رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كلمة الرب لا تشيخ.. لا تطويها الأيام.. ولا الظروف المُعاكسة.. ولا الأحداث.. ولا أي قوَّة مهما عظمت.. كلمة الرب حيَّة وفعَّالة وأمضى من كل سيف ذي حدِّين.. قال الرب: " لأنَّهُ كما ينزل المطر والثلج من السماء ولا يرجعان إلى هناك، بل يرويان الأرض ويجعلانها تلد وتنبت وتُعطي زرعًا للزارع وخبزًا للآكل، هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي، لا ترجع إليَّ فارغة، بل تعمل ما سُررت به، وتنجح فيما أرسلتها له، لأنَّكم بفرح تخرجون وبسلام تحضرون، الجبال والآكام تشيـد أمامكـم ترنُّمًا وكـل شجـر الحقـل تُصفِّـق بالأيـادي، عوضًا عـن الشـوك ينبـت سـرو، وعوضًا عـن القريـص يطلـع آس، ويكون للرب ٱسمًا علامة أبدية لا تنقطع " (إشعياء 55 : 10 – 13). أحبائي: لا يسمح أحد منكم لإبليس وكل مملكته، أن ينجحوا في تشكيكم في وعود الرب، وفي صدق كلمته ومواعيده، مهما عاكست الظروف، ومهما ٱشتدت الحروب والضغوطات، فما نطق به فم الرب لا بُدَّ أن يتحقَّق مئة بالمئة، فكلمته لا ترجع إليه فارغة، بل ستعمل وبكل تأكيد ما وعدَ به، وستنجح فيما أرسلها من أجله.. وقفَ يشوع أمام الشعب في آخر أيامه ليقول لهم: " وها أنا اليوم ذاهب في طريق الأرض كلها، وتعلمون بكل قلوبكم وكل أنفسكم، أنَّهُ لم تسقط كلمة واحدة من جميع الكلام الصالح الذي تكلم به الرب عنكم، الكل صار لكم، لم تسقط منه كلمة واحدة " (يشوع 23 : 14). رغم كل الحروب التي تعرَّضَ لها ذلكَ الشعب، ورغم عناده وتذمره ومقاومته لله ولقادته مرارًا كثيرة.. لم تسقط كلمة واحدة من جميع الكلام الصالح الذي وعدهم به الرب، بل الكل صار.. وقال داود: " ... كنتُ فتى وقد شخت، ولم أرَ صدِّيقًا تُخلِّيَ عنهُ، ولا ذريَّة لهُ تلتمس خبزًا " (مزمور 37 : 25). هذا هوَ إلهنا.. الإله القدير.. القادر على كل شيء.. المتسلط على مملكة البشر ومملكة الظلمة.. يقول فيكون.. فلا تسمح لعدم الإيمان.. وللخوف وللقلق وللفشل وللإحباط أن يتسربوا أبدًا إلى قلبك، بل ٱستأسر كل أفكار معاكسة لكلمة الرب ولوعوده لنا ولبلدنا.. لأنَّ فم الرب تكلَّم ويمينه المقتدرة ستُحقِّق وعوده.. وهوَ يقول لنا في هذا اليوم: " ها هيَ النبوءَات السالفة تتحقَّق، وأُخرى جديدة أُعلن عنها وأُنبئ بها قبلَ أن تحدث " (إشعياء 42 : 9). أنا اليوم أقول لكَ، كل نبوءَة أعطانا إياها الرب ستتحقَّق.. ونبوءَات جديدة سيُخبرنا عنها وستتحقَّق أيضًا.. شاء إبليس أم أبى.. وشاءَ الكون كلّه أم أبى.. والرب يضع أمامكم اليوم هذا الكلام المُعبِّر: " الله لنا ملجأ وقوة، عونًا في الضيقات وُجِدَ شديدًا، لذلك لا نخشى ولو تزحزحت الأرض، ولو ٱنقلبت الجبال إلى قلب البحار... الله في وسط المدينة فلن تتزعزع، يُعينها الله عند إقبال الصبح، عجَّت الأمم، تزعزعت الممالك، أعطى صوته ذابت الأرض، رب الجنود معنا، ملجأنا إله يعقوب... مُسكِّن الحروب إلى أقصـى الأرض، يكسـر القـوس ويقطـع الرمـح، المركبـات يحرقهـا بالنـار، كفّوا وٱعلموا أنِّي أنا الله، أتعالى بين الأمم، أتعالى في الأرض، رب الجنود معنا، ملجأنا إله يعقوب " (مزمور 46). ماذا ترى هذه الأيام من حولك؟ الأرض تتزحزح؟ الجبال تنقلب؟ الحروب كثيرة وشرسة؟ الرؤية ضبابية؟ العيَّان والظروف مُعاكسة لوعود الرب؟ ٱسمع معي ما يقوله الرب.. أنا في وسط كنيستي في لبنان.. أنا في وسط لبنان.. فلن يتزعزعا.. ولو عجَّت كل الأمم وكل مملكة الظلمة، ولو عنفت الحروب عليكم.. كفُّوا وٱعلموا أنِّي أنا الله.. أنا أكسر القوس والرمح وأحرق مركبات النار.. أنا ملجأوكم.. أنا معكم.. لا تخافوا.. وأخيرًا.. كما جاءَ سنحاريب ملك أشور في تلكَ الأيام الغابرة، وحاصر أورشليم، وهدَّد الشعب.. وأذاب قلوبهم.. وأراد قتلهم.. وقتل الوعود والنبوءَات.. هكذا اليوم يأتي الشيطان قبلَ وقت قليل من تحقيق وعود الرب لنا ولبلدنا.. لكي يُحاول فعل الشيء نفسه.. لأنَّ خططهُ على مر العصور لم تتغيَّر.. يأتي لكي يُضعف عزيمتك وإيمانك.. لكي تتخلَّى عن الوعود.. لكن أيضًا ٱسمع معي في هذا اليوم ما يقوله رب الجنود: " ٱحتقرتك وٱستهزأت بك العذراء ٱبنة صهيون.. ٱحتقرتك كنيسة لبنان... من عيَّرت وجدفت، وعلى من علَّيت صوتًا، وقد رفعت إلى العلاء عينيك على قدوس إسرائيل، عن يد عبيدك عيّرت السيد وقلت: بكثرة مركباتي قد صعدت إلى علو الجبال، عقاب لبنان فأقطع أرزه الطويل وأفضل سروه، وأدخل أقصى علوه وعر كرمله... أنا عالم بجلوسك وخروجك ودخولك وهيجانك عليّ، لأنَّ هيجانك عليّ وعجرفتك قد صعدا إلى أُذنيَّ، أضع خزامتي في أنفك وشكيمتي في شفتيك، وأردك في الطريق الذي جئت فيه... لذلك هكذا يقول الرب عن ملك أشور: لا يدخل هذه المدينة ولا يرمي هناك سهمًا، ولا يتقدم عليها بترس ولا يُقيم عليهـا مترسـة، فـي الطريـق الـذي جـاء فيـه يرجـع وإلـى هـذه المدينـة لا يدخـل يقـول الـرب، وأُحامي عـن هـذه المدينة لأخلِّصها من أجل نفسي ومن أجل داود عبدي " (إشعياء 37 : 22 – 35). الرب يقول لإبليس، أنَّ هيجانه وعجرفته قد صعدا إلى أُذنيه.. وهذا يكفي.. الرب رأى وسمع ولن يقف مكتوف الأيدي.. بل سيضع خزامة في أنف إبليس وشكيمة في شفتيه، ولن يسمح لهُ بأن يدخل مدينتنا، ولا أن يرمي سهمًا عليها.. بل سيردهُ في الطريق التي أتى منها، وهوَ سيدافع وسيُحامي عن بلدنا من أجل ٱسم ٱبنه الرب يسوع المسيح.. من أجل عروسته.. أحبائي: إنَّهُ وقت للإيمان.. للتمسك بوعود الرب.. وقت لكي لا نطرح ثقتنا بالرب لأنَّهُ ستكون لها مجازاة عظيمة.. يشوع وقف أمام الشعب ليُعلن لهم أمانة الرب وتحقيق وعوده كلها.. لكن بعد أن تحقَّقت تلكَ الوعود.. وداود قال بعدما مرَّت الأيام وشاخ، أنَّهُ لم يرَ الرب وقد تخلَّى عن صدِّيق.. وهاتان شهادتان صادقتان عمَّا حقَّقهُ الرب.. لكنها ليست إيمان.. لأنَّ الإيمان يرى الأمور ويصدقها قبلَ أن تتحقَّق.. وهذه الفرصة مُتاحة لنا نحن اليوم.. أن نُصدِّق وعود الرب هذه.. والنبوءَات التي أعطانا إياها قبل أن نراها تتحقَّق في العيان.. وهذا تحدٍّ كبير.. وفرصة ذهبية.. فهل نقف معًا كرجل واحد في الحرب، ونُعلن هذه الكلمات أمام الله.. امام إبليس ومملكته.. أمام الناس الذين نلتقيهم كل يوم.. لكي نُمجِّد الرب عندما تتحقَّق هذه الوعود؟ وهل نقول لإبليس كما قالَ يوسف لإخوته قديمًا: " أنتَ قصدتَ لكنيستنا ولبلدنا شرًّا.. أمَّا الله فقصدَ بهِ خيرًا، لكي يفعل كما اليوم، ليُحيي شعبًا كثيرًا " (تكوين 50 : 20). وقبلَ أن أختم أُريد أن أقول للجميع: أنَّ من يربح الحرب هوَ من يصمد حتَّى النهاية.. الله في وسط المدينة فلن تتزعزع |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|