رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا حل الرب بيننا؟ --- -- - --- --- --- --- إلى جوار الفداء أسباب أخري، وإن كانت جانبية... الله يعطينا درس عجيب في التواضع... سقط أبوانا الأولان في الكبرياء عندما قبلًا إغراء الحية في قولها: "تصيران مثل الله..." (تك3: 5) ومن قبلهما سقط الشيطان في هذه الخطية ذاتها إذ قال في قلبه: "أصعد إلى السموات.. أصير مثل العلي" (إش14: 13، 14). فجاء السيد المسيح يرد على هذه السقطة. الإنسان الترابي أراد أن يرتفع ويصير مثل الله، فإذا بالله ينزل ليصير شبه الناس!! الإنسان أراد أن يكبر ذاته، فعالجه الرب بأن أخلي ذاته. مقاييس العظمة كانت مرتبكة في حياة الإنسان. فأصلحها له الرب. كان يري العظمة في الكبرياء، فشرح له الرب عمليًا كيف أن العظمة في التواضع. ووضع ذلك المبدأ العجيب: "أكبركم يكون خادمًا لكم. فمن يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع" (مت23: 11، 12). كان الناس يقيسون عظمة الشخص بمقدار انتفاخه وتوقير الناس له. لذلك كان الكتبة والفريسيون: "يحبون المتكأ الأول في الولائم، والمجالس في المجامع، والتحيات في الأسواق، وأن يدعوهم الناس سيدي سيدي" (مت23: 6، 7). فجاء السيد المسيح يعطي مثالًا آخر للعظمة، العظمة الهادئة المتضعة غير المنتفخة البعيدة عن الكبرياء ومديح الناس، عظمة القلب النقي المنتصر على المجد الباطل، عظمة البساطة والوداعة. ولأول مرة بدأنا نسمع عن جمال الاتضاع... قبل السيد المسيح كانوا يرون العظمة، كعظمة الملوك، في فخامتهم وحسن منظرهم، مثل شاول الملك الذي: "من كتفه إلى فوق، كان أطول من كل الشعب" (1صم9: 2). كانوا يرون العظمة في المركبات والسيوف وإحاطة الشخص نفسه بالجنود ورجال الحاشية والعبيد والخصيان...!! فأتاهم السيد المسيح بصورة أخري للعظمة، عظمة مالك السموات والأرض الذي ليس له أين يسند رأسه. عظمة الشخص الذي ليس له مكان إقامة، وليس له منصب ولا وظيفة في المجتمع، ومع ذلك يهز المجتمع كله بأصابعه !!... لقد جاء السيد المسيح بصورة أخري للعظمة لم يرها الناس من قبل... كانوا يفهمون الكرامة بأن يجلس العظيم فلا يستطيع أحد أن يقترب إليه، أو أن يمشي في هيبة ووقار لا تقرب منه امرأة ولا طفل... . لذلك عندما اقترب الأطفال من المسيح، انتهرهم التلاميذ!! (لو18: 15). فقال لهم الرب " دعوا الأولاد يأتون إلى ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله".. وتعجب التلاميذ، وكانوا يفكرون في قلوبهم: "ما هذا الذي نراه منك يا رب؟! إنك كبير عن هذا المستوي، نجلسك على عرش عظيم، والناس يسجدون لك من بعيد!! لا يستطيع الكبار أن يقتربوا إليك، فكم بالأولي الأطفال!!".. وكأن السيد المسيح يجيبهم عن كل هذا: "دعكم من هذه الصورة الخاطئة التي أخذها الناس عن العظمة". نفس الأمر تكرر في بيت الفريسي عندما أتت امرأة خاطئة وبللت قدمي المسيح بدموعها ومسحتها بشعر رأسها، وكانت تقبل قدميه وتدهنهما بالطيب (لو7: 38) فتأفف الفريسي، وتذمر في قلبه... كيف يقبل السيد المسيح أن تلمسه امرأة خاطئة وتقبل قدميه...! ولكن السيد المسيح دافع عن المرأة، ورآها أعظم من الفريسي، لأنها أحبت كثيرًا، فغفر لها الكثير... لم تكن العظمة في نظر السيد المسيح هي الترفع عن الناس والتعالي على الضعفاء، وإنما محبة الناس والعطف عليهم... نفس الانتقاد وجهوه إلى الرب في جلوسه مع الخطاة والعشارين، كما لو كان في جلوسه معهم أو اشتراكه في موائدهم، انتقاص من قدرته وكرامته. أما الرب فكان يرى الكرامة كل الكرامة في البحث عن هؤلاء الضالين وإنقاذهم مما هم فيه. وهنا تبدو كرامته كراع، ومعلم... كل هذا يقنعنا بأن السيد المسيح في مجيئه إلينا كانت له إلى جوار الفداء أسباب أخري، وإن كانت جانبية... |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لماذا حلَّ الرب بيننا؟ |
لماذا حلَّ الرب بيننا؟ |
لماذا حل الرب بيننا ؟ |
عمل المسيح الرب بيننا |
عمل المسيح الرب بيننا |