القديس مار بولس (رسول الأمم).
وُلد شاول حوالي السنة الخامسة للميلاد في طرسوس في كيليكيا الواقعة في آسية الصغرى (تركيا اليوم) من أب تاجر عبراني، فريسي. توفيت والدته وهو صغير، وقد تعلم اللغات العبرية واليونانية والرومانية وأتقن صنع الخيام. تتلمذ على يد غمالائيل المعلم اليهودي الفريسي المشهور، واضطهد المسيحيين بدون رحمة لأنه كان متديناً للغاية، وقد حرس ثياب الشماس استفانوس عند رجمه حتى ظهر له الرب على أبواب دمشق عندما كان يتبع المسيحيين ليلقي القبض عليهم سنة 34 م. ففقد نظره، وتغيرت حياته، واقتيد إلى دمشق، ثم آمن واعتمد على يد الكاهن حنانيا، وسُمي بولس، فرجع إليه بصره، وعاد من دمشق إلى أورشليم ثم تابع رحلاته التبشيرية التي وصل عددها إلى 54 رحلة، وحضر مجمع أورشليم سنة 51 م الذي وافقت فيه الكنيسة على مقترحات بولس وبرنابا بأن لا يلزم بالختان الأمميون المؤمنون بالمسيح، وترك 14 رسالة بليغة تعد من أسفار العهد الجديد الـ 27. وخلال حياته تعرض لعدة محاولات قتل وضرب بالسياط، وقُدم للمحاكمة باعتباره خائناً وثائراً على الدولة. سُجن مع الرسول بطرس سنة 66 م، وأُعدم صيف 67 م بقطع رأسه بحد السيف عن عمر 68 عاماً. وقد لُقب برسول الأمم لكرازته ببشرى الخلاص في شتى أنحاء المسكونة، إلى جانب سعيه الدائم لاقناع اليهود بأن الأمميين مقبولون لدى الله، حتى صار التاريخ يُشير لبولس بالبنان لدوره الأساسي بعد الرب يسوع، وبواسطة عمل الروح القدس في تشكيل تاريخ المسيحية، وهو القائل: الحياة عندي هي المسيح، والموت ربح لي(فيلبي1: 21).