الجهاد القانوني
القديس باسيليوس
++++++++++++++
كلنا نبتغى الوصول إلى المملكة السمائية، ولكننا نهمل الأشياء التي تضمن لنا الدخول إلى هناك. وبالرغم من أننا لا نعمل أي مجهود لتنفيذ وصايا إلهنا، مازلنا نتصور بجهلنا أننا سنكسب تلك الأمجاد، كالذين حاربوا ضد الخطية باستمرار حتى الموت.
كيف يملئون أيديهم بحزم القمح الذين في وقت الحصاد جلسوا في البيت لا يفعلون شيئا؟ كيف جمع العنب من الكرمة الذي لم يزرع ولم يبذل أي جهد؟ الذين يعملون يجنون الثمار والذين ينتصرون يتوجون في النهاية.
كيف ينال أحدٌ إكليلاً دون أن يستعد ليقابل خصمه أولاً؟ أيكفى أن نكون متنصرين ( أي مسيحيين )، لكن لابد أن نكون مجاهدين في ضوء الوصايا، ولكن نتمسك بكل الأوامر، لأنه له المجد لم يقل طوبى للعبد الذي يجده سيده يعمل هواه بل " يعمل ما أُمر به ". لأنك لو عملت بحسب عقلك فقط ولكنك لم تسلك بالطريقة القانونية فيعتبر ذلك خطية عليك.
إذا شعر أحدكم أنه مقصر في شيء في وصايا إلهنا له المجد فلابد أن يجلس مع نفسه ويحاسبها، والرب له المجد وعدنا بأن يعطينا روحه القدوس ليعلمنا كل شيء.
قال الرب له المجد: " الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الأخير " ( يو 12: 48 )، يقول ربنا له المجد أيضاً: " وأما ذلك العبد الذي يعلم إرادة سيده ولا يستعد، ولا يفعل بحسب إرادته فيضرب كثيراً، ولكن الذي لا يعلم ويفعل ما يستحق ضربات يضرب قليلاً " ( لوقا 12: 47 ).
ليتنا نصلى حتى أستطيع أن أعلمكم الكلمة بدون لوم وحتى تكون مثمرة داخلكم، وأننا نعلم أن كلمات الكتاب المقدس ستسبقنا إلى مكان العدل الإلهي للمسيح له المجد.
ليتنا نلتفت باهتمام لكل الكلمات التي قيلت لأجلنا ونسعى لتنفيذ وصايا الله، لأننا لا نعلم في أي يوم أو في أي ساعة يأتي الرب.