رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
نتائج محبتنا لله
فإن أحببت الله، تحب أن تتكلم معه، فتحب الصلاة. وتجد لذة في الحديث مع الله. وتكون صلاتك مشبعة بالاشتياق إلى الله وإلى البقاء في حضرته. وتقول مع داود النبي (باسمك ارفع يدي، فتشيع نفسي كما من شحم ودسم). فهل لك هذا الشبع الروحي في الصلاة؟ هل الصلاة تغذيك وتعزيك وتفرحك، وتسمو بك في أجواء عليا أرفع من مستواك؟ وهل كل كلمة من الصلاة لها مذاقة حلوة وفي ذهنك ومصدرًا لتأملات؟! أم أنت تقاوم نفسك وتغضب نفسك، لكي تصلي! أو تلتمس أعذارًا كثيرة لكي لا تصلي؟! محتجبا بالتعب وضيق الوقت. بينما السبب الوحيد لعدم صلاتك، هو أنك لا تحب الله. فلو كنت تحب الله، كنت تشتاق إلى الحديث معه. ولو أحببت الصلاة تحب الله. فمتى إذن تحبه وتحبها؟ الذي يحب الله لا يخطئ، لأن محبته لله تمنعه من مخالفته. وهذا واضح من الرسالة الأولي للقديس يوحنا الرسول، حيث يقول ويكرر إن (المولود من الله لا يخطئ) (لأن زرعه ثابت فيه) (والشرير لا يمسه). بل يقول عنه أكثر من هذا إنه: (لا يستطيع أن يخطئ) (1يو3: 5). أصبحت طبيعته لا تقبل الخطية. والمحبة رفعته فوق مستوى الخطية، وفوق مستوي الوصية، وفوق مستوي الجسد.. فهو يمتنع الخطية ليس خوفًا من العقوبة، ولا رعبًا من جهنم، إنما بسبب محبته لله، وبالتالي محبته للخير. هنا نقول: الإنسان الذي يحب الله، تتحد مشيئته مع مشيئة الله. فهو في محبته لله يقول له (لا تسمح يا رب أن أشاء شيئًا لا تريده أنت. لتكن مشيئتي إذن هي مشيئتك. ولتكن مشيئتك هي مشيئتي. بل ليتني لا تكون لي مشيئة علي الإطلاق. بل أنت في فكري، وفي قلبي، هو الذي أعمله بكل رضا وحب.لذلك فالذي يحب الله لا يجد صعوبة في تنفيذ وصاياه. (لأن وصاياه ليست ثقيلة) كما قال القديس يوحنا الرسول (والذي يحب الله يحب وصاياه أيضًا) ويجدها سراجًا ونورًا لسبيله، ويكون (في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهارًا وليلًا) ويقول للرب (وجدت كلامك كالشهد فأكلته)، إنه أحلي من العسل والشهد في فمي فرحت به كمن وجد غنائم كثيرة (مز119). وصية الرب ليست صعبة أمامه، لأنه لا توجد في قلبه النقي أية شهوة خاطئة تقاوم وصية الله. ولأنه يعمل بمضمون هذه الوصية، حتى دون أن يقرأ عنها. إن المحبة رفعته فوق مستوى الوصية. ولم يعد داخلًا تحت سيطرتها. الوصية لا تشكل عبئًا عليه وهي ليست مجرد أمرًا، بل هي نور يضئ له الطريق إلى الله، وحتى لا يضل بحيل العدو أو بخطأ الأفكار. إنها الوسيلة التي بها يتقي الله قلبه، فيصير حسب قلب الله. إنها الطريقة التي تجعل منه صورة الله ومثاله. حقًا إن الله من محبته لنا، ومنحنا وصاياه. ونحن من محبتنا له نطيع هذه الوصايا، بل ونفرح بها كرسالة إلينا من الله الذي نحبه. الذي يحب الله لا يرى أن الوصية تقيده، بل ترشده. إنها ليست قيودًا علي أرادته، ولا هي حد لحريته، لأن الخطية والعادات السيئة هي التي تقيد حرية الإنسان، وكلمة الله هي التي تجرده والذي يحب الله لا يري الوصايا ضغطًا علي إرادته، لأن إرادته المتحررة تفرح بالوصايا التي قررها الله لمنفعتنا.. الذي يحب الله، يسعده أن يدعو جميع الناس إلى محبته. مثلما فرح يوحنا المعمدان إذا رأي الناس يلتفون حول المسيح، وقال (من له العروس فهو العريس. أما صديق العريس فيري ويفرح. لذلك فرحي قد صار كاملًا (يو3). لذلك فهو يخدم، لأنه يحب الله، ويحب ملكوته، ويحب أن ينشر هذا الملكوت وتنتشر كلمة الله، ويزداد عدد الذين يتبعون طريق الرب ويحبونه. وهكذا ينجح في حياة الخدمة، من يرى الخدمة حبًا. حبًا لله والناس وللملكوت. حبه لله يقوده إلى خدمتهم، لكي أن ينتشر هذا الملكوت،لكي يذوقوا وينظروا ما أطيب الرب. وكلما يخدمهم يزداد محبة لهم. وكلما يحبهم تزداد خدمته لهم. وهو حينما يعطي، إنما يعطي عن حب، لأنه مكتوب: ( المعطي المسرور يحبه الرب). لا عن طلب أجر من الله، وإنما بسبب الإشفاق العجيب الذي في قلبه من نحو المحتاجين. لذلك فإن عطاءه يرتفع فوق مستوى العشور والبكور والنذور، ويرفع فوق مستوى الأرقام. فيعطي بسخاء ولا يعير. ولا يسأله الله كم أعطى؟ وإنما كم أحب. ويكافئه علي الحب الموجود في عطائه، وليس عن الكمية. |
27 - 01 - 2014, 11:31 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: نتائج محبتنا لله
شكرا يا قمر
نتائج محبتنا لله |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لا شك أن محبتنا لله تتطلب، لتحقيق البعد الثاني، محبتنا "للقريب" |
ينبغي أن تكون محبتنا للناس داخل محبتنا لله |
نتائج وأهمية محبتنا لله |
نتائج محبتنا لله |
نتائج محبتنا لله |