انسداد القناة الدمعية
السيد دكتور / ناصف صبحي عريان
أخصائي أمراض الأطفال بمستشفي البدرشين
في عام 1984 كنت أعمل في إحدي الدول الخليجية ، رزقت بطفل دعوناه باسم "بيتر" . لاحظت بعد مدة أن عينه اليمني تدمع باستمرار ، وتفرز مادة صديدية بكثرة، فكشفت عليها فتبين وجود انسداد خلفي بقناة الدمع ، مع التهاب شديد بالكيس الدمع ، ، فحملته إلي كل أطباء العيون الموجودين في المدينة التي أعمل بها ، وكذا إلي أطباء المدينة المجاورة لنا ، وأجمعوا علي التشخيص السابق.
وان كنا قد استخدمنا أدوية كثيرة وانواع مختلفة من القطرة ، والمراهم ، مع تدليك يومي لكيس الدموع لتفريغ ما به من صديد ، نقول انه رغم كل ذلك فقد أجمع الأطباء علي حاجته إلي عملية لتسليك قناة الدموع الموصلة بين العين والأنف ، وهي عملية دقيقة ، ويستطيع الفرد العادي أن يدرك مدي دقتها لو علم أن قطر تلك القناة مثل قطر الشعرة.... ونسبة نجاحها كما أجمع الأطباء هي 10% ... ولا نستطيع أن نصف مقدار الحزن والغم الذي أصابنا.
وحدث خلال تلك الأيام أن تعرفنا علي أسرة مسيحية قدمت لنا كتب البابا كيرلس ، ففرحنا بها فرحا غامرا... وإن كنت قد قرأتها كأي كتاب عادي ... طالعتها بلا مبالاة، ربما لاعتقادي كطبيب أن العلاج إما بالدواء ، أو بالجراحة ... وهذا لضعف إيماني . أما زوجتي ، فكانت غير ذلك ، فأخذت تقرأها بلهفة ، وتوقفت عند معجزة حدثت لشخص كان مصابا بحصوتين في الكلي، وكان مقررا أن تجري له عملية جراحية . وليلة العملية وضع كتاب البابا كيرلس علي الكلية ، وفي الصباح نزلت الحصوة بدون جراحة.
قالت زوجتي في حزن : " ليت البابا كيرلس يشفي "بيتر" بدون عملية " ، فأجبتها بلا مبالاة " ليته يفعل ذلك ، ولكننا خطاة " ... قامت زوجتي ، وهي باكية ، بوضع الكتاب بجوار عين ابننا المصابة ، وفي الصباح لاحظنا أن الصديد زاد جدا عن ذي قبل ... زاد حزننا ... وزاد يأسنا ، وقلنا من نكون حتي يتشفع البابا من أجلنا.
وفي الليلة التالية ، ظهر البابا لزوجتي في حلم ، وهو يبتسم ابتسامة عريضة ، ثم اختفي . وفي الصباح قمنا كالعادة لتدليك كيس الدموع ، ورفع الصديد عن عين الطفل ، ولكي نضع القطرة ، فوجدنا أن العين أصبحت سليمة تماما كالعين الأخري ، فقمت بتدليك كيس الدموع ، فلم يفرز صديدا ، ولما بكي الطفل نزلت الدموع إلي الأنف وهذا يعني انفتاح قناة الدموع ... ومنذ ذلك الحين وهو في حالة طيبة لقد شكرنا الله من كل قلوبنا علي رعايته وعطفه