رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النور في نهاية الطريق تفرض الظلمة ذاتها على عالمنا، بل واقعنا اليومي المجبول بالشرور، وكياننا المنغمس بعقد النقص العديدة. تفرض الظلمة نفسها كأمر طبيعي لا مفر منه، فإن كنتم تذكرون أنه كان على وجه الغمر ظلمة. إنها بداية العالم، فليس من الغريب أن يعتبر العالم أن الظلمة محور حياته، وهي بديهية حاضرة بقوة لكي تدلنا على نهاية قريبة للعالم أيضاً. ورغم أن النور قد جاء إلى العالم لكي ينير لكل الجالسين في الظلمة، ولكي ينتشلهم ويغيرهم ويعطيهم عمقاً أكثر جمالاً وتألقاً واشراقاً، لكن مشكلة الانسان انه احب الظلمة واعتاد عليها حتى صار ينزعج من كل قبس يحاول أن يدخل إلى حياته، أو اشعاع يسعى لينير سلوكياته وانفعالاته بل ودوافعه أيضاً. ولأن الظلمة تسود في عالمنا صارت هي الأصل والأساس، وأصبح كل ماعداها وما يخالفها هو الاستثناء، واليوم يسير البشر في الطريق، ويعبرون ممرات الحياة بمختلف مراحلها، والظلمة لا تزال في ازدياد لأنهم يستنيرون بنور العالم الوهاج الذي يجعل كل ما يلمع ذهباً، فصار اللسان ظلمة بانتقاداته وإدانته، وصارت العيون مظلمة بقشورها الزائفة وشهوتها التي لا تشبع. كما أضحت القلوب مظلمة بقساوتها وعنادها وعدم توبتها، والعقول مظلمة بجهلها وتقوقعها وتعصبها المقيت. لكن يظل هناك بديهية، ومن الحكمة أن يلتفت إليها قلب الانسان، وكل كيانه ألا وهي أن الطريق الواسعة يسهل عبورها لأنها مزينة بأنوار الدنيا ومباهجها ومغرياتها، بينما الطريق الضيقة عسيرة وصعبة بسبب العقبات والحواجز التي تسقط الانسان وتدميه لكنها لا تستطيع أن تنال منه، بل تتمثل روعتها بأنك إن وقفت بهدوء ونظرت إلى نهاية الطريق سوف تلمح نوراً مشعاً ينعكس على خطواتك اليومية، ومراحل حياتك العمرية، وينعكس على قراراتك وتصرفاتك لكيما تستمر في مسيرتك وتصل إلى نهاية الطريق المُكللة بالنجاح. وهناك سيكون اللقاء مع النور وجهاً لوجه. سوف يغطي كل الزمان والمكان بجلال عظيم، ومجد رهيب، ولا ريب فالنور قد جاء إلى العالم، والدليل اليوم على ذلك أن الظلمة لم تدركه، بل انتصر عليها وقهر جنودها الأشرار، وأخرهم الموت. إنها رسالتك مهما حاولت تجاهلها أو التخلي عنها. إنها حياتك حتى لو حاولت أن تحياها بعكس المطلوب منك، لكن عندما تتذكر أنك نور العالم. ثق أنك ستفيض بالنور العظيم، وستنير لكل العابرين في الطريق. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ماذا ستكون نهاية هذا الطريق؟ |
نهاية الطريق هو .. هو الله. |
لاتحمل هم نهاية الطريق |
لاتحمل هَم نهاية الطريق |
في نهاية الطريق ماذا يوجد؟ |