الجسد الخاطئ
إنه الجسد الذي يقاوم الروح..
هذا الذي قال عنه الرسول "الجسد يشتهى ضد الروح، والروح ضد الجسد، وهذان يقاوم أحدهما الآخر، حتى تفعلون ما لا تريدون" (غل17:5).
هذا الجسد الخاطئ، ذكر الرسول في نفس الرسالة أمثلة عديدة من أعماله الخاطئة (غل19:5-21).
والجسد الخاطئ هو الجسد الشهواني.
وشهواته مادية ونجسة. ولذلك يقول الرسول "اسلكوا بالروح، فلا تكملوا شهوة الجسد" (غل16:5). وشهوة الجسد قد تكون "الزنى والنجاسة والدعارة" (غل19:5). وقد تكون شهوة البطنة التي هي في الطعام والشراب والسكر. أو قد تكون في شهوة أمور حسية تتحول إلى عادة مسيطرة أو إلى إدمان، مثل التدخين والمخدرات..
والجسد الخاطئ هو الذي يهتم بالمادة، وقد تستعبده.
وعن هذا الاهتمام قال الرسول "اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ للهِ"، "لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ، وَلكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ" (رو7:8-6). وعن هذا الاهتمام قال الرب "لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون، ولا لأجسادكم بما تلبسون" (مت25:6). كما قال أيضًا "لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض.. بل اكنزوا لكم كنوزًا في السماء" (مت19:6).
والجسد الخاطئ هو الذي يقود الروح والنفس إلى الخطأ.
فحينما تخطئ حواسه، تشترك معها نفسه وروحه، فيتدنس الإنسان كله روحًا وجسدًا. كما قال الرب "من نظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه" (مت28:5). فهناك اشتراك بين الجسد في نظره، وبين النفس في شهواتها، والروح التي يمثلها القلب..
انظروا إلى سليمان كيف أخطأ حينما استسلم إلى شهوات الجسد.
وقال"بنيت لنفسي بيوتًا، غرست لنفسي كرومًا، عملت لنفسي جنات وفراديس.. جمعت لنفسي أيضًا مغنين ومغنيات، وتنعمات بني البشر سيدة وسيدات.. ومهما اشتهته عيناي لم أمسكه عنهما" (جا4:2-10). وهكذا عاش حياة جسدانية.. وسقط عن طريق النساء (1مل11)،بل يقول عنه الكتاب إن "نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى. ولم يكن قلبه كاملًا مع الرب" (1مل4:11).
وهكذا استطاع جسده أن يهوى بروحه إلى عمق الخطية.
ولم يمجد الله في روحه، ولا في جسده. بل سقط كله!
حقًا ما أعمق العبارة التي قالها القديس بولس الرسول:
" ويحي أنا الإنسان الشقي. من ينقذني من جسد هذا الموت؟!" (رو24:7).