العادات والتدرج
وسياسة التدرج هذه لها حكمة كبيرة وهي:
في كل خطوة يقترب الإنسان إلى جو الخطية، ويعتاده، ويضعف.
إرادته تكون قوية جدًا، وهو خارج مجال الخطية. وقد يكون نافرًا جدًا من كل مجالاتها.
وبالوقت يألفها، ولا تصبح غريبة عليه. وبالتدرج تدخل إلى فكرة، ثم إلى مشاعره. وفي كل خطوة تضعف إرادته عن المقاومة أحس أو لم يحس...
ومن أمثلة التدرج الطويل موضوع العادات.
كل عادة مسيطرة على الإنسان، لم تبدأ هكذا مطلقًا. وربما كان هو المسيطر عليها أولًا ويستطيع إبطالها. ولكن بالتدرج الطويل فقد سيطرته، ثم سيطرت هي عليه وربما الشيطان في أول خطوة، قال له عبارة واحدة وهي جرب أو اختبر... الحياة كلها خبرات. والأمر كله بيدك، تستطيع أن تمتنع وقتما تشاء. وظل به هكذا إلى أن أتي الوقت الذي فيه سلم إرادته بالتمام ولم يعد يقاوم، بل لا يشاء أن يقاوم!!
على أن التخلص من العادات ممكن لمن يريد.
الشيطان قد يقول لك لن تستطيع. وإن استطعت ستعود إليها مرة أخري. إنها ضمن حرب اليأس. ولكن لا تستسلم. فإن العادة تكونت نتيجة عمل إرادي متكرر. ويمكن أن تتخلص منها بعمل إرادي عكسي متكرر، أي تثبت فيه. ونصيحتنا لمقاومة سياسة التدرج هذه من جانب الشيطان، أن تبعد عن الخطوة الأولي، بكل حزم، مهما كانت تبدو بريئة، أو يقنعك الشيطان بأنها بريئة.
واحترس من كذبه، إن قال لك إنها خطوة واحدة ولن تتطور.
إن الشيطان لا يقبل على نفسه أن يتركها عند حدود الخطوة الواحدة، دون أن يتقدم بها باستمرار نحو أغراضه البعيدة... فاحترس منه.
بل احترس حتى من الخطوة الأولى، وليس فقط من تطورها، مهما بدت هذه الخطوة في نظرك من الأمور الصغيرة، وهنا أحذرك من حيل شيطان ماكر، هو شيطان الأمور الصغيرة.