المحبة العظيمة
إن معظمنا يحب القصة الكتابية عن الابن الضال لأنها قصتنا ولأننا جميعا ً في حاجة ٍ الى الغفران . ونلاحظ ان الرب لم يحدد في القصة ماذا كانت الكورة البعيدة التي فيها بذّر الابن الأصغر ميراثه ُ ولا حدد كم من الوقت مضى حتى رجع الابن الى نفسه ِ . اننا نملأ هذا الفراغ من اختباراتنا وحياتنا ومن التجارب التي نتعرض لها بوسط ماديات هذا العالم والزمان الذي فيه افترقنا عن الله ، وكيف ان محبته تأنت علينا . إن اي مسافة نبتعدها عن محبة الله بعيدة ٌ جدا ً، وإن كل زمن لا نقضيه في عشرة مع الله طويل ٌ جدا ً ، ولكن لا توجد مسافة ٌ بعيدة او وقت ٌ طويل يفصلنا عن محبة الله . ومثل الاب الذي كان يتطلع في صبر الى عودة ابنه يرانا الله عبر الزمانوالمسافات ، فإن خالقنا لا يفقد الرجاء فينا ، لهذا ينبه المسيح على المحبة العظيمة التي تصل الينا وتدعونا للرجوع الى انفسنا وتؤثر في قلوبنا نحو التوبة لكي نقبل الميراث الحقيقي الذي ينتظرنا بين ذراعي أبينا السماوي .