رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كلمات قالها الرب يسوع عندما كان على أرضنا هذه: " السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويُهلك. وأمّا أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل. أنا هو الراعي الصالح. والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف " (يوحنا 10 : 10 – 11). " ... ذاك كان قتّالاً للناس من البدء، ولم يثبت في الحق لأنّه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فإنمّا يتكلم مما له، لأنّه كذاب وأبو الكذاب " (يوحنا 8 : 44). كلمات واضحة.. يفضح الرب من خلالها عمل الشيطان منذ بدء الخليقة وحتى نهاية الأيام.. يسرق.. ويذبح.. ويُهلك.. ويقتل.. ويكذب. لكن للأسف وعلى مرّ العصور، فالناس الذين ليس لديهم علاقة حقيقية مع الرب يسوع، ويجهلون الكتاب المقدس، لا يعترفون بوجود الشيطان، وغالباً ما ينسبون هذه الأعمال إلى الله !!! أو إلى الظروف والقدر.. أمّا القسم الأكبر من المؤمنين الذين لديهم علاقة حقيقية مع الرب، ولا يجهلون الكتاب المقدس.. يُخدعون مراراً كثيرة من قبل الشيطان، فيرزحون تحت وطأة تفسيرات وتحليلات ومناقشات كثيرة ومعقدة بعيدة كل البعد عمّا تقوله كلمة الله، كما ينجرفون مراراً كثيرة أيضاً باتجاه الشكوى والتململ والتذمّر ورثاء الذات وملامة الرب... عوضاً عن إعلان إيمانهم وثقتهم بمحبة الرب وصلاحه وما فعله من أجلنا، واستخدام السلطان الذي منحنا إياه الرب لندوس به على العقارب والحيات وكل قوة العدو (لوقا 10 : 19). والآيتان اللتان ذكرناهما في بداية هذا التأمل تعلنان بوضوح ما يفعله الشيطان، لكن الأهم أنهما تعلنان بوضوح أكثر ما فعله الرب: جاء لكي تكون لنا حياة.. لا بل ملء الحياة.. لأنه الراعي الصالح الذي ضحّى بنفسه لكي نحصل على هذه الحياة الفياضة.. والذي بدمه وبعمله على الصليب سحق رأس الشيطان، وجرد الرياسات والسلاطين وأشهرها جهاراً ظافراً بها، واسترد لنا السلطان الذي سلبه السارق إبليس من آدم.. وأعطانا اسمه لكي نطرد به الأرواح الشريرة ونعطل عملها، ليس على حياتنا فقط، بل على حياة الآخرين أيضاً.. أحبائي يقول لنا الرسول يوحنا هذه الكلمات الذهبية: " ... لأجل هذا أُظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس " ( يوحنا الأولى 3 : 8). وهنا تستطيع أن تكتب لائحة كبيرة بكل الأعمال الشريرة والمؤذية التي يعملها الشيطان.. وتُدرك أن الرب أُظهر لكي ينقض كل.. كل.. كل هذه الأعمال.. أحبائي، لنكمل معاً بفضح أعمال الشيطان.. إن هدف إبليس من سرقتك وذبحك وإهلاكك وقتلك والكذب عليك مزدوج: أولاً: إنه حاقد عليك ويكرهك كثيراً لأنك للرب، خاصة الرب.. وهذا ما قاله الرب منذ البداية للحية التي ترمز إلى الشيطان: " وأضع عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها. هو يسحق رأسكِ، وأنتِ تسحقين عقبه " (تكوين 3 : 15). هناك عداوة بين الرب والشيطان وبينه وبيننا.. ولهذا فهو يريد أن يسرق فرحنا وصحتنا وسلامنا وأولادنا ومادياتنا... ويريد أن يقتلنا لو أُتيحت له الفرصة.. وذلك كما سبق وذكرنا لأنه يكرهنا وبيننا وبينه عداوة.. لكنه يهدف من خلال ذلك لهدف أكبر بالنسبة له.. وهو الهدف الثاني: ألا وهو إشغالك بمشاكلك وأمراضك وضعفاتك و... لكي لا يتسنّى لك تحرير النفوس التي ما زال يأسرها ويُعمي عيونها وأذهانها، لكي لا تأتي إلى الرب وتنال الخلاص، وقد قال الرب للرسول بولس عندما ظهر له على طريق دمشق الكلام التالي الذي يؤكد ما أقوله لك: " منقذاً إياك من الشعب ومن الأمم الذين أنا الآن أُرسلك إليهم، لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات إلى نور، ومن سلطان الشيطان إلى الله، حتى ينالوا بالإيمان بي غفران الخطايا ونصيباً مع المقدسين " (أعمال 26 : 17 – 18). لكن للرب أيضاً هدف مزدوج من خلاصنا وهو التالي: " الذي لم يُشفق على ابنه، بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضاً معه كل شيء " (رومية 8 : 32). " وفيما انتم ذاهبون اكرزوا قائلين أنه قد اقترب ملكوت السموات. اشفوا مرضى. طهّروا برصاً. أقيموا موتى. أخرجوا شياطين. مجاناً أخذتم، مجاناً أعطوا " (متى 10 : 7 – 8). لقد خلصنا الرب مجاناً.. ولم يشفق على ابنه ووهبنا معه كل شيء نحتاج إليه، لكي نعيش حياة النصرة، والحياة الفياضة.. لكنه كلفنا بأن نكرز بملكوت السماوات ونشفي مرضى ونطهر برصاً ونقيم موتى ونخرج شياطين... إذ مجاناً أخذنا ومجاناً ينبغي أن نعطي.. والسؤال: أين نحن اليوم من هدف الرب المزدوج وهدف الشيطان المزدوج؟ هدف من يتحقق في حياتنا اليوم؟؟؟؟؟؟ هل بدأت الصورة تتضح؟ أحبائي أفكار الرب لنا كلها أفكار سلام.. وكل عطية صالحة هي نازلة من فوق من عند أبي الأنوار .. وكل سرقة وكذب وخداع وأذى وقتل وما شابهها مصدرها الشيطان ونحن في عداوة دائمة مع الشيطان لن تنتهي.. فلا تسمح للأمور أن تختلط عليك وأحب هنا أن ألفت انتباهك إلى أنّه عندما قررت أن تقبل الرب مخلصاً لك وتنضم إلى ملكوت السماوات، وتترك مملكة الظلمة.. فأنت في الوقت نفسه وبطريقة غير مباشرة أعلنت الحرب على الشيطان وأجناده.. فلا تنسى هذه الحقيقة أبداً، وعليه ينبغي أن تحسب حساب النفقة كما طلب الرب من تلاميذه. وينبغي أن نصبح رجالاً في الإيمان.. ونترك مرحلة الطفولة.. ونتحمل مسؤولية خياراتنا وما يترتب عليها.. ونتعلم بدقة ما هي الأسلحة والإمكانيات التي وضعها الرب بين يدينا لمواجهة كافة الأوضاع التي تعترض مسيرتنا مع الرب، والتي تمنعنا من أن نحيا الحياة المنتصرة، وأن نتمتع بما أعطانا الرب، فملكوت السماوات يُغتصب اغتصاباً.. وننصرف إلى مساعدة الذين تسلط عليهم إبليس، ونخطفهم من بين يديه ومن بحيرة الكبريت والنار.. ولا نمضي حياتنا في جدال مع الرب وفي مناقشات وتحليلات مرهقة وعديمة الثمر: - لماذا سمح الرب بهذا.. - لماذا يستمر هذا التعب النفسي.. - لماذا تستمر هذه الضيقة.. - لماذا تعرضت لهذه المشكلة ولم يتدخل الرب حينها.. - لماذا أنا ضعيف أمام المغريات هذه أو تلك.. - ولماذا ولماذا.. وكيف.. ومتى... سيل من الأسئلة لا ينتهي.. والأيام تمر ونحن ندور حول الجبل نفسه كم أعطانا الرب في مطلع هذا العام، والذي يشارك فيه راعي الكنيسة هذه الفترة.. فلنصحَ اليوم من نومنا أو من غيبوبتنا ربما، من استسلامنا ومن يأسنا وشفقتنا على ذاتنا.. ودعني أقدم لك العلاج والدواء من خلال هذه الآيات الذهبية: " اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. فقاوموه راسخين في الإيمان، عالمين أن نفس هذه الآلام تجرى على إخوتكم الذين في العالم، وإله كل نعمة الذي دعانا إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع بعدما تألمتم يسيراً، هو يكملكم ويثبتكم ويقويكم ويمكنكم، له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين. آمين " (بطرس الأولى 5 : 8 – 11). " ولكنه يعطي نعمة أعظم. لذلك يقول يقاوم الله المستكبرين وأمّا المتواضعون فيعطيهم نعمة. فاخضعوا للّه. قاوموا إبليس فيهرب منكم " (يعقوب 4 : 6 – 7). مهما كانت أسباب المشاكل التي تعاني منها، فالحل والعلاج في هذه الكلمات.. إن كانت تأديباً، تواضع تحت يد الرب، واخضع له، واطلب المعونة من الروح القدس لكي يساعدك في هذا الأمر.. إن كنت تتعرض لهجمات وضغوط من الشيطان وأجناده، قاومه راسخاً في الإيمان فيهرب من أمامك.. ثم انصرف لفتح عيون العمي وخطفهم من يد الشيطان.. ينبهنا الرسول بطرس بوضوح أنّ إبليس هو خصمنا.. وهو يجول كأسد زائر ليبتلعنا، لكنه لم يتوقف هنا، بل قدّم لنا الحل.. قاوموه راسخين في الإيمان.. ولكي تتشجع، اعلم انك لست وحدك من يعاني من هذه الحروب والضغوط، بل كل إخوتك المؤمنين حول العالم.. والذين قرروا الانضمام إلى الرب وإلى المعركة الدائرة في هذا العالم.. والرسول يعقوب يقول في السياق نفسه قاوموا إبليس فيهرب منكم.. نعم.. الحل والعلاج: اخضعوا لله.. قاوموا إبليس فيهرب منكم. قد تقول لي أنا وضعي مختلف عن كل ما ذكرته، فأنت لا تعرف ما أمر به ولا تعرف ما أتعرض له.. مهما كان وضعك اسمح لي أن أقول لك: وأنت لا تعرف ماذا فعل يسوع من أجلك، وماذا فعل بالشيطان من أجلك، ولا تعرف على الأرجح بعد.. من أنت في المسيح.. ربما سرق الشيطان طفولتك كلها وشوهها.. وربما سرق البسمة منك.. سرق حب الحياة.. وربما ترى الدنيا حولك سوداء والأفق مسدود.. وربما أيضاً استسلمت ولست مستعداً لأي محاولة أخرى.. لكنني اليوم وبعد هذا التأمل.. أريد أن أُشجعك أن تحاول ولو لمرة واحدة فقط.. أريدك أن تدرك بعمق أن الله القدير خالق السماوات والأرض هو أبوك الذي أحبك محبة غير مشروطة، ولم يشفق على ابنه الوحيد يسوع بل بذله من أجلك، وهو اليوم يريد أن يُحيي الرجاء في قلبك من جديد، ويمسح دموعك ويبلسم جراحاتك، ويقيمك من جديد، ويؤيدك بقوة جديدة، ويجعلك تدوس العقارب والحيات وكل قوة للعدو، وتتمتع من جديد بالحياة الفياضة التي أعدها لك، ثق به، إرمِ نفسك بين يديه واسمع معي هذه الكلمات التي يقولها لك في هذا اليوم: " هل تنسى المرأة رضيعها ولا ترحم ابن أحشائها؟ حتى هؤلاء ينسينَ، أما أنا فلا أنساكم، انظروا ها أنا قد نقشتك على كفي... هل تُسلب الغنيمة من يد الجبار أو يفلت الأسرى من قبضة الغالب؟ نعم سبي الجبار يُسلب منه وتُسترد الغنيمة من الغالب، لأنني أخاصم مخاصميك وأنقذ أبناءك، وأجعل مضطهديك يلتهمون لحوم أجسادهم ويسكرون بدمهم كمن يشرب خمراً، عندئذٍ يُدرك كل ذي جسد أنني أنا الرب مخلصك وفاديك إله يعقوب القدير " (إشعياء 49 : 15 – 26). " لا تجزعي لأنك لن تخزي، ولا تخجلي لأنه لن يلحق بك عار، فأنتِ ستنسين خزي صباك ولن تذكري من بعد عار ترملك، لأن صانعك هو زوجك والرب القدير اسمه وفاديك هو قدوس إسرائيل الذي يُدعى إله كل الأرض، قد دعاك الرب كزوجة مهجورة مكروبة الروح، كزوجة عهد الصبا المنبوذة، يقول الرب لقد هجرتك لحظة ولكني بمراحم كثيرة أجمعك، في لحظة غضب جامح حجبت وجهي عنك ولكني بحب أبدي أرحمك يقول الرب فاديك... إن الجبال تزول والتلال تتزحزح، أمّا رحمتي الثابتة فلا تفارقك وعهد سلامي لا يتزعزع يقول الرب راحمك، أيتها المنكوبة وغير المتعزية التي اقتلعتها العاصفة، ها أنا ابني بالإثمد حجارتك، وأرسي أساساتك بالياقوت الأزرق... كل آلة صورت ضدك لا تنجح " (إشعياء 54 : 4 – 17). ثق بهذه الكلمات، ودعها بالروح القدس تدخل إلى أعماقك.. لكي تشفي، تحرر، تشجع.. وتقوّي.. انهض من جديد، الرب يحبك ويريد أن يعوّض عن السنين التي أكلها الجراد.. ويستخدمك من جديد، لتفتح عيون عمي وتخطف نفوس من يد الشيطان.. ثق به فهو يستحق.. ولن يخذلك أبداً.. لا تستسلم.. حاول ولو لمرة واحدة بعد.. وللذين لم يعرفوا يسوع بعد.. ويتخبطون في مشاكل كثيرة وصعوبات وأمراض.. وتارةً يعتقدون أن الله يقف وراء معاناتهم، وتارةً أُخرى يعتقدون أنه القدر والحظ السيئ.. ولا يعترفون بوجود الشيطان، ويعطونه صك براءة من كل ما يحصل لهم.. يسوع يحبك وقد مات من أجلك.. فقط تعال إليه.. تعرّف عليه.. وسوف ترى كيف سيغيّر حياتك كلها !!! |
01 - 06 - 2012, 06:21 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
وأمّا أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل. أنا هو الراعي الصالح. والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف
بجد موضوع اكتر من راااااااااائع ميرسي كتيييييييير |
||||
01 - 06 - 2012, 06:37 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
ثانكس كتير للمرور الحلو
|
||||
14 - 06 - 2012, 04:52 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: جاء ليسرق ويذبح ويُهلك.. أمّا أنا !!!
الرب يباركك مشاركة مثمرة ومباركة
|
||||
14 - 06 - 2012, 05:45 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: جاء ليسرق ويذبح ويُهلك.. أمّا أنا !!!
شكرا على المشاركة الجميلة ربنا يبارك حياتك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الماء يُغرق ويُهلك |
ليشرق نجمك علي كل بيت حزين |
ليشرق يا رب نورك |
ليشرق حضورة فى قلبك |
مذبحتان جديدتان.. داعش يقتل ويذبح أقباطا |