أسباب النجاح في الهدف الروحي
أنت يا أخي سائر في طريق الحياة وأود أن أناقش معك خطة لمسيرتك هذه. ولعل أول سؤال يقابلنا هو: ما هي أسباب نجاح الكثيرين؟
والإجابة هي أن مقومات النجاح كثيرة. وفي مقدمتها أن الذين نجحوا في حياتهم، كانت لهم أهداف قوية وضعوها أمامهم، واستخدموا كل إمكانياتهم لتحقيقها.
ومحبة الهدف والرغبة في تحقيقه منحهم حماسًا وقوة ونشاطًا وروحًا.
كما منحهم الهدف تركيزًا في حياتهم وتنظيمًا لها. أصبحت كل إمكانياتهم وطاقتهم: وكذلك كل أعمالهم سائرة في الطريق هذا الهدف في اتجاه واحد بلا انحراف.
والهدف جعل لحياتهم قيمة.
إذ شعروا بأن هناك شيئًا يعيشون من أجله. فأصبحت حياتهم لها لذة.. حياة هادفة لها قيمتها. وكل دقيقة من دقائق حياتهم صار لها ثمن.
وكلما كان الهدف في حياة ساميًا عاليًا، تكون قيمة الحياة أعظم، وتكون الحمية في القلب نارًا متقدة لتحقيقه.
أما الذي يعيش بلا هدف... فإن حياته تكون مملة وثقيلة عليه...
حياة لا معنى لها ولا طعم، ولا اتجاه ولا ثبات. ويكون مقلقلًا في كل طرقه. وغالبًا ما ينتابه الملل والضجر في أحيان كثيرة بأن حياته رخيصة، وضائعة وتافهة، يبحث فيها عن وسائل لقتل الوقت! لأن الوقت لم تعد له قيمة ولا رسالة...
وكثيرًا ما يتساءل هؤلاء: لماذا نحيا؟ لماذا خلقنا الله؟
ما معنى الحياة؟ وما هو غرضها وهدفها؟ إنهم مساكين. يعيشون ولا يعرفون لماذا يعيشون! تجرفهم دوامة الحياة دون أن يشعروا. وإن شعروا: يسألون... إلى أين؟
أما إن وجدوا لحياتهم هدفًا، فإن كل هذه الأسئلة تبطل...
هنا ونود أن نبحث أهداف الناس التى تحركهم في الحياة.
لأنه، حسبما يكون الهدف، هكذا تتحد الوسيلة التي تقود إليه... البعض هدفه المال، أو الوظيفة، أو اللقب، أو السلطة: أو السيطرة أو النجاح في العمل. والبعض شهوته اللذة، سواء كانت لذة الحواس أو لذة الأكل والشرب، أو لذة الجسد، أو لذة الراحة. والبعض هدفه الزواج والاستقرار في بيت، أو النجاح في الدراسة.
ولا نستطيع أن نسمى كل هذه أهدافًا. إنما هي رغبات وشهوات.
وإن حسبت أهدافًا، تكون مجرد أهداف عارضة، أو مؤقتة، أو زائلة أو سطحية لا عمق لها. كما أنها محددة بزمن. وكلها تدخل تحت قول الرب لمرثا " أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة، والحاجة إلى واحد" (لو10: 41).