رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عقوبتان للخطية: عقوبة أرضية وعقوبة أبدية للخطية عقوبتان: عقوبة أرضية، وأخري في الأبدية. أما العقوبة الأبدية، فيمكن للإنسان أن ينجو منها بالتوبة. بعكس الأرضية التي قد فرضها الله علي الإنسان فيقاسيها علي الرغم من توبته. · أبوينا الأولان كمثال: عندما أخطأ آدم وحواء، ماذا كانت عقوبتهما؟ كانت هي الموت. هذا الموت خلصهما منه المسيح بموته. ولكن علي الرغم من حكم الموت هذا الذي أنذرهما به الله من قبل. لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أوقع الله عليهما عقوبة أخري أرضية. · فماذا كانت العقوبة الأرضية لآدم وحواء؟ الطرد من الجنة كانت عقوبة مشتركة لكليهما. وماذا أيضًا؟ قال الرب لآدم "ملعونة الأرض بسببك. بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك.. بعرق وجهك تأكل خبزًا.." (تك 3: 17،19). وظلت عقوبة التعب وعرق الجبين لاصقة بجميع أبناء آدم إلي يومنا هذا علي الرغم من عمل الفداء العظيم علي الصليب. وقال الرب لحواء "تكثيرًا أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولادًا". وجاء السيد المسيح وغفر للمرأة خطيئتها، ومع ذلك فهي ما تزال تحبل وتلد بالتعب والوجع. إنها عقوبة أرضية.. أن هذه العقوبة الأرضية التي وقعت علي آدم وحواء، هي مثال واضح لما يقاسيه الإنسان علي الأرض نتيجة خطيئته حتى إن غفرها الله له في السماء.. · مثال المرأة الزانية: من المعروف أن السيد المسيح غفر لكثير من الزاينات كالمرأة الزانية التي بللت قدميه بدموعها، ومستحتهما بشعر رأسها. وكالمرأة التي ضبطت في ذات الفعل وأنقذها الرب من الرجم قائلًا للمشتكين عليها "من كان منكم بلا خطية، فليرجمها أولًا بحجر" (يو 8: 7). ومع هذه المغفرة فقد عاقب الرب المرأة الزانية بتطليقها وبعدم الزواج ثانية (مت 5: 32، مت 19: 9، لو 16: 18). وكثير من الناس يتساءلون لماذا لا يسمح بالزواج للزانية، وقد غفر الرب للمرأة الزانية. والجواب بسيط. يمكن أن يغفر الرب للزانية إذا تابت، وهكذا لا تفقد أبديتها بل تجد لها نصيبًا في الفردوس.أما ههنا فإنه توجد لها عقوبة أرضية تكابدها جزاء خطيتها. مادامت لم تكن أمينه لزوجها، فلا يمكن أن يأتمنها الرب علي زواج آخر، بل تكون درسًا لغيرها.. والعقوبة الأرضية علي أنواع: إما أن تكون نتيجة طبيعته للخطية.. وأما أن تكون ضربه من الله.. وأما أن تكون عقوبة من المجتمع، أو من الدولة، أو من الكنيسة. العقوبة الأرضية كنتيجة طبيعية للخطية: هناك خطايا كثيرة تحمل عقوبتها في ذاتها: فالزني مثلًا قد يصاب بالضعف أو الأنيميا أو بعض الأمراض السرية. والذي يتعاطى المخدرات مثلًا قد يصاب بفقدان الشخصية وبتلف الأعصاب والذي يدخن قد بالسرطان أو داء الرئة أو ضغط الدم أو غيرها من الأمراض. والطالب الذي يهمل دروسه، له عقوبة علي الأرض هي الرسوب والفشل والذي يلعب الميسر (القمار)، يصاب بالفقر والعوز.. والأم التي لا تربي ابنها، تقاسي الأمرين علي الأرض من سوء أخلاق هذا الابن. كل هذه عقوبات علي الأرض، غير العقوبة الأبدية. وقد تمحي العقوبة الأبدية بالتوبة، وتظل العقوبة الأرضية كما هي. فالأم التي لم ترب ابنها، قد تتوب وتغفر لها خطيتها، ويظل ابنها مرارة قلب لها علي الأرض. والتلميذ الذي لم يذاكر ورسب، قد يتوب ويغفر له الرب إهماله، ولكن هذا لا يمنع أن سنة من عمرة قد ضاعت علي الأرض سدي.. والذي تسبب له الخطية مرضًا، قد تغفر له الخطية بالتوبة، ويظل المرضي معه كعقوبة أرضية هي نتيجة طبيعية للخطية. العقوبة الأرضية كضربة من الله: قد يكون المرض مثلًا نتيجة طبيعة للخطية كالأمراض التي تنتج عن التدخين وتعاطي المخدرات والزنى وشرب الخمر.. ألخ. علي أن هناك نوعًا آخر من الأمراض يعتبر ضربة من الله. مثل ضربة البرص التي أصابت جيحزي تلميذ إليشع عقابًا له علي محبته للمال وكذبة علي معمله (2 مل 5: 27)، ومثل ضربة البرص التي أصابت مريم أخت هارون وموسى عقابًا لها علي تكلمها ضد موسى (عد 12: 10)، ومثل ضربة الدمامل التي أصابت مصر عقابًا علي قساوة قلب فرعون (خر 9: 10). ومثل ضربة الوبا الذي أصابت بني إسرائيل عقوبة علي خطية داود الملك، فمات منهم في يوم واحد سبعون ألف رجل (2 صم 24: 15) وعن مثل هذه الضربة يقول الرب في لعنته للخاطئ "يلصق بك الرب الوبأ حتى يبيدك عن الأرض التي أنت داخل إليها لكي تمتلكها. يضربك بالسل والحمي والبرداء والالتهاب والجفاف واللفح والذبول فتتعبك حتى تفنيك يضربك الرب بقرحة مصر وبالبواسير والجرب والحكة حتى لا تستطيع الشفاء" (تث 28: 21، 22، 27). وغير المرض هناك ضربات أخري من الله: كالفشل مثلًا.. قد يكون الفشل نتيجة طبيعية لإهمال الإنسان وتقصيره، وقد يكون أيضًا ضربه من الله لزوال البركة (تث 28). كذلك من أمثال هذه الضربات: الهزيمة، والعبودية، بل الموت أيضًا أن الخطية هي موت، وعقوبة الخطية هي الموت أيضًا. مثلما حدث مع عالي الكاهن إذ لم يرب أولاده (1 صم 4: 18). تأمل يا أخي في حياتك. أنظر في كل ما فعلته وفشلت فيه، لعل هناك خطية هي السبب في كل ما يصيبك من ضربات. عقوبات للخطية مع المجتمع والدولة والكنيسة: هناك عقوبات للخطية تصيب الإنسان علي الأرض لا يوقعها الله مباشرة، وإنما يوقعها المجتمع أو الدولة أو الكنيسة. فمن العقوبات التي ينالها الإنسان الخاطئ من المجتمع الفضيحة والعار وسوء السمعة، بل قد يصل الأمر إلي الاحتقار أو إلي نبذ الإنسان من المجتمع الذي يعيش فيه وتحاشى الخلطة معه.. وقد تكون العقوبة الأرضية صادرة من الدولة معًا. عقوبة من الله. مع فضيحة من المجتمع، مع سجن تحكم به الدولة.. وهناك أيضًا عقوبات كنيسة كثيرة تشملها كتب القوانين الكنسيّة. ومن ضمنها الحرمان من التناول فترة معينة، أو الحرمان من دخول الكنيسة، أو الإيقاف عن الكهنوت أو التجريد.. أو عقوبات أخري لا داعي الآن لسردها. ولكني أقول الكنيسة عندما كانت صارمة وحازمة في عقوبتها، كانت جماعة المؤمنين أكثر قداسة وحرصًا وتدقيقًا، وفيها نخوف الله..وأنت أيها الأخ، أسال نفسك: هل ارتكبت خطأ تستوجب به حكمًا كنسيًا لم يوقع عليك؟ ربما تكون هاربًا من مثل هذا الحكم ولا تستحق دخول الكنيسة حسب القوانين.. إن العقوبة الأرضية أمر سمح الله أن يوقع حتى علي أحبائه القديسين الذين جاهدوا لأجله وفعلوا معجزات باسمه. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|