اختبار الإيمان في الضيقة
الضيقات تحل بكل أحد. ولكن هناك فرقًا كبيرًا بين المؤمن وغير المؤمن في الروح التي تستقبل بها الضيقة.
إن كانت الضيقة تفقدك سلامك، فاعرف أن إيمانك ضعيف.
المؤمن يستقبل الضيقة مؤمنًا أنها للخير، وأن الله سيحلها. فلا يتضايق في داخله، ولا يضطرب، ولا تنشغل أفكاره بها، ولا يتعب قلبه بالحزن والألم. إنما يواجه الضيقة بثلاث آيات هي "كل الأشياء تعمل معًا للخير، للذين يحبون الرب" (رو8 : 28)، و" احسبوه كل فرح يا أخوتي، حينما تقعون في تجارب متنوعة" (يع 1: 2). وأيضًا "كل شيء مستطاع للمؤمن" (مر9: 23). وبهذا الإيمان يفرح قلبه في الضيقة، ويتعزى الناس بفرحه.
المؤمن يضع بينه وبين الضيقة، فتختفي الضيقة ويظهر الله.
ويذكر يد الله التي كانت مع القديسين في كل ضيقاتهم "وملاك حضرته خلصهم" (اش 63: 9). ويذكر ما حدث لموسى ويوسف وداود وأيوب ودانيال وللثلاثة فتية. وكل هذه الذكريات تزيده إيمانًا بالله وثقة في تدخله وعمله. وهكذا لا يتزعزع في الضيقة، ولا شك ولا يحزن ولا يحمل همًا بل يقول مع المرتل "نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصادين. الفخ انكسر ونحن نجونا، عوننا من عند الرب الذي صنع السماء والأرض" (مز 124).
يقول للرب: مادمت أنت موافق على الضيقة، فأنا أفرح بها.
ليس فقط أقبلها، أو أرضى بها، إنما أحسبه كل فرح أن الرب يعطيني بركة هذه الضيقة.. ما أجمل ما قيل عن الآباء الرسل بعد أن جلدوهم "وأما هم فذهبوا فرحين.. لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه" (أع 5: 41).
المؤمن مهما بدت كل الأبواب مغلقة، يرى باب الله مفتوحًا.
إنه يؤمن بالله، الذي بيده مفاتيح السماء والأرض "الذي يفتح ولا أحد يغلق" (رؤ3: 7). ويرتل هذا المؤمن مع القديس يوحنا الرائي قائلًا "بعد هذا نظرت، وإذا باب مفتوح في السماء" (رؤ5: 1). بل اختبار اٌلإيمان بأن ترى جميع الأبواب مفتوحة أمامك. وكلما ترى أمامك بابًا مغلقًا: ليس هذا هو الباب الذي يريدني الله أن أدخل منه. هناك أبواب أخرى كثيرة مفتوحة عند الله. وهناك أبواب مغلقة الآن سيفتحها فيما بعد.. وبهذا الإيمان تستريح