توبة) شرح فيها ان باب السماء مازال مفتوحا امام كل احد على ان يتوب ويترك حياة الخطية ويقترب من الله اكثر عن طريق وسائط الخلاص والقديسين والتوبة الدائمة .


وعندما انهى مرقس القصة شكر الرب على كلماته التى اعطاها له وشكر شفيعته العذراء مارينا على فكرتها ووضع هامشا صغيرا للقصة وانها مهداه الى اميرة الشهيدات القديسة مارينا .. ورتب ارواقه على المكتب وراح فى نوم عميق .. ولم يكن بباله ما سيحدث له ؟؟


لم يمر وقت طويل على استغراقه فى النوم حتى راى فى نومه نائما على سريره .. ثم راى شخص اسود اللون ذا شكل قبيح جدا له وجه يشبه الخفاش .. دخل ذاك الاسود الى غرفة ذاك النائم واقترب منه لينقض عليه ويفتك به .


فجاة ظهرت فى الغرفة فتاة جميلة الشكل نورانية . لها وجها مضيئا مثل القمر . جاءت من وراء ذاك الاسود ولمست بيدها كتفه من الخلف . كانما تناديه - فلما نظر للخلف صرخ صرخة مدوية جدا هزت اركان المكان وحاول الهروب فامسكت به.


علا صراخ ذاك الاسود مستغيثا ..، وقد امسكت به تلك الفتاة فى قوة عجيبة فكانت ترفعه الى فوق ثم تدفعه فيرتطم بالارض محدثا صوتا كالانفجار .. وتكرر هذا الامر عدة مرات .. عند ذلك صرخ قائلا : اطلقينى يا شهيدة المسيح مارينا .. فدفعته ايضا فاختفى محترقا .. واختفت الفتاة كما ظهرت .. وانتهى كل شئ .


انتبه مرقس من نومه على صوت غريب فى غرفته .. فكان كانما ازير طائرة انطلقت للتو الى الجو بسرعة .. وشعر كانما كان هناك معركة مافى غرفته انتهت قبل استيقاظه بلحظات قلائل .. وشدت انتباهه صورة الشهيدة مارينا .


عندئذ تذكر ما شاهده فى الحلم وايقن ساعتها ان لم يكن يحلم ولكن الرب اراد له ان يرى صورة حية من دفاع ابناء الكنيسة المنتصرة عن ابناء الكنيسة المجاهدة .. فقام ورفع صلاة شكر للرب يسوع الذى حماه من عدو الخير الذى كان ينوى الفتك به .


نظر الى ساعته فوجدها تقترب من السادسة صباحا فاسرع فى ارتداء ملابسه متوجها للكنيسة . حيث ينتظر رحلة لصلاة القداس الالهى فى كنيسة العذراء المغيثة بحارة الروم .. حيث اميرة الشهيدات هناك .


بعد عودة مرقس من الرحلة - امسك بالقلم ووكتب قصة قصيرة بعنوان أميرة الشهيدات ومؤلف الحكايات حكى فيها ما حدث معه .. وذهب لاسرة التحرير فرحا بالقصة .. ولما قرا عليهم القصة .. فرروا بالاجماع رفضها لانها اغرب من الخيال و لايمكن تصديقها .. فعاد مرقس فى غير تضجر وسال نفسه قائلا : هل يعسر على الرب أمرا ما ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
القصة مهداه الى اميرة الشهيدات القديسة الشهيدة مارينا .

كتبت فى 29 \ 5 \ 2002 .

ملاحظة : للقديسة مارينا عيد فى 23 ابيب وهو عيد استشهادها ويوافق يوم 30 يوليو .
وعيد اخر فى 23 هاتور وهو عيد تكريس كنيستها بانطاكية .

المصدر : كتاب أميرة الشهيدات ... و مؤلف الحكايات


اتمنى تنزل اعجابكم كم نالت اعجابى

[Mary Naeem]

بركتها تكون معنا

ربنا يبارك حياتك

[Ƒ̐ὰ̗đƴ]

ميرسى ع المرور الجميل

[Ramez5]

بركة شفاعة اميرة الشهيدات تكون معنا امين
ميرسى كتير لمشاركتك الجميلة

[Ƒ̐ὰ̗đƴ]

آمين
ميرسى على المرور استاذ رامز الشكر لربنا وليك

[sama smsma]

فعلا لا يعسر على الرب امر
والقديسة مارينا معروفة بقوتها الجبارة قدام الشيطان وهزيمته
واى حد بيحاربه الشيطان وطلب شفاعة القديسة مارينا هاتقف جنبة وتحارب عنه

جمييييييلة اوى يافادى

[Ƒ̐ὰ̗đƴ]

آميــــــــــــــــــــــن
ميرسى ع المرور الجميل يا سمسمة

[بنت معلم الاجيال]

جميلة جداااااااااااا ميرسي ليك كتير ومنتظرة المزيد
عن حبيبة قلبي القديسة مارينا

[Ƒ̐ὰ̗đƴ]

شكراً للمرور

باذن ربنا قريب