رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الجسد بين التأله والبغضة حزقيال، بكنيسة سيستين تشابل، الفنان ميكلانجلو، 1510 في حديثنا عن "شخصية الشاب المتكاملة"، رأينا وجود اتجاهين متطرفين من جهة النظرة للجسد ومتطلباته. هذان التطرفان يوجدان في كل العصور، وإن اختلف الأسلوب أو الشكل. يوجد من يؤلهون الجسد وينحنون أمامه في استسلام كامل كأنه مركز عبادتهم وحياتهم وموضوع حبهم، ويوجد من يكرهونه ويبغضونه ويصارعون ضده كعدو يلزم تحطيمه والخلاص منه. وفي القديم وُجد من ألهوا الجسد، بل ووجدت ديانات تتعبد للأعضاء التناسلية للرجل Phallic religions أو للمرأة. في أيام حزقيال النبي وجدت نساء وفتيات تقدمن إلى هياكل البعل ليمارسن الخطية مع القادمين إليها، في لهو وعبث، حاسبين ذلك عملًا تعبديًا (حز30:20)، وعند اليونان وُجدت آلهة الجمال أفروديت،وفي عصر الرسل عاش البعض في جو إباحي مفسد للحياة الإنسانية ككل، حيث يسلم الإنسان شهوات جسده مركز القيادة ليعيش بجسده وفكره ونفسه لا همّ له سوى التمرغ في الشهوات بلا شبع، هؤلاء قيل عنهم: "آلهتهم بطونهم" (في9:3)، أو قل "آلهتهم أجسادهم". فما يطالب به بعض الشباب من ترك العنان لشهوات الجسد تحت ستار الحرية الشخصية ليس وليد العصر الحديث، ولا بالأمر الجديد على البشرية، إنما هو امتداد طبيعي لفكر عاشه الكثيرون عبر العصور، تجاهلوا فيه تقديرهم للروح والفكر وكل الطاقات البشرية السامية، لينحدروا بكل كيانهم الإنساني منحنين لشهوات أجسادهم، وكأن كل ما فيهم هو الجسد تقوده الغرائز بلا تقديس ولا ضابط. من الجانب الآخر يوجد أيضًا في كل عصر فريق مضاد يحمل فكرًا لا يقل خطورة عن الفريق الأول، ألا وهو تجاهل الإنسان لجسده، فيظن في نفسه أنه روحًا مجردة حُكم عليها بالحبس المؤقت في الجسد. مثل هذا يعادي الجسد ويطلب تحطيمه، خاصة الأعضاء الجنسية، متطلعًا إليها كأعضاء دنسة وعنصر ظلمة أو فساد يريد الخلاص منها. من بين هؤلاء من بالغ حتى حسب الزواج في علاقاته الجسدية أشبه بزنا مباح. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المحبة هي الأصل، والبغضة دخيلة |
التأله |
كن إنساناً أولاً قبل طلب التأله |
التأله والمتألهون |
متى يبدأ التأله ؟ |