رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب المحبة قمة الفضائل البابا شنوده الثالث قصة هذا الكتاب |
23 - 12 - 2013, 03:55 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب المحبة قمة الفضائل
ما هي المحبة المحبة هي قمة الفضائل كلها هي الفضيلة الأولى. عندما سأل السيد المسيح ما هي الفضيلة العظمي في الناموس قال هي المحبة: تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل قوتك (تث 6: 5). والثانية مثلها (تحب قريبك كنفسك) ثم ختم بقوله: (بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء مت 22: 35 -40) أي أن كل الوصايا تتجمع في المحبة.. ** إذا المحبة هي جماع الفضائل كلها. وقد قال القديس بولس الرسول في هذا وما غاية الوصايا فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح (1تي 1: 5) ولذلك صدق القديس أغسطينوس حينما قال تحب ثم تفعل بعد ذلك ما تشاء. ** وقد جعلها الرسول أعظم من الإيمان والرجاء والنبوة. فقال (أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء المحبة، هذه الثلاثة، ولكن أعظمهن المحبة) (1كو 13:13) وفي شرح ذلك قال إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاس يطن أو صنجًا يرن وأن كان لي نبوة وأعلم جميع الأسرار وكل علم وان كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال ولكن ليس لي محبة فلست شيئًا (1كو 13: 1-3) إذن ما أعجب هذا المحبة التي هي أعظم من الإيمان الذي ينقل الجبال. والمحبة هي أولي ثمار الروح. وبالتالي هي دليل عمل الروح فينا قال الرسول (وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أنآه).. (غل 5: 22). وهكذا وضعت المحبة أولا ولا شك أن الذي يمتلئ قلبه بالمحبة لابد سيمتلئ بالفرح وإذ عاش في حب وفرح سيحيا بالتالي في سلام. ** والمحبة هي آخر وصية أعطها الرب لتلاميذه. قال لهم (وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضًا بعضكم بعضا) (يو 13: 34) كيف أحبهم هو يقول الكتاب (إذا كان قد أحب خاصته اللذين في العالم أحبهم حتى المنتهي يو13:1) وأيضا أحبهم فبذل ذاته عنهم هذه هي المحبة التي طلبها الرب. **والمحبة المطلوبة منا هي صدي لمحبة الله لنا. وعن هذا يقول الرسول (في هذا هي المحبة ليس أننا نحن أحببنا الله بل أنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا) (1يو 4: 10) حقا أن الله قد أحبنا قبل أن نوجد ومن أجل ذلك أوجدنا فوجدنا هو ثمرة محبة الله لنا حينما كنا في عقله فكرة وفي قلبه مسرة. ** مادام الله محبة ونحن صورة الله ومثالة (تك 1:26-27) إذن لأبد أن نكون محبين مثله. وإلا في حالة عدم وجود المحبة فينا لا نكون علي صورة الله بل نكون قد فقدنا الصورة الإلهية التي خلقنا بها كذلك نحن أولاد الله والابن لابد أن يشبه أباه وان شابهناه كأبناء لله لابد أن المحبة ستملأ قلوبنا وتفيض من وجوهنا ومن أعيننا ومن ملامحنا وتظهر في تصرفاتنا وفي كل أعمالنا ويقول الناس عنا حقا هؤلاء هم أولا الله وهم علي مثالهم في الحب (بهذا أولاد الله ظاهرون) (1يو 3: 10). ** والسيد المسيح جعل المحبة علامة التي تميز تلاميذه. فقال (بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي وأن كان فيكم حب بعضكم نحو بعض) (يو 13: 35) والقديس يوحنا الرسول جعل المحبة العلامة للميلاد من الله فقال (كل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله ومن لا يحب لم يعرف الله لان الله محبة) (1يو 14: 7-8). هناك أنواع من المحبة نحب الله ونحب الناس ونحب الخير. وأن الدين هو رحلة حب نحو قلب الله وتعبر في طريقها علي قلوب الناس والمحبة هي الرباط المقدس الذي يربط الناس بالله، أنها جوهر الدين والتدين ونحن لا نستطيع أن نصل إلى محبة الله دون أن نحب الناس وهكذا قال الكتاب الذي لا يحب أخاه الذي يبصره فكيف يحب الله الذي لا يبصره (1يو 4: 20) ومحبتنا للناس تلد في القلب العديد من الفضائل تلد الثقة والتعاون والعطاء والبذل والصداقة والتضحية والسلام مع الغير. المحبة هي خروج من الذات إلى الغير. بحيث تنسي ذاتك وتذكر غيرك تخرج من الأنا فلا تسمح لها أن تحصرك داخلها فلا تعيش داخل الأنا وإنما داخل قلوب الناس تحيا لأجل الغير وتري خيرة بعضا من خيرك بل تري خيره قبل خيرك، وهكذا تحب الغير وتحب له الخير. والحب شيء غير الشهوة تمامًا. الحب دائما يريد أن يعطي والشهوة تريد دائما أن تأخذ الشهوة ممتزجة دائما بالأنا بالذات أما الحب فيمتزج بإنكار الذات لأجل الغير والحب الحقيقي لابد أن يمتزج بالطاهرة والنقاوة كما يمتزج أيضًا بالطاهرة كما يمتزج أيضًا بالحق فأن خرجت المحبة عن الحق أو أن الطاهرة تكون محبة ضارة والمحبة الضارة لها معنا موضوع خاص ليس مجاله الآن. |
||||
23 - 12 - 2013, 03:56 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب المحبة قمة الفضائل
أزلية المحبة المحبة الكلية، هي الله نفسه. الله هو الحب الكلي. الحب الذي لا يحد، الذي كله قداسة. لذلك من ليس فيه حب، ليس الله فيه. ولذلك فإن أولاد الله مشهورون بالمحبة، لأن الله يسكن فيهم وفي شرح كل ذلك، قال القديس يوحنا الرسول "الله محبة". ومن يثبت في المحبة، يثبت في الله، والله فيه (1 يو 4: 16). المحبة موجودة منذ الأزل، واستمرت قبل الخطية. أزلية المحبة واضحة لأن الله محبة، والله أزلي. ومن محبة الله لم يشأ أن يكون وحدة، لذا من جوده وكرمه أوجد مخلوقات تحيا معه. فخلق الملائكة قبلنا. وكانت المحبة تربط الملائكة بعضهم ببعض. وكما قال أحد الآباء "لو وقف عسرة آلاف من الملائكة معًا، لكان لهم جميعًا رأي واحد".. وكما كان الملائكة يحبون بعضهم بعضًا هكذا كانوا يحبون الله أيضًا (وقبل خطية إبليس) ولذلك يقول داود النبي في المزمور (باركوا الرب يا ملائكته المقتدرين قوة، الفاعلين أمرة عند سماع صوت كلامه) (مز 103: 20). وهكذا كانت المحبة هي الأصل في العلاقات الإنسان الأول. كانت المحبة كاملة بين الله والإنسان قبل الخطية،وكانت المحبة بين آدم وحواء طاهرة نقية، فيها التعاون والثقة. بل كانت المحبة كائنة بين آدم والحيوانات. لا هو يصيدها، ولا هي تؤذيه.. وفي ظل المحبة لم يكن يوجد الطبع الوحشي والافتراس في صفات بعض الحيوانات، بل كان الكل أليفًا.. وكان آدم يحب الحيوانات، ويسميها بأسماء. ونفس الوضع تكرر في قصة أبينا نوح والفلك. حيث كان الفلك يعي جميع الحيوانات، وهو الذي ادخلها إليه، وكان يرعاها فيه. إذن المحبة هي الأصل، والبغضة دخيلة. |
||||
23 - 12 - 2013, 03:59 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب المحبة قمة الفضائل
المحبة الحقيقية والمحبة الحقيقية لها قوتها ولا تنهار. يقول الكتاب "المحبة قوية كالموت.. مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة، والسيول لا تغمرها. إن أعطي الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة، تحتقر احتقارًا" (نش 8: 6، 7) ويقول الرسول "المحبة لا تسقط أبدًا" 1كو 13: 8. لهذا فكل فضيلة تؤسس علي المحبة، تكون راسخة. وكل علاقة تبنى علي المحبة تبقي قوية ولا تتزعزع، ولهذا قال الرب: "يا ابني أعطني قلبك" (أم 23: 26). إن الله يريد القلب، يريد الحب، وليس مجرد الشكليات والمظاهر الخارجية. فالعبادة الخالية من الحب، قد رفضها الله. وقال "هذا الشعب يكرمني بشفتيه، أما قلبه فمبتعد عني بعيدًا" (أش 29: 13)، (مت 15: 8). وقال للشعب الذي يصلي ويقدم ذبائح، بينما لا يحب الله زلا القريب (لا تعودوا تأتون إلى بتقدمه باطلة. رؤوس شهوركم وأعيادكم أبغضتها نفسي، صارت علي ثقلا، مللت حملها. فحين تبسطون أيديكم، استر وجهي عنكم وإن أكثرتم الصلاة، لا أسمع. أيديكم ملآنة دمًا) (أش 1: 13- 15). ** المحبة الحقيقية ينبغي أن تكون محبة عملية. وفي هذا قال القديس يوحنا الرسول (لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق) (1يو 3: 18). وقد ذكر لنا الرب مثل السامري الصالح، وكيف كانت محبته عملية، فيها الاهتمام والعناية والإنفاق (لو10). والله نفسه - تبارك اسمه - محبته لنا عملية، فيها الرعاية الكاملة. خلق كل شيء أولًا من أجلنا، ثم خلقنا بعد ذلك لنتمتع بأعمال عنايته. ولا يزال يرعانا. وفي عمل الفداء نقرأ عبارة "هكذا أحب الله العالم حتى بذل.." (يو 3: 16). وأيضا "ولكن الله بين محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة، مات المسيح لأجلنا" (رو5: 8). إذن فالمحبة التي لا تعبر عن ذاتها علميًا، ليست هي محبة حقيقية. **ومحبتا لله، يجب أن نثبتها علميًا بحفظ وصاياه ** فالله لا يقول فقط "يا ابني أعطني قلبك" إنما يقول بعدها مباشرة (ولتلاحظ عيناك طرقي) أم 23: 26. والسيد المسيح يقول (انتم أحبائي، إن فعلتم ما أوصيتكم به) (يو 15: 14) أن حفظتم وصاياي، تثبتون في محبتي. كما أني أنا قد حفظت وصايا أبي، واثبت في محبته (يو 15: 10) والذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني (يو 14: 21). ** فلا تقل إني أحب الله، بينما أنت تكسر وصاياه** هوذا القديس يوحنا الرسول يقول "من قال قد عرفته وهولا يحفظ وصاياه، فهو كاذب وليس الحق فيه، وأما من حفظ كلمته، فحقًا في هذا قد تكملت محبة الله" (1يو2: 4-5) (كل من يثبت فيه لا يخطئ لم يبصره ولا عرفه) 1يو 3: 6. فإن هذه هي محبة الله، أن نحفظ وصاياه. ووصاياه ليست ثقيلة (1 يو 5: 3). ** والمحبة لها صفات تميزها، شرحها الرسول ** فقال (المحبة تتأنى، وترفق، المحبة لا تحسد. المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبح، ولا تطلب ما لنفسها. ولا تحتد ولا تظن السوء ولا تفرح بالإثم، بل تفرح بالحق. وتحتمل كل شيء، وتصدق كل شيء، وترجو كل شيء، وتصبر علي كل شيء. المحبة لا تسقط أبدًا) (1كو 13: 4- 8). أليست تري معي أنها منهج طويل شامل، وإن تناولناه بالتفصيل نقطة نقطة.. ** المحبة لابد أن تشمل محبة الخير ** ففعل الخير وحده لا يكفي، وربما لا يكون فضيلة. فهناك من يفعل الخير مجبرًا مضطرًا أو عن خوف.. وهناك من يفعل الخير لمجد أن ينال عنه مديحًا من الناس أو مكافأة.. ومن يفل الخير رياء لمجرد حب المظاهر. وغيره قد يفعل الخير وهو متذمر في قلبه. فظاهر شيء. وقلبه شيء عكس ذلك تمامًا. وأما الإنسان الفاضل فهو الذي يحب الخير، حتى إن لم تساعده إمكاناته علي فعله وإن فعل الخير لا يقصد من وراءه مكافأة. بل يجد لذة في فعل الخير، ويعمل ذلك حب.. الدافع الأساسي الذي يدفعه هو محبة الخير إن نقصت هذه المحبة، تنتج رذائل كثيرة. نقص المحبة يوجد البغضة والكراهية. وقد تتسبب عن ذلك أيضًا الشماتة والفرح بالإثم. وقد قال الكتاب "لا تفرح بسقوط عدوك، ولا يبتهج قلبك إذا عثر" (أم 24: 17). ومن نتائج نقص المحبة أيضا: الغضب والحقد. وقد يتطور الأمر إلى الشتيمة والضرب والقتل، والإدانة والتشهير وإشاعة المذمة. ومن نقص المحبة أيضًا الحسد والكبرياء والتعالي، وعدم الاحتمال، والقسوة.. أما نقص المحبة من جهة الله، فيظهر في أمور عديدة منها إهمال الصلاة والكتاب والكنيسة، وعد الشعور بالوجود "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. وإن أحب أحد العالم، فليست فيه محبة الآب. لأن كل ما في العالم شهوه الجسد، وشهوة العين، وتعظم المعيشة" (1يو 15: 16). وتدخل في محبة العالم أيضًا: محبة المال، ومحبة المجد الباطل، ومحبة المادة ومحبة الذات. وكل هذه ضد محبة الله وضد محبة الخير. |
||||
23 - 12 - 2013, 04:01 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب المحبة قمة الفضائل
المحبة والفضائل إن المحبة لابد أن تتخلل كل فضيلة. وكل فضيلة خالية من المحبة، ليست فضيلة حقيقية. عطاؤك للفقير إن لم تكن فيه محبة، فهو ليس شيئًا. وخدمتك أن كانت خالية من الحب، ولا تكون خدمة مقبولة كذلك صلاتك يجب أن تمتزج بالحب، كما قال داود (باسمك أرفع يدي، فتشبع نفسي كما من شحم ودسم) (مز 63: 4) (محبوب هو اسمك يا رب، فهو طول النهار تلاوتي) (مز 119). كذلك كل أنواع العبادة ينبغي أن تكون ممتزجة بالحب. فيقول المرتل عن الذهاب إلى الكنيسة (فرحت بالقائلين لي: إلى بيت الرب نذهب) (مز 122: 1) مساكنك محبوبة أيها الرب إله القوات، تشتاق وتذوب نفسي للدخول إلى بيت الرب (مز 84: 1) ويقول عن كتاب الله "فرحت بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة" (كالعسل والشهد في فمي) مز 119 إن الله في يوم الحساب، سيفحص جميع فضائلنا ويكافئنا فقط علي ما فيها من حب. أما الفضائل الخالية من الحب، فليست محسوبة لنا. وأخشى أن تكون محسوبة علينا.. ولهذا قال الرسول "لتصر كل أموركم في محبة" (1كو 16: 14). حتى الإيمان، قال عنه الرسول "الإيمان العامل بالمحبة" (غل 5: 6).. الاستشهاد أيضًا، قدم الشهداء نفوسهم فيه، ومن أجل عظم محبتهم للرب، الذي أحبوه أكثر من الحياة، ومن الأهل، ومن العالم كله. وأحبوا أن ينحلوا من رباطات الجسد، ليلقوا بالله الذي أحبوه.. المحبة التي تدخل في كل وصية، حسب قول الكتاب "لتصر كل أموركم في محبة" (1كو 16: 14). والمحبة التي هي هدف كل وصية، كما قال أيضًا "وأما غاية الوصية فهي المحبة" (1تي 1: 5). والمحبة التي هي أعظم من كل وصية، كما ذكر الرب أنها الوصية العظمي في الناموس (مت 22: 36 - 40) وكما قال بولس الرسول (وأما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة. هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة) (1كو 13:13). ولم يقل فقط إنها أعظم من الأيمان العادي، بل أعظم من كل الإيمان الذي ينقل الحبال (1كو 13: 2) نعم , المحبة هي الوصية التي بها يتعلق كل الناموس والأنبياء (مت 22: 40) أي أنه لو أراد الله أن يلخص لنا كل الوصايا في واحدة لكانت هذه الوصية الواحدة هي المحبة.. هذه هي المحبة التي هي أفضل من جميع المواهب والمعجزات،لأنه بعد سرد الرسول قائمة بجميع المواهب، قال بعد ذلك "وأيضًا أريكم طريقًا أفضل" (1كو 12: 3) وإذا بهذا الطريق الأفضل هو المحبة.. كثيرون سيقولون للرب في اليوم الأخير "يا رب يا رب، أليس باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعًا قوات كثيرة" فيجيبهم أني لم أعرفكم قط. ذلك لأن المعجزات ليست هي تخلص، وإنما المحبة. بل كل فضيلة خالية من المحبة، هي فضيلة ميتة لا روح فيها. بل تعد فضيلة من عير المحبة. المحبة التي هي أفضل من كل علم ومعرفة. لأن الرسول يقول "العلم ينفخ، ولكن المحبة تبني" (1كو 8: 1). مادامت الفضائل كثيرة جدًا، وأن جمعناها كلها أمام المؤمن، سيجد أمامه برنامجًا طويلًا جدًا.. فلنقل له: تكفيك المحبة. وإن أتقنتها، ستجد داخلها جميع الفضائل.. بل إن وصلت إلى المحبة، لا تحتاج إلى وصايا أخري، المحبة تكفيك وتغنيك. إن وصلت إلى المحبة تكون قد وصلت إلى الله. لأن الله محبة (1يو 4: 16).. ولو كانت فيك المحبة الكاملة، تكون قد ارتفعت فوق نطاق الناموس وفوق نطاق الوصايا. وإذا ملكت محبة الله علي قلبك فأنها تطرد منه الخطية وتطرد الخوف هناك كثيرون يجاهدون ويتبعون ويريدون أن يصلوا إلى الله ولا يعرفون بتداريب عديدة وبجهاد كثير وكلما يقومون يقعون ويستمر قيامهم وسقوطهم لماذا لان جهادهم لم يبن علي المحبة كالبيت الذي يبني علي الصخر (مت 7: 24) وبغير المحبة يصبح مجرد جهاد ظاهري لم يصل إلى العمق بعد. ** أما إذا وصلت إلي محبة الله فانك لا تخاف الخطية ** الخطية حينئذ لا تقدر أن تعيش في داخلك لأن محبة الله التي في داخلك هي نور بينما الخطية ظلمه. والنور يطرد الظلمة ولا شركة بين النور والظلمة (2كو 6: 14). محبة الله لا تتفق مع محبة الخطية فلا يمكن أن يوجدا معًا في قلب واحد. لذلك لا تجاهد ضد الخطية بدون محبة الله. حاول أن تدخل محبة الله إلى قلبك فتتخلص من الخطية بدون تعب. ** المحبة هي الميزان الذي توزن به أعمالنا في اليوم الأخير ** لا تقاس أعمالنا الخيرة بكثرتها، إنما بمقدار ما فيها من حب. لا تقل له مثلًا: أنا قد وقفت يا رب ثلاث ساعات أصلي. لأن الله سيجيبك: ليس المهم في مقدار الذي الوقت، وأنما في مشاعر الحب التي في قلبك أثناء الصلاة.. هل لك مشاعر داود المرتل الذي قال (محبوب هو اسمك يا رب فهو طول النهار تلاوتي) (مز 119). وقال أيضًا باسمك أرفع يدي، فتشبع نفسي كما من شحم ودسم. (مز 63: 4).. كذلك أنت في صلاتك، هل تكون في قلبك محبة الله الذي تصل لي أم لا؟ هل يكون قلبك متصل به أم لا؟ أعلم أن الصلاة الخالية من هذا المشاعر القلبية، ليست هي مقبولة عند الله، ولا تدخل إلى حضرته. |
||||
23 - 12 - 2013, 04:03 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب المحبة قمة الفضائل
لأنه: ما هي الصلاة في المفهوم الروحي؟ إنها ليست مجرد كلام موجه إلى الله أو حديث معه، أو مخاطبة له.. فهذا هو الشيء الظاهري. لكن المعني الحقيقي والباطني هو أن الصلاة هي محبة واشتياق إلى الله، للتمتع به.وهذه المحبة نحو الله هي التي تجعلك تصلي، وهي التي تدفعك إلى الحديث معه. إذا الكلام مع الله هو مجرد نتيجة الحب الموجود في القلب أو هو مجرد تعبير عن هذا الحب ** فإذن لم يوجد هذا الحب في قلبك ألا تكون صلاتك مجرد كلام لا يدخل إلى حضرة الله ** ألسنا نقول قي صلواتنا (فلتدن وسيلتي قدامك ولتدخل طلبتي إلى حضرتك) (مز 119). مثال ذلك صلاة الفريسي الذي كانت أطول من صلاة العشار ومع ذلك لم يخرج من الهيكل مبررًا مثلما خرج العشار (لو18: 14). لماذا؟ لأن صلاته لم تكن مقبولة إذ لم تكن فيها حب الله، بل كان فيها حب للذات ومديح لها في قوله أني لست مثل سائر الناس الظالمين الخاطفين الزناة. كما لم يكن في حب للغير إذ في صلاته أدان العشار قائلًا (ولا مثل هذا العشار). ** إذن في الصلاة: الحب هو الأصل، والكلام هو التعبير ** كما أن اللسان فيها يتحدث كذلك القلب أيضًا يتحدث. ومشاعر الحب التي في القلب، حتى بدون كلام، تعتبر. صلاة أما كلام الصلاة بدون حب، ليس هو صلاة.. وما أجمل مثال داود النبي الذي قال "كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه. هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله. عطشت نفسي إلى الله، إلى الإله الحي" (مز 42: 1-2). (يا الله أنت الهي، وإليك أبكر. عطشت نفسي إليك يشتاق إليك جسدي) (مز 63: 1) (متى أقف وأتراءى أمام الله) كنت أذكرك علي فراشي، وفي أوقات الأسحار كنت أرتل لك مز 63) (سبقت عيناي وقت السحر لأتلو في جميع أقوالك) (مز 119).. كل هذا حب واشتياق.. ** بعكس ذلك كان الفريسيون، الذين "لعلة كانوا يطيلون صلواتهم" مت 23: 14 ** صلوات طويلة، ولكنها غير مقبولة، لأنها خالية من الحب، وبالمثل أولئك الذين كانوا يصلون في المجامع، وفي زوايا الشوارع لكي. يراهم الناس (مت 6: 5). ماذا كان هدفهم من الصلاة سوي محبة المديح الباطل، وليس محبة الله. إنها الذات المريضة، التي لا يوجد بينها وبين الله صلة، حتى في الصلاة.. إن الله لا يريد الشفتين، بل القلب (مت 15: 8). وهو يقول باستمرار (يا ابني أعطني قلبك) (أم 23: 26). يريد قلبك في الصلاة، عامرًا بالحب نحوه، ونحو قريبك لذلك قال (إن قدمت قربانك قدام المذبح. وهناك تذكرت أن لأخيك شيئًا عليك، فاترك هناك قربانك قدام المذبح، واذهب أولا أصطلح مع أخيك. وحينئذ تعال وقدم قربانك (مت 5: 23- 24). إنه لا يريدك تتقدم إلى المذبح بغير حب ولا يقبل قربانك بغير حب.. ** لذلك اخلطوا كل أعمالكم بالحب. اخلطوا فضائلكم به ** إن كل عمل من أعمالك يخلو من الحب، إنما يخلو من قيمته ومن أهميته. ولا يكون هو عمل الله فيك. إن كان الله يعمل فيك، فالمحبة تعمل فيك، لأن الله محبة. حينئذ تكون كل أعمالك محبة، كما قال الرسول. "لتصر كل أموركم في محبة" (1كو 16: 14). حتى مشاكلكم تحلونها أيضًا في محبة علي قدر إمكانكم. |
||||
23 - 12 - 2013, 04:28 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب المحبة قمة الفضائل
المحبة والعطاء العطاء مثلًا، يوزن بمقدار الحب الذي فيه. ليس بكثرة المقدار، وإنما بكثرة الحب. والعطاء المادي الذي تقمه، يجب أن تقدم فيه حب، يظهر في مشاعر قلبك. وفي ملامح وجهك، لأن المعطي المسرور يحبه الرب (2كو 9: 7). لأنة من الجائز أن إنسانًا يعطي بدون رغبة، وهو متضايق، أو وهو محرج أو مضطر أو مضغوط علية، أو وهو غير مقتنع بأن يدفع. فهو يعطي وهو متذمر في قلبه.؟ ليس مثل هذا العطاء مقبولًا عند الله. هناك فرق بين إنسان يعطي المساكين، وإنسان يحب المساكين فيعطيهم هذا الذي يحبهم هو الأفضل، حتى لو لم يكن له ما يعطيه.. لأن الله ينظر إلى القلب قبل اليد. أن أجمل ما في العطاء، أن تشعر بلذة وأنت تعطي، لا تقل عن فرح الذي تعطيه. إن الأم تشعر بفرح حينما يرضع طفلها منها. فهي تعطيه حبًا قبل أن تعطيه لبنًا، أو هي تعطيه الأمرين معًا.. كذلك من يعطي المحتاج عن حب، وبحب، ويفرح بإعطائه. وهنا يبدو الفارق بين الثراء الذي يعطي، والمحبة التي تعطي. أنك حينما تعطف علي شخص، أنما تشعر بلذة في العطف عليه، ربما أكثر من اللذة التي يشعر بها ذلك الشخص الذي نال العطف منك. فأنت تأخذ حينما تعطي، كما يأخذ الذي تعطيه. قال أحد الأدباء "سقيت شجيرة كوبًا من الماء. فلم تقدم لي عبارة شكر واحدة. ولكنها انتعشت فانتعشت". |
||||
23 - 12 - 2013, 04:29 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب المحبة قمة الفضائل
المحبة والخدمة كتاب المحبة قمة الفضائل - البابا شنوده الثالث هكذا الخدمة أيضًا: إن لم يدخلها الحب، لا نكون خدمة. السيد المسيح كانت معجزاته مخلوطة بالحب. فمثلًا في معجزة إشباع الجموع من الخمس خبزات والسمكتين, يقول الكتاب إنه (أبصر جمعًا كثيرًا فتحنن عليهم وشفي مرضاهم) (مت 14:14) وأيضًا (فتحنن عليهم، إذا كانوا كخراف لا راعي لها) (مر 6: 34). وحتى حينما روي قصة السامري الصالح، دقق علي هذه النقطة فقال (ولكن سامريًا مسافرًا جاء اليه، ولما رآه تحنن) (لو 10: 33) أن هذه العواطف لها أهميتها عند الرب. كثيرون خدمتهم مجرد نشاط، خالية من الحب. تشمل الكثير كم العمل والإنتاج والكثير من الإداريات والنظام، وربما من الروتين. ولكن بلا حب.. بينما الخدمة، في اصلها أنك تحب الله، وملكوته. وتحب أبناء الله، وتريد لهم أن يحبوا الله، وأن يدخلوا ملكوته. لذلك تبذل كل جهدك لتقوم بعمل محبة نحوهم. قبل إقامته لعازر من الموت، قيل عنه "بكي يسوع" (يو 11: 35). وفي إقامة ابن أرملة نايين، لما رأي هذه الأم الأرملة "تحنن علها وقال لها لا تبكي" (لو 7: 13) وفي شفاء الأبرص قيل (فتحنن يسوع ومد يده ولمسه) (مر 1: 41) وطهره وفي شفاء الأعميين في أريحا قيل (فتحنن يسوع ولمس أعينهما , فللوقت أبصرت أعينهما فتبعاه (مت 20: 34). وما أجمل ما قيل عن السيد المسيح، إنه أحب خاصته اللذين في العالم، أحبهم حتى المنتهي يو 13: 1. وقال لهم (لأ أعود أسميكم عبيدًا.. لكني قد سميتكم أحباء يو 15:15) (كما أحبني الآب، أحببتكم أنا. أثبتوا في محبتي يو 15: 9). وقال للآب عنهم: (عرفتهم اسمك وسأعرفهم، ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به، وأكون أنا فيهم) (يو 17: 26) وقال لهم عن رسالة الفداء التي جاء ليقوم به. (ليس لأحد حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه) (يو 15:13) كلام كله حب، ونفهم منه هذه الحقيقة. أن السيد المسيح علي الصليب كان ذبيحة حب. فتكلم عن الفداء، أنه مات عنا. وأنه قد حمل خطايانا، وأنه خلصنا. ولكن وراء كل هذا العمل، كان الحب (أحب.. حتى بذل) (يو 3: 16) أذن سبب التجسد الإلهي هو الحب، وسبب الفداء هو الحب. ويتحدث القديس يوحنا عن ذلك فيقول "في هذا هي المحبة، وليس أننا أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا وأرسل أبنه كفارة لخطايانا" (1يو 4: 10) ولذلك نحن نقابل حبه بحب. وهكذا قال (نحن نحبه لأنه هو أحبنا قبلًا) (1يو 4: 19) وكما كان المسيح، ذبيحة حب نحونا، هكذا كان الشهداء ذبيحة حب نحو الله لقد قدموا حياتهم ذبيحة حب لله. أحبوه أكثر من العالم كله، وأكثر مكن الأهل والأقرباء. بل أحبوه أكثر من أنفسهم، وفرحوا بالموت لأنه يقربهم إليه، ليعيشوا معه في الفردوس ثم في الملكوت إلى الأبد، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. كما قال القديس بولس (لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح. ذاك أفضل جدًا) (في 1: 23). لا تظنوا أن اللذين تقدموا للاستشهاد كانوا يلاقون الموت وهم خائفون أو متضايقون. كلا بل كانوا في محبتهم للقاء الله، فرحين جدًا بهذا اللقاء، ومشتاقين إليه. كانوا يذهبون إلى ساحة الاستشهاد هم يرتلون في فرح. وأثناء سجنهم، حولوا. السجون إلى معابد ترتفع منها أصوات الترتيل والتسبيح والصلاة. حتى أن أحد الشهداء قبل السلاسل التي قيدوه بها. وشهيد أخر كان يصلي طالبًا البركة للجلاد الذي سيقطع رأسه ولعلمهم أخذوا هذا الدس عن السيد المسيح الذي حينما أقترب إلى الجلجثة قال قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان (يو 12: 23). الآن تمجد ابن الإنسان وتمجد الآب فيه (يو 13: 31). وقيل عنه فيما تحمله من الآم وإهانات في وقت الصلب (من أجل السرور الموضوع أمامه أحتمل الصليب مستهينا بالخزي) (عب 12: 2). |
||||
23 - 12 - 2013, 04:31 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب المحبة قمة الفضائل
محبة الله الخالق يكفي أن المحبة هي أحد أسماء الله (1يو 4: 16-8) وقد أظهر الله محبته للبشر بأنواع وطرق شتى مما لست أستطيع أن أشرحه لأن محبة الله غير محدودة مهما كتبنا عنها فكتاباتنا محدودة لذلك أوجز الشرح فأقول. محبة الله الخالق ظهرت محبة الله أولًا في الخلق. لماذا؟ وكيف؟ منذ الأزل كان الله وحده، وكان مكتفيا بذاته. ولكنه لم يشأ أن يبقى وحده. ومن أجل محبته لنا قبل أن نوجد، شاء فأوجدنا. ولم نكن شيئًا جديدًا بالنسبة إليه، فالله لا يجد عليه شيء0 إنما كنا في عقله فكرة، وفي قلبه مسرة، قبل أن يكون لنا وجود مادي فعلى.. فكان وجودنا هو ثمرة حبه وثمرة كرمه. ومن دلائل محبة الله للإنسان، أنه خلقه في اليوم السادس. ظهرت محبة الله أولًا في الخلق. لماذا وكيف؟ منذ الأزل كان الله وحده وكان مكتفيا بذاته ولكنة لم يشأ أن يبقي وحده ومن أجل محبته لنا قبل أن نوجد شاء فأوجدنا ولم نكن شيئًا جديدا بالنسبة إليه فالله لا يجد علية شيء إنما كنا في قلبه مسرة قبل أن يكون لنا وجود مادي فعلي فكان وجودنا هو ثمرة حبه وثمرة كرمة. ومن دلائل محبة الله للإنسان أنه خلقه في اليوم السادس. أقصد أنه خلقه بعد أن خلق كل شيء من أجله، حتى لا يكون معوزًا شيئًا من أعمال كرامته. خلق له السماء سقفًا، ومهد له الأرض، لكي يمشي عليها. خلق له الطعام الذي يأكله، والماء الذي يشربه، والهواء الذي يستنشقه، والحيوان الذي يستخدمه أو يؤنسه، خلق الله النور: الشمس لضياء النهار والقمر والنجوم لضياء الليل ووضع لكل ذلك قوانين الفلك وضبط البحار والأنهار وأخضع له طبيعة الحيوان وأخيرا خلق الإنسان بعد أن أعد له كل شيء وما أجمل تأملاتنا في ذلك في القداس الغريغوري تحت عبارة "من أجلي". ** ما أجمل أن نتأمل كل هذا فنقول ** لو أن الملائكة سألوا الله قائلين لماذا يا رب تخلق الشمس والقمر والنجوم لأجابهم من أجل الإنسان حبيبي والذي سأخلقه فيما بعد وبنفس الإجابة يجيبهم عن خلقة للأرض والثمار والأزهار والأطيار والطبيعة الجميلة كلها من أجل راحة الإنسان حبيبي لذلك نستطيع أيضًا أن نقول إن عطايا الله لنا سبقت خلقه إيانا. من دلائل محبة الله لنا أيضًا في الخلق أنه خلقنا علي صورته ومثاله. إذ قال في ذلك"نعمل الإنسان علي صورتنا كشبهنا" فخلق الله الإنسان علي صورته علي صورة الله خلقة (تك 1: 26-27). علي صورته من حيث أنه ذات وعقل وروح من حيث إن له روحًا خالدة ومن حيث النقاوة والطهارة وحب الخير من حيث القيادة والسلطة فمن محبة الله للإنسان حينما خلقة أنه منحة السلطان ومنحة البركة أيضًا. في ذلك يقول سفر التكوين وباركهم الله وقال لهم أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها وتسلطوا علي سمك البحر وعلي طيور السماء وعلي كل حيوان يدب علي الأرض(تك1: 28) وهكذا صار الإنسان وكيلًا لله علي الأرض وسيدًا لكل الخليقة الأرضية وبنفس هذا البركة والسلطة بارك الله أبانا نوح وبنية بعد الطوفان ورسو الفلك (تك 9: 1- 2) أن كان الإنسان قد فقد بعض من هذه السلطة الآن فهذه نتيجة للخطية ولكنه في البدء لم يكن هكذا. ومن محبة الله في خلق الإنسان أنه وضعه في جنه. وفي ذلك يقول سفر التكوين وغرس الرب الإله جنه في عدن شرقًا ووضع هناك آدم الذي جبله وأخذ الرب آدم ووضعه في جنة عدن تك 2: 8-15 وكانت الجنة مليئة بكل أنواع الثمار وجميله جدًا يكفي أنها جنة. ولم يكتف الله بهذا بل خلق لآدم معينًا نظيره، خلقها من جنبه وغرس بينه بينها حبا فقال آدم هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي هذه تدعي امرأة لأنها من إمرءً أخذت (تك 2:23) وكان خلق حواء لآدم يشمل لونا أخر من محنته للبشرية إذ خلقهما ذكرا وأنثى تك 1: 27. لكي يكثروا ويثمروا ويملأوا الأرض ويكون هناك نسل فيما بعد كعدد نجوم السماء ورمل البحر لا يعد من الكثرة (تك 22: 17). |
||||
23 - 12 - 2013, 04:33 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب المحبة قمة الفضائل
محبة الله الراعي وحتى بعد سقطة الإنسان الأول لم يتخل الله عن محبته. ففيما هو يعاقب، مزج العقوبة بوعد بالخلاص. فقال (إن نسل المرأة يسحق رأس الحية) (تك 15:3). حقًا كما نقول في القداس الغريغوري "حولت لي العقوبة خلاصًا". ولم يلعن الله آدم وحواء لعن الحية (تك3:14)، إلا كانت اللعنة قد أصابت البشرية كلها. وحتى عندما عاقب الله قايين، لم يتخل الله عن رأفته، فلما قال له قايين (أنك قد طردتني اليوم عن وجه الأرض، فيكون كل من وجدني يقتلني) فقال له الرب كل من قتل قايين، فسبعة أضعاف ينتقم منه وجعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده (تك 4: 14: 15). ومن محبة الله للإنسان رعايته بالناموس والأنبياء. فلما سار الإنسان في طريق الضلال (وقال الجاهل في قلبه ليس إله) (مز 14: 1). وفسد البشر جميعًا، وإذا ليس من يعمل صلاحًا، ليس ولا واحد (مز 14: 3) بل حتى ضمائرهم أظلمت ولم تعد تهديهم، أرسل الله لهم الأنبياء لكي يبلغوهم صوت الله وأوامره. كما زودهم بالوحي الإلهي وبالشريعة المكتوبة. بل أن أول لوحين للشريعة، كانا مكتوبين بأصبع الله (واللوحان هما صنعه الله والكتابة كتابة الله منقوشة علي اللوحين) (خر32: 16). واستمر الله يرسل الأنبياء لهداية الناس، حتى بعد أن تركوا عهده، ونقضوا مذابحه، وقتلوا أنبياءه بالسيف (1 مل 19: 14). وحتى بعد أن عبدوا العجل الذهبي (خر32) وعبدوا الأصنام فترات طويلة. ومن محبة الله للإنسان أنه كان الراعي الصالح له. كما تغني داود النبي في المزمور قائلًا (الرب يرعاني فلا يعوزني شيء.في مراع خضر يربضني. إلي ماء الراحة يوردني. يرد نفسي، يهديني إلي سبل البر) (مز 23). وقال الرب في سفر حزقيال النبي (أنا أرعي غنمي وأربضها- يقول السيد الرب - وأطلب الضال، واسترد المطرود، وأجبر الكسير وأعصب الجريح..) (حز 34: 15، 16). بل أن الرب تكلم بشدة ضد الرعاة الذين يرعون أنفسهم وقد أهملوا غمه وخرافة، فقال (هأنذا علي الرعاة، واطلب غنمي من يدهم، وأكفهم عن رعي الغنم، ولا يرعي الرعاة أنفسهم بعد، وأخلص غنمي من أفواههم، فلا تكون لهم مأكلًا) (حز 34: 10). وفي العهد الجديد يقول السيد الرب (أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف) (يو10:11). (أنا هو الراعي الصالح، وأعرف خاصتي، وخاصتي تعرفني) (خرافي تعرف صوتي فتتبعني، ولن تهلك إلي الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي) (يو 10: 14، 27، 28). ورعاية الرب لشعبه شاملة تشمل كل تفاصيل الحياة: فهو يرعاهم ماديًا وروحيًا. ويخلصهم من أيدي أعدائهم. كما قال موسى النبي (قفوا وانظر خلاص الرب.. الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون) (خر 14:13،14). وقصص أمثال هذا الخلاص التي تظهر محبة الرب كثيرة في سفر القضاة. ومحبة الرب في رعايته المادية وأولاده، تظهر في معجزتي المن والسلوى، وفي إرساله الطعام لإيليا النبي عند نهر كريت أثناء المجاعة، في عبارة مؤثرة قال له فيها (وقد أمرت الغربان أن تعولك هناك) (1 مل 17:4)،بل تظهر محبة الرب العجيبة في هذا الأمر، إذ أنه (يشرق شمسه علي الأشرار والصالحين، ويمطر علي الأبرار والظالمين) (مت 5: 45). بل أنه يعطي البهائم قوتها، وفراخ الغربان التي تدعوه (مز146). ويعطي طعامًا لكل دودة تدب تحت حجر.. ما أعجب محبته للكل وما أعجب حنانه. ورعايته الروحية تشمل قصة الخلاص كلها. وفي ذلك قال بولس الرسول عن الله في إرساله الخدام للعناية الروحية بالناس (وهو أعطي البعض أن يكونوا رسلًا، والبعض الخدمة، لبنيان جسد المسيح. إلي أن تنتهي جميعًا إلي وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله..) (أف4:11-13). بل قال أيضًا عن الملائكة (أليسوا جميعهم أرواحًا خادمة، مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص) (عب 1:14). أما عن محبة الله في إرسال الملائكة لخدمة البشر ولمعونتهم، فهي موضوع طويل يدل علي عمق محبة الله.. يحدثنا عنه دانيال النبي في الجب وهو يقول (إلهي أرسل ملاكه، فسد أفواه الأسود) (دا6:22). ويقول أبونا يعقوب أب الآباء (الْمَلاَكُ الَّذِي خَلَّصَنِي مِنْ كُلِّ شَرّ) (سفر التكوين 48: 16). ملاك آخر أنقذ بطرس الرسول من السجن (أع 12:7،11). وملاك ضرب جيش سنحاريب وخلص الشعب منه (2 مل19:35). حقًا، كما يقول الكتاب (ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم) (مز 34:7). ومن محبة الرب أيضًا يرسل ملائكة البشارة والفرح. ملاك يبشر العذراء بالحبل بالمسيح (لو1:26،38). وملاك يبشر زكريا بيوحنا المعمدان (لو1:11-20). وملاك يبشر الرعاة بميلاد المسيح (لو2:8-14). وملاك يبشر يوسف النجار (مت 1:20،21).. وما أكثر الملائكة الذين بشروا النسوة بالقيامة.. وملائكة البشري كثيرون في الكتاب المقدس، يرسلهم الله من محبته حاملين أخبارًا مفرحة. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المحبة راس الفضائل |
المحبة قمة الفضائل |
المحبة كنز الفضائل |
المحبة هي قمة الفضائل |
المحبة هي قمة الفضائل |