رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هذا ما قالهُ النبي أليشع، عندما ضرب مياه نهر الأردن، الذي ٱنفلقَ إلى هنا وهناك، ليتمكَّن بعدها ذلكَ النبي من العبور. كلَّف الله النبي أليشع بإكمال مهمة النبي إيليا، بعد أن أخافت إيزابل الشريرة إيليا، الذي مضى طالباً الموت لنفسه، فرفعه الله إليه، وأقام أليشع مكانه.. وقبل أن يُفارق إيليا أليشع قالَ لهُ: " ... ﭐطلب ماذا أفعل لك قبل أن أؤخذ منك، فقال أليشع: ليكن نصيب ٱثنين من روحك عليَّ، فقال صعَّبت السؤال... وفيما هما يسيران ويتكلّمان، إذا مركبة من نار وخيل من نار، ففصلت بينهما، فصعد إيليا في العاصفة إلى السماء... فأمسكَ ثيابه ومزّقها قطعتين، ورفع رداء إيليا الذي سقط عنه، ورجع ووقف على شاطئ الاردن، فأخذ رداء إيليا الذي سقط عنه وضرب الماء وقال: أينَ هوَ الرب إله إيليا؟ ثم ضرب الماء أيضًا، فٱنفلقَ إلى هنا وهناك فعبر أليشع ". (ملوك الثاني 2 : 9 – 14). أليشع النبي، سمعَ عن إيليا النبي ورأى المسحة التي كانت عليه، وسمع عن ذلكَ الرجل كيف قتلَ كل أنبياء البعل.. لكنهُ سمع أيضًا كيف أن ذلكَ النبي القوي خاف من إيزابل الشريرة عندما هدَّدتهُ.. ممَّا جعلهُ ينسحب ولا يُكمل دعوته.. ولذلكَ السبب عينه وعندما سألهُ إيليا ماذ تريد أن أفعل لكَ قبل أن أُؤخذ منك، قالَ لهُ: " ليكن نصيب ﭐثنين من روحك عليَّ (ضعف ما لديك من قوة روحية) ". كانَ يُدرك، ما سيُواجههُ من حروب شرسة عندما سيبدأ خدمته، كانَ يُدرك أنَّ إيزابل ما زالت حيَّة، وهوَ لم يشأ أن يحصل معهُ ما حصلَ مع إيليا، وأدركَ أنَّ الحل يكمن، في مسحة مُضاعفة، أقوى من المسحة التي كانت على إيليا، فطلبَ ونال طلبته، وأمسكَ ذلكَ الرداء الممسوح مسحة مضاعفة، وضرب بهِ نهر الأردن فٱنفلقَ إلى هنا وهناك.. فعبرَ أليشع. نهر الأردن.. لنتأمَّل بهذا النهر أيضًا.. قبل أن يأتي أليشع.. عبرَ يشوع بالشعب كلّه ذلكَ النهر أيضًا: " هوّذا تابوت عهد سيد كل الأرض عابر أمامكم في الأردن... ويكون حينما تستقر بطون أقدام الكهنة، حاملي تابوت الرب سيد الأرض كلّها في مياه الأردن، أنَّ مياه الأردن، المياه المنحدرة من فوق، تنفلَّق وتقف ندًّا واحدًا... فعند أتيان حاملي التابوت إلى الأردن وٱنغماس أرجل الكهنة حاملي التابوت في ضفة المياه، والأردن مُمتلئ إلى جميع شطوطه كل أيام الحصاد، وقفت المياه المُنحدرة من فوق وقامت ندًّا واحدًا بعيدًا جدًّا ... ٱنقطعت تمامًا وعبرَ الشعب مقابل أريحا، فوقـف الكهنـة حاملـو تابـوت عهـد الـرب علـى اليابسة في وسط الأردن راسخين، وجميع إسرائيل عابرون على اليابسة حتى ٱنتهى جميع الشعب من عبور الأردن " (يشوع 3 : 11 – 17). ويأتي بعدها كاتب المزمور 114 ليُلقي لنا الضوء على هذه الحادثة ويقول: " عند خروج إسرائيل مـن مصـر وبيـت يعقـوب مـن شعـب أعجم... البحر رآه فهرب، الأردن رجع إلى خلف... ما لك أيّها الأردن قد رجعت إلى خلف؟ أيتها الأرض تزلزلي من قدَّام الرب... " (مزمور 114 : 1 – 7). ماذا سنتعلَّم من كل هذا؟ أحبائي: الحرب مع إبليس ليست نُزهة.. والأحداث والضغوطات والحروبات التي نُواجهها، هيَ حقيقية وجدِّية، وينبغي التعامل معها بجدِّية وبحزم، وبإيمان حقيقي، وبمسحة مُضاعفة.. هذا إن كنّا نريد أن نحيا الحياة المنتصرة التي أعدّها لنا الرب دافعًا ثمنها دمه الثمين، ونتمتَّع بكل البركات التي لنا في المسيح، وأن نمتلك الأراضي التي سلبها العدو، نسترد النفوس المأسورة، نربح بلدنا للرب يسوع المسيح. ولنعالج هذا الموضوع على صعيدين: - الصعيد الشخصي.. - والصعيد العام، صعيد الخدمة وربح النفوس. ماذا يعيق تحقيق الوعود والثمر في حياتك وفي خدمتك؟ قيود قاسية؟ خطايا متكررة؟ فشل؟ برودة روحية؟ شكوك؟ إعياء وتعب؟ إكتئاب؟ حزن عميق؟ ضغوطات مادية؟ صغر نفس؟ شعور بالرفض؟ خوف وقلق ؟ أمراض؟ تعثُّر لكل ما تقوم به؟ حروبات شرسة؟... إلخ. وبعبارة مُختصرة.. نهر كبير وغزير المياه كنهر الأردن؟ الحل هوَ ما فعلهُ أليشع وما فعلهُ يشوع وما فعلهُ داود وما فعله موسى، وكل رجالات الله الذين سبقونا، والذين لا يختلفوا عنَّا بشيء، جميعهم كان لديهم ضعفات مثلنا تمامًا، لكنهم وثقوا في الإله الذي يصنع المعجزات، ويشق البحار والأنهر المعترضة، ونظروا إلى رئيس الإيمان ومكمّله، فنجحوا وغلبوا، وقادوا شعبًا بأكمله إلى الحرية والراحة وتحقيق الوعود والنبوءَات !! أليشع وكما ذكرنا أدركَ شراسة الحرب وجدِّيتها، ولذلك طلب من إيليا مسحة مضاعفة، لكن إيليا المهزوم والخائف من إيزابل، قال لهُ: صعَّبت السؤال.. وهذا رد فعل طبيعي لخدام ولمؤمنين جازوا في حروب ومخاوف، جعلتهم مُحبطين وغير مُدركين لقوة الرب غير المحدودة، وليمينه التي لم ولن تُقصِّر عن خلاص شعبه وأولاده، وربما تكون حالتك اليوم كحالة إيليا، ولسان حالك مثله، تقول لي: قد صعَّبت الأمر علينا، فأنتَ لا تعرف حالتي بالضبط.. لكنني أقول لكَ، أنا أعرف حالتك وأفهم ما تمر به، لكنني أريدك أن تعرف اليوم من هوَ إلهك، وأن تتشدَّد وتثق بهِ، وتصرخ إليه كما صرخ أليشع، وتطلب منه بدموع، ببكاء، بٱستغاثة، أن يعطيك مسحة مضاعفة بقوة الروح القدس، لتقف من جديد أمام نهر الأردن، وتقول: أينَ هوَ الرب إله إيليا؟ وتضرب هذا النهر، لترى يد الرب القوية، تشق هذا النهر وتجعلك تتخطَّى مياهه الغزيرة بسهولة وبأمان، مستخفًا بكل الصعوبات والعوائق.. لا تقف مكتوف الأيدي بل إعلن إيمانك، واثقًا بحضور وقوة الرب في حياتك، وتقدَّم وضع رجلك في المياه قبل أن تراها قد تراجعت إلى الوراء، فهذا هوَ الإيمان الذي يرى الأمور قبل حدوثها، وهذا ما فعله يشوع وشعبه.. لاحظ معي دقة الوحي: لحظة ٱنغماس أرجل الكهنة حاملي التابوت في ضفة المياه، والأردن مُمتلئ إلى جميع شطوطه كل أيام الحصاد، وقفت المياه المُنحدرة من فوق وقامت ندًّا واحدًا بعيدًا جدًّا.. لقد تعمَّد الروح القدس أن يذكر لنا أنَّ النهر كانَ ممتلئًا إلى جميع شطوطه.. غزير المياه وليس مجرد ساقية صغيرة.. لكي يجعلك تُدرك قوة وعظمة إلهك، أنه قادر أن يُخرجك من أكبر وأصعب المشاكل التي تعترض حياتك وخدمتك، لكن هذه المياه لم تتوقف عندما تمنَّى الشعب ذلك أو عندما جلسوا ينتظرون ذلك، لكن وبالتحديد عندما أخذوا خطوة إيمان، عندما كانت المياه غزيرة ومتدفقة بقوة، آمنوا فوضعوا أرجلهم في النهر واثقين أنهم عندما يقومون بما طلب الرب منهم، سيفي هوَ بوعده ويوقف المياه، وهذا ما حصل بالضبط.. وقفت المياه المُنحدرة من فوق وقامت ندًّا واحدًا بعيدًا جدًّا.. وماذا بعدها؟ وقف الكهنة حاملو تابوت عهد الرب.. حاملو حضور الرب، حاملوا المسحة المضاعفة.. وقفوا راسخين، كما تقول الكلمة.. إلى أن ٱنتهى جميع الشعب من العبور.. ثق بالرب لكي تعبر أنت، وتكسر الخوف من هيجان الأردن، لتتمكن من بعدها أن تقف راسخًا وتفتح الطريق للنفوس الضائعة والمسلوبة لكي تعبر أردنها.. لا تتكل على قوتك لأنك ستفشل بكل تأكيد، فكاتب المزمور 114 الذي أدرجناه، سألَ نهر الأردن قائلاً لهُ: ما لك أيّها الأردن قد رجعت إلى خلف؟ وأكمل لكي يعلّمنا قائلاً: أيتها الأرض تزلزلي من قدَّام الرب.. عندما رأى الرب إيمان يشوع وإليشع والكهنة والشعب، لم يستطع أن يبقى مكتوف الأيدي، بل زلزل الأرض، وشقَّ نهر الأردن، أزال المعوقات، وجعل الشعب يعبر بقوة وبأمان.. دخل موسى وهرون إلى فرعون وقالا لهُ هكذا يقول الرب: أطلق شعبي.. لكن فرعون والذي يرمز اليوم إلى الشيطان قال لهما: " ... من هو الرب حتى أسمع لقوله فأُطلق إسرائيل، لا أعرف الرب وإسرائيل لا أُطلقه " (خروج 5 : 2). عيَّر فرعون موسى وهرون بإلههم، وقال لهم من هوَ هذا الرب لكي أُطيعه؟ فجاء موسى وصرخ إلى الرب.. لكنه صرخ إليه بإيمان، ليسمع تلكَ الكلمات من الرب: " ... الآن تنظر ما أنا أفعل بفرعون، فإنَّهُ بيد قوية يُطلقهم وبيد قوية يطردهم من أرضه " (خروج 6 : 1). صرخة الإيمان، والمعجزات التي أعطى الرب لموسى لكي يُنفِّذها أمام فرعون وشعبه، جعلت ذلكَ الملك وذلك الشعب، يعرفون من هوَ الرب، وجعلتهم يسمعون لا بل يُرْغَمون بالقوة على تنفيذ أمره.. ووقفَ ذلكَ العملاق " جليات " يُعيِّر شعب الله، وجعل قلوبهم تذوب من الخوف، فجاء راعي الغنم الصغير، " داود " بمقلاع وحجارة بسيطة، لكن بقلب مملوء بالإيمان وقال لهُ: " ... أنت تأتي إليَّ بسيف وبرمح وبترس، وأنا آتي إليك بٱسم رب الجنود، إله صفوف إسرائيل الذين عيَّرتهم... فتعلم كل الأرض أنه يوجد إله لإسرائيل، وتعلم هذه الجماعة كلّها، أنَّهُ ليس بسيف ولا برمح يُخلِّص الرب، لأنَّ الحرب للرب وهو يدفعكم ليدنا " (صموئيل الأول 17 : 45 – 47). وتوالت السنين، ووصل الزمن إلينا اليوم، والحرب ما زالت مستمرة وتزداد شراسة، والتحديات كبيرة، ورؤيتنا عظيمة، أن نربح بلد بكامله للرب، والرب طلبَ منَّا أن نقول لإبليس بأن يُطلق الشعب، يُطلق النفوس المأسورة.. وإبليس يقول لنا ويُعيِّرنا: من هو الرب حتى أسمع لقوله فأُطلق الشعب.. موسى أدرك شراسة الحرب وقوة فرعون، فصرخ للرب الذي أطلق الشعب بيد قوية.. يشوع أكمل المسيرة وآمن بقوة الرب، وأطاع توجيهاته، فعبر بالشعب في وسط نهر الأردن الذي شقّّهُ الرب.. أليشع فهم الحرب وشراستها، عرف من هيَ إيزابل وماذا تريد أن تفعل، فصرخ إلى الرب وطلب منهُ مسحة مضاعفة.. داود قاتل العملاق بٱسم رب الجنود وهزمه.. أمَّا نحن فماذا سنفعل اليوم؟ هل نقف في وجه إبليس، ونجعله يرى من هوَ إلهنا لكي يسمع لقوله، ونرغمه أن يُطلق البركات والوعود التي يُمسكها عنَّا، ونرغمه أن يُطلق الشعب والنفوس الأسيرة؟ أم نصرخ إلى الرب كما فعل إيليا ونطلب منهُ أن يأخذنا إليه، ونقول للذين سيأتون بعدنا: الأمر صعب؟ لا لن نفشل، ولن نقف مذهولين أمام سؤال إبليس، وأمام هيجان نهر الأردن، بل تعالوا لنتحد كرجل واحد في الحرب، ونصرخ قائلين: أينَ هوَ الرب إله إيليا؟ وبقوة الروح القدس، وبمسحة مضاعفة من الرب، نضرب المياه، فتنفلق إلى هنا وهناك، ونقف راسخين في وسط النهر، إلى أن يعبر الشعب بأكمله.. ومن ينقصهُ هذا الإيمان فليصرخ إلى رئيس الإيمان ومكمّله، الذي لن يبخل علينا أبدًا، والذي سيقول لكل واحد منَّا في هذا الصباح كما قال لموسى: الآن تنظرون ما أنا أفعل بإبليس، فإنَّهُ بيد قوية يُطلقكم ويُطلق النفوس الأسيرة.. لإلهنا كل المجد. |
09 - 08 - 2012, 10:51 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: أين هو الرب إله إيليا؟
شكرا للمشاركة الجميلة
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
( 1مل 18: 46 ) وكانت يد الرب على إيليا |
إصعاد الرب إيليا |
رد الرب على إيليا |
لقد قاد الرب إيليا |
قال إيليا .. حيٌ هو الرب |