منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 01 - 2014, 03:20 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

عندما أجلس إلى ذاتي
إنها يا رب ساعة مباركة، تلك التي أجلس فيها إلي ذاتي. ذلك لأني عندما أجلس إلي ذاتي، إنما أجلس معك. إذ أنت في داخلي، وأن كنت لا أراك كما كنت في العالم، والعالم لم يعرفك.
لذلك يا رب كانت احدي خطاياي الكبرى في العالم، هي الهروب من ذاتي.
لم يكن لي وقت لأجلس فيه مع ذاتي. وكل وقت كنت تفرغني فيه من المشغوليات والاهتمامات، وتعطيني فرصة أجلس فيها إلي ذاتي، وأجلس فيها معك، كنت أنا – لفرط جهلي – أبحث عن مشغولية جديدة أو اهتمام جديد، لأشغل بها الوقت! كان الجلوس إلي ذاتي نوعا من الكسل! كنت وأنا في العالم أعرف نظريا أهمية الجلوس إلي النفس، ولكنني من الناحية العملية لم أعِر هذا الأمر اهتماما. أو أن الشيطان لم يسمح لي أن أهتم بذلك. فكنت مشغولا علي الدوام، مشغولية مستمرة لا تنقطع...
من أجل ذلك يا رب، لم أر الكنز الموجود داخل نفسي، الذي هو أنت...

عندما أجلس إلى ذاتي
وعندما كنت أجلس بعض الوقت إلي ذاتي وأرى ولو شعاعا ضئيلا من ذلك الكنز، كنت أخفيه إلي أن أجد وقتا أطول أتفرغ فيه له، كنت أخفيه حتى أذهب أولًا، وأدفن أبي. وأرى حقلي وأختبر بقري!
وأخيرًا يا رب، عندما سمحت لي في يوم ما لا أستطيع تحديده تماما، أن أجلس إلي نفسي تلك الجلسة الطويلة الهادئة. وأكتشف ذلك الكنز المخبأ فيها،عند ذلك بعت كل شيء واشتريته ذلك الكنز الذي هو أنت، فصرت..
وهاأنذا يا رب أعترف لك:
إنني عندما أجلس إلى نفسي، أشعر في كل مرة أن نفسي أثمن من العالم كله {لأنه ماذا يستفيد الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟!}.
وعندما أشعر أن نفسي أثمن من العالم، يصغر العالم في عيني جدا، واخذ منك نعمة الزهد في كل شيء. وعندما أزهد كل شيء، أنظر فأجدك أمامي تشجعني وتقول لي {لا تخف.. أنا معك}.
وعندما أجلس يا رب إلي ذاتي, اكتشف ما بداخلها، وأري أيضًا ما فعله الغرباء الذين تطاولوا علي مقادسك فيها.. وعندما أرى ذلك، وأعرضه عليك، لكي تحفظ من الغرباء نفسي، عندئذ تطول بي الجلسة، وأجد أشياء كثيرة لأقولها لك ولها. عند ذلك تضؤل أمامي التعزيات البشرية، ولا أبحث عن الاستئناس بالناس، بل بالأكثر أحب الوحدة والخلوة والسكون، حتى لا أحرم من تلك الجلسة اللازمة لي جدا، التي تجلب لي الانسحاق والنقاوة. وأحيانا يا رب، عندما أجلس إلى ذاتي وأتعمق في بحثي داخلها، أجد في بعض أركانها حيات وعقارب كامنة نائمة، أو هي تحاول أن تأكل حبات قلبي في صمت أو في خفية، وتنفث سمومها في دمي وفي فكري وفي مشاعري، دون أن أردي...
وهذه عندما كنت أنظر إليها، كانت تستيقظ وتلدغ ضميري وتتعبني. ولكني كثيرا ما كنت أتركها نائمة حتى لا تتعب نفسي ولكن ما الفائدة يا رب في أن أتركها هكذا، وأتَعامى عنها باحثا عن نياح نفساني؟!
خداع هو في الحقيقة، وهرب من النفس...
أليس من الأفضل أن أكشف هذه الحيات وأقاتلها؟ ارحمني يا رب فإني ضعيف، وشاعر بضعفي وعجزي من مقاتلة أصغرها. الأصلح أن أكشِفها لك يا رب، وأنت تقاتل عني {علي رجز الأعداء تمد يدك وتخلصني يمينك}.
وعندما أجلس يا رب إلى نفسي، أعرف حقيقتي، وأدرك أنني تراب ورماد قدامك، فتتضِع نفسي في داخلي، وتشعر بأن مجد العالم إنما هو طلاء خارجي زائف لا يغير من حقيقة النفس شيئًا...
وعندما أجلس إلي ذاتي وأشعر بضعفي، التصق بك بالأكثر. متأكدا أنني بدونك لا أستطيع شيئا. وكلما ألتصق بك، تكشف لي ذاتك، فأري أنك أبرع جمالا من بني البشر، فأحبك، وأحب الجلوس معك أكثر من جلوسي مع سائر الناس.. وفي كل مرة أعرف عنك شيئا جديدا، فتزداد نفسي تعلقا بك.
أعطني يا رب أن أترك الناس، وانشغل بنفسي، لأربطها بك ثم أعطني يا رب أن أنسى نفسي، وأنشغل بك...
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عندما أجلس يا رب إلى نفسي أعرف حقيقتي | البابا شنودة الثالث
عندما أجلس إلى ذاتي البابا شنودة
عندما أجلس وحدى
فرّح نفسي عندما أيأس
عندما أجلس الي نفسي


الساعة الآن 12:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024