المتحدث باسم «النور»: من يقاطع الاستفتاء على الدستور «خاسر»..

[Mary Naeem]

المتحدث باسم «النور»: من يقاطع الاستفتاء على الدستور «خاسر».. «الإخوان» ستقاطع إعلاميا وتوجه أعضاءها للتصويت بـ«لا» سرا.. الدخول في ثورة ضد الجيش مصيره الفشل.. والشعارات الحماسية «سبب كل بلاء»

قال شريف طه المتحدث باسم حزب النور السلفي إن جماعة الإخوان ستقاطع الاستفتاء على الدستور أمام كاميرات وسائل الإعلام فقط، بينما ستحشد أعضاءها والموالين لها للتصويت بـ "لا" سرا، مشيرا إلى أنها تعلم جيدا أنها إذا اتخذت قرار المقاطعة فإنها ستكون أول الخاسرين.

واعتبر طه أن استمرار الهجوم على القوات المسلحة ووزارة الداخلية سيحول مصر إلى النموذج السوري أو إلى النموذج الجزائرى، مشددا على أن جماعة الإخوان يجب أن تراجع نفسها ومواقفها.

وقال إن النظر في المآلات أحد أهم أصول السياسة الشرعية، فكثيرا ما تكون الأمور في السياسة ليست مقارنة بين حق وباطل أو خير محض وشر محض، بل غالبا ما تكون المقارنة بين خير الخيرين وشر الشريرين، وهو مقام دقيق يحتاج لنظر وروية ولإعمال العقل وليس للعاطفة مع إحاطة تامة بالشرع والواقع.

وأضاف طه في تصريحات صحفيه له أنه عند تقييم الموقف من الدستور الحالي لابد من وضع هذا الأصل في الاعتبار وعدم الانجرار وراء العواطف والحماسات، معتبرا أن ذلك سبب كل بلاء ونكبة في تاريخ الأمة الإسلامية.

وأكد طه أن من يتخذ قرار المقاطعة رغبة منه في إسقاط النظام السياسي مفضلا الحل الثوري الذي يقوم على اقتلاع النظام الحالي من جذوره مرة واحدة وإحلال نظام إسلامي بديل عنه، عليه أن يدرك جيدا أنه على مدى التاريخ لم تنجح ثورة دون أن يؤيدها الجيش وينحاز لها أو على الأقل يقف على الحياد منها.

وأوضح طه أن الدخول في ثورة ضد الجيش هو عمل محكوم عليه بالفشل ومآله حتما لأحد أمرين: إما أن يقضي الجيش على هذه الثورة والحركة المضادة (نموذج الجزائر) أو الدخول في حرب أهلية لا يسلم من شرها أحد (النموذج السوري) وهو نموذج مروع يؤدي لانهيار الدولة وتفككها، وعند ذلك لا يحلمن أحد بدين ولا دنيا، ويؤسفني أن بعض أبناء التيار الإسلامي لم يعد يعبأ بدخول البلاد في هذا المسار من أجل إرجاع حكم محمد مرسي ولو على أنقاض الوطن!

وقال طه ينبغي أن يوضع في الاعتبار أن قلة أعداد المشاركين وإن أحرجت النظام سياسيا إلا أنها من الناحية القانونية ليس لها أي تأثير وإلا لكان مجلس الشورى السابق باطل وغير منعقد بالأساس وهذا ما لا يقر به أنصار الإخوان ويجعلونه ضمن إطار الشرعية.

وأضاف: "لو أضفنا إلى ذلك عدم تجاوب الشارع مع دعوات المقاطعة أدركت تماما أن الخاسر الأكبر من هذه الدعوات هم أنصار الإخوان، وهو ما يجعلني أكاد أجزم أن الإخوان ستقاطع إعلاميا فقط ولكنها ستوجه أنصارها للتصويت بلا".

وأكد طه أن من يرفض الدستور لاعتراضه على بعض مضامينه سواء فيما يتعلق بالهوية الإسلامية أو المحاكمات العسكرية فعليه أن يدرك أن البديل الآخر هو الرجوع لدستور 2012 بتعديلاته أو إعلان دستوري يمهد لمرحلة انتقالية لا يعلم أحد متى ستنتهي، مضيفا: "أحب أن أذكر أن مصر عاشت بموجب إعلان دستوري ما يقارب العشرين سنة، وبالطبع فإن الدستور الحالي مهما كانت اعتراضاتك عليه سيكون أفضل حالا من البدائل الأخرى".

وأبدى طه خوفه من أن يأتي يوم نرى فيه خارطة الطريق الحالية وهي الأمل ولا نستطيع الوصول إليها! فهل نحكم عقولنا وضمائرنا بدلا من الدفع نحو الهاوية التي وقع فيها جيران لنا ولا يعلم إلا الله متى وكيف سيخرجون منها؟؟