السحر والحب عند قدماء المصريين
كان لعواطف القلب وارتباطاها بعالم السحر اهمية خاصة عند قدماء المصريين لاعتقادهم بان الحب قوة خفية متقلبة لا يمكن السيطرة عليها ويظهر ان السحرة قد تفاخروا فى هذا المضمار الذى اختفت فيه المجهودات الانسانية البحتة.
لقد كشفت حفريات الدولتين القديمة والوسطى بصفة خاصة عن كثير من برديات السحر المرتبطة بالحب التى تحتوى العديد من الوصفات السحرية وتقوسها وتعاليمها ووسائلها وق...د ارتبط معظمها بكتب الموتى.
ومن اشهر المراجع "كتاب الطريقين الى العالم الاوزيري" الذى وجدت صفحات منه مدونة فى مقابر الدولة الوسطى ويرجع بعضها الى عهد امنحعت الاول فى الاسرة 12 عام 1990 ق.م التى يرجع الفضل فى كشفها الى المؤرخ الكبير الدكتور سليم حسن ودونها فى موسوعته عن "مصر القديمة وتاريخ الفراعنة.
تحتوى برديات كتاب "الطريقين" الكثير من الوصفات والصيغ السحرية التى وضعت فى خدمة اله الحب والمحبين التى نسبة الى اله المعرفة و السحر "تحوتى" واله الحب والجمال حتحور وقد ذكر ان مجرد تلاوة صيغة معينة من صيغه العديدة وممارسة ما يرتبط بها من تقوس وتعاويذ كان كافيا لان تقع المرأة فى هوى من يتلو الصيغة ومن الطرق المشهورة التى كان الساحر يمارسها جرعة الساحر او جرعة الحب كان اشهرها ان تأخذ بعض قطرات من الدم من بنصر العاشق او العاشقة ويذاب فى أيناء السحر بعد ان تقرأ عليه تعاويذ خاصة ويعطى لمن يراد التأثير عليه فيعمل السحر على استمالة قلبه وخضوعه لمحبوبه او عودته اليه بعد فراق كما كان يستعمل دم البنصر او الكف فى الكتابة على ورق البردى الذى يذاب فى الماء الذى يشربه الطرف الاخر كما كان يستعمل دم البنصر فى كتابة الاحجبة التى تدفن تحت عتبة باب المحبوب اوفى مكان نومه لتقوم بنفس الغرض .
بين التعاويذ التى وجدت مكتوبة فى احجبة الحب والوصال ما وجد مكتوبا لفتى لجلب محبة حبيبته واستمالتها "يا حور اجعل "فلانة" تتبعنى كما يتبع الثور علفه ، ويتبع القطيع راعيه، وسرب البط قائده.