قداسة البابا يوحنا بولس الثاني
هو بابا الكنيسة الكاثوليكية الرابع والستون بعد المائتين. ولد في بولندا يوم 18 أيار 1920 باسم كارول جوزيف فوتيلا. رُسم كاهناً عام 1946 وأصبح أسقفاً عام 1958 ثم كاردينالاً عام 1967 كما كان البابا البولندي الأول في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية 1978.
لعب البابا دوراً بارزاً في إسقاط النظام الشيوعي في بولندا، وفي عدد من دول أوروبا الشرقية. تعرض لانتقادات لتمسكه بتعاليم الكنيسة ضد وسائل منع الحمل الاصطناعي والإجهاض والموت الرحيم وسيامة النساء ككهنة، وكذلك انتقد بسبب دوره الأساسي في المجمع الفاتيكاني الثاني والإصلاحات التي أدخلت على بنية القداس الإلهي، ولكسره عدداً وافراً من التقاليد البابوية.
زار خلال توليه البابوية 129 بلداً. وكان يجيد 9 لغات، وفي شبابه كان رياضياً بارزاً، وفي عام 1941 أصبح ضابطاً في الجيش البولندي، وفي العام نفسه توفي والده وبذلك أصبح كارول الوحيد الباقي على قيد الحياة من جميع أفراد عائلته، الأمر الذي دفعه للتفكير بدارسة اللاهوت، فبدأ بتلقي الدورس في مدرسة سريّة يديرها مطران كراوف لكون النازية قد أغلقت المدارسة اللاهوتية..
الخلوة الانتخابية
في آب 1978 توفي البابا بولس السادس، وشارك الكاردينال فويتيلا (يوحنا بولس الثاني بعدئذ) في انتخابات مجمع الكرادلة التي أدت إلى انتخاب يوحنا بولس الأول حبراً أعظم ، غير أنّه توفي بعد 33 يوماً فقط، ما استدعي إلى خلوة انتخابية جديدة. فتم انتخاب الكاردينال فيوتيلا، وقد اختار اسم يوحنا بولس الثاني تكريماً لسلفه، وقد اختصر من تقاليد التتويج البابوية وقام باحتفالات أكثر بساطة.
علاقته بالشباب
أبدى يوحنا بولس الثاني اهتماماً خاصاً بالشباب، وقد لقب " بابا الشباب". وقد أبدى قلقه من تناقص أعداد الشباب المنخرطين في سلك الكهنوت، كما أسس عام 1984 لقاء الشبيبة الكاثوليكية التي تجرى دورياً كل عامان. وقيل أن أكبر تجمع للبشرية على الإطلاق تمثل في يوم الشباب العالمي في مانيلا والذي حضره خمسة ملايين نسمة.
مع الكنائس اللوثرية
في تشرين الثاني 1980 زار البابا جمهورية ألمانيا، وفي مدينة ماينز اجتمع مع قادة الكنائس اللوثرية وغيرها من ممثلي الطوائف البروتستانتية. كما شارك البابا في طقوس داخل الكنيسة اللوثرية في روما في أول زيارة بابوية منذ الانشقاق لكنيسة لوثرية، أي بعد 550 سنة من ولادة مارتن لوثر، وفي تشرين الأول 1999 وهي الذكرى 284 لإعلان الإصلاح اللوثري وقع ممثلون عن الفاتيكان والاتحاد اللوثري العالمي على إعلان مشترك حول لاهوت التبرير، كبادرة للوحدة.
مع الكنائس الأرثوذكسية
في مايو 1999 زار البابا رومانيا، وهي المرة الأولى التي يزور فيها حبر أعظم بلداً ذي غالبية أرثوذكسية منذ الانشقاق الكبير عام 1054، في 2001 أيضاً زار البابا اليونان والتقى بطريرك الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية كرستودولوس الذي أعلن إنهاء تبادل الحرمان المعلن منذ 1054.
في العلاقة مع الكنيسة القبطية التقى قداسة البابا شنودة الثالث في الفاتيكان ثم في مصر عام 2000، وتم حل الخلاف الذي اندلع في أعقاب مجمع خلقيدونية حول صيغة اتحاد طبيعة المسيح .
مع الإسلام
في عام 1981 أصدر البابا «التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية» وناقش فيه قضية خلاص غير المسيحيين، واعتبر البابا أن خطة الله للخلاص تشمل المسلمين أيضاً الذين يعبدون معنا الله الواحد.
في 6 أيار 2001 أصبح يوحنا بولس الثاني أول بابا كاثوليكي يقوم بالدخول والصلاة في مسجد، فخلال زيارته سوريا قام البابا بزيارة المسجد الأموي، وقام بالصلاة أمام ضريح يوحنا المعمدان.
محاولات اغتياله
سنة 1981 اطلق التركي محمد أغا النار على البابا، فاستقر الرصاص في الأمعاء الغليظة والدقيقة. تم القبض على أغا، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وزاره البابا في السجن وعفا عنه.
سنة 1982 قام كاهن إسباني يدعى خوان فيرناندز بطعن البابا بحربة، وقال أنه أقدم على عملية الاغتيال نظراً لمعارضته إصلاحات المجمع الفاتيكاني الثاني . الاعتذارات التي قدمها
أبرز الاعتذارات التي قدمها عن الأخطاء التي اقترفتها الكنيسة الكاثوليكية خلال تاريخها، فهي:
• اعتذاراً عن تورط الكاثوليك في تجارة الرقيق في أفريقيا.
• عن الاضطهادات والحروب الدينية التي تلت قيام البروتستانتية في القرن السادس عشر.
• عن انتهاك حقوق المرأة خلال القرون الوسطى على يد محاكم التفتيش .
• عن تقاعس الكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا عن مساعدة اليهود خلال الهولوكست .
• عن المآسي التي رافقت الحروب الصليبية.
انتقاله
مع التقدم بالعمر بدأ البابا يعاني صعوبة في النطق والسمع، واصيب بمرض الباركنسون.
يوم السبت 2 نيسان 2005 قال البابا لمساعديه كلماته الأخيرة: "اسمحوا لي أن أغادر إلى بيت الآب"، ثم دخل في غيبوبة دامت أربع ساعات، وقد توفي البابا بسبب قصور في نبضات القلب وانخفاض شديد في ضغط الدم .
