قوة الشخصية
كان السيد المسيح وديعًا، وفي نفس الوقت كان قوي الشخصية، وكان قويًا في تأثيره على غيره. ولكنني أريد هنا أن أقدم مثالًا في مستوي البشر الذي شرحنا من قبل شيئًا عن وداعته، وهو بولس الرسول.
يقول سفر الأعمال عن القديس بولس وهو أسير "وبينما كان يتكلم عن البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون، أرتعب فيلكس (الوالي) وأجاب: أما الآن فاذهب. ومتى حصلت على وقت أستدعيك" (أع 24: 24، 25).
ولما وقف بولس -وهو أسير أيضًا- أمام أغريباس الملك. قال له بعد أن ترافع أمامه "أتؤمن أيها الملك أغريباس بالأنبياء؟ أنا أعلم أنك تؤمن". فقال أغريباس الملك لبولس "بقليل تقنعني أن أصير مسيحيًا" (أع 26: 27، 28).. وحينئذ في قوة وعزة، أجابه القديس بولس: "كنت أصلي إلي الله، أنه بقليل وكثير، ليس أنت فقط، بل أيضًا جميع الذين يسمعونني، يصيرون هكذا كما أنا، ما خلا هذه القيود" (أع 26: 29). أتري تتعارض الوداعة مع هذه القوة؟! كلا بلا شك.