نوعية الانتظار للرب
الذي ينتظر في رجاء، إنما ينتظر الرب بقلب مملوء بالإيمان وبالثقة. في غير شك وبغير قلق ولا اضطراب ولا تضايق. ينتظر وهو مؤمن أن الرب لابد سيتدخل، ولابد سيعمل، وأن الأمور لابد تنتهي إلي خير، حسب قول الكتاب:
"كل الأشياء تعمل معاص للخير للذين يحبون الله" (رو 8: 28).
وهكذا يصف لنا الكتاب الرجاء العظيم لمنتظري الرب فيقول "وأما منتظرو الرب فيجدون قوة. يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون ويمشون ولا يعيون" (أش 40: 31)،القوة التي هزتها الضيقة، تتجدد بالرجاء، بانتظار الرب. كما قيل في المزمور "يجدد مثل النسر شبابك. إذن ينبغي إن الإنسان ينتظر الله، بقلب قوي متشدد، بإيمان واثق.
واثق أن الله لابد سيعمل. وسيظهر عمله واضحًا وقويًا. والله يعمل في الوقت المناسب، وبالطريقة المناسبة النافعة.
ليس من اللائق أن نفرض علي الله وقتًا معينًا أو أسلوبًا خاصًا. فقد قال الرب "ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه وحده" (أع1: 7). يكفي أن تترك مشكلتك في يد الله وتنساها هناك، وأنت واثق أن الله سيحلها.. أما متى؟ فهذا ليس لك أن تفحصه. يكفي أنها ستحل بيد الله، فلي الحين الحسن. وما عليك إلا أن ننتظر الرب.