قلمى بيد إلهى
لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى وأنتم بكل حكمة معلمون ومنذرون بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح وأغانى روحية .. بنعمة متلرنمين فى قلوبكم للرب وكل ما عملتم بقول أو فعل فإعملوا الكل بإسم الرب يسوع شاكرين الله ولأب به .. (كولوسى16:3)
قلمى بيد إلهى ..
إن قلمى لا يكتب وحده يجب أن أقبض عليه بأناملى وأحركه بأصابعى حتى يكتب شيئا..
تماما كما أستخدم اللسان لأفوه بكلمة الرب للذين يسمعونى .
وأنت أيها الإبن العزيز .. تأكد أنك آلة فى يد الله وبواسطتك يستطيع الله أن يكتب بك قصيدة حية .. عن نعمته المتسامية .. فى القلوب البشرية ..
وسر نجاح أولئك الأبطال الذين خلدوا ذكراهم فى تاريخ الكنيسة وأصبحوا من أبطال الإيمان .. هو أنهم إعتبروا أنفسهم آلآت فى يد القدير .. يستخدمها وفق إرادته وحسب مشيئته ..وغمسوا ريشاتهم أولا فى مداد طاهر نقى .. سال من عود الصليب .. وكان دم المسيح .. المطهر لحياتهم وقلوبهم وبالتالى طهرت به أقلامهم ..
فى ألواح حجرية بل فى ألواح لحمية )
نعم يجب أن يملأ القلم من وقت لآخر أو يجب أن يغمس سنه فى الحبر لكى يكون صالحا للإستعمال والكتابة .. وهكذا أنت وأنا إن إمتلائنا بالروح القدس يمكن عمل الرب أن يستخدمنا دواما وبكل بركاته الممنوحة لنا يتكاثر عطائنا ..
و لكن قلمى يجب أن لا يفسد الورق الذى يكتب عليه !!كما أنه يجب ألا يترك خربشته عليه أو تجريحه أو كشطا من شأنه أن يفسد صفحته أو يؤدى إلى تمزيقه ..
إن القلم الذى يفعل ذلك لا يشرف إسم الشركة المنتجة له .. بل يكون سبة عار لها يؤدى إلى إفلاسها ..
كم أسأنا إلى الله ونحن نظن أننا نخدمه !! لأن الأنا كانت هى الفاعلة فينا .. ولم نحاول أن نختفى خلف الصليب ونحن نعلن المصلوب.. فكانت خدمتنا ملامة وغير فاعلة ..بل جرحت وأهانت ولو تصل إلى غاية سوى تمجيد الذات والأنا ..
إن مثل هذا العمل لا يمحى بسهولة
ونحن نكتب يجب أن نكون حريصين على صفحات قلوب الآخرين ونكتب بأقلام وقلوب نظيفة من كل حقد أو غرض لا يرضى إلهنا .. نكتب على صفحات بيضاء بنقاء المسيح وبأقلام مباركة مغموسة بدمه الطاهر والمطهر من كل إثم !!..
وإن كان لازما شيئ من التأنيب فليكن بلياقة وترتيب وغير جارح أو منفر .. إن كثيرين هربوا من كتاباتنا ومواعظنا بسبب هذه القساوة فى ما نقدمه لهم .. ولم نسلك مسلك سيدنا المسيح الذى كانت الوداعة منهجه واللطف طبيعته ..
هل أحتاج أن أذكرك بما كان يكتبه يسوع وهو منحنى على الأرض !! ترى هل كان يعدد أخطاء وسقطات تلك المرأة الممسكة فى علة جزاؤها الرجم !!
هل كان يعدد عدد الفضائح التى كانت بطلتها تلك المرأة ؟؟
أقول لا .. كان يكتب ما وجده من خطايا المشتكين عليها ..
ولما إنتهى من مقاله .. لم يقدر أحد أن يكون فى المشهد .. هذا هو هدوء رب المجد .. حتى وهو يواجه أعتى المواقف التى تتطلب قرارا سريعا عاجلا ..
هذا هو معلمنا الوديع العطوف .. غافر قبل أن يدين .. عافيا قبل أن يكون منفذا .. بيده وحده المغفرة .. ولذا وجبت على التذكرة لمن يكتبون بغير أسلوب المسيح .. !!
إنى أذكرك هنا أن التلف الذى تحدثه ريشتك فى صفحة قلب محتاج إلى تعضيد ومواساة وأمل .. يكون محتاجا إلى سنين من أعمارنا لإصلاح ما أتلفنا من المشاعر وجرحنا من الأحاسيس ..
ولكن دعنى أقول لك إن كثيرا من القلوب تشبه بعض أنواع من الورق .. التى يجب أن يكتب عليها الكاتب .. بكل عناية وحرص .. فبعض الأوراق ناعمة الملمس والبعض خشنة .. بل وتوجد بعض الأوراق كالزجاج .. إن الأقلام قلما تكتب عليها كتابة واضحة يمكن قرائتها والكاتب الحكيم هو الذى يستخدم قلما مناسبا لتلك الصفحات ..
إبنائى الأحباء
إن ما نكتبه اليوم .. باق بقاء الأيام .. وله غرس فى القلوب ينمو بمرور تلك الأيام .. ولا بد أن يزهر ويثمر فى حياة أصحاب القلوب التى زرعت بها تلك البذور ..
هل أقول لأبنائى بالمنتدى .. إفحصوا بتدقيق ما تشرعون فى تقديمه لإخوتكم .. هل تراجعون مع يسوع كل كلمة وكل حرف يرشدكم إليه الرب ليكون مجازا للعبور إلى إخوتكم وأبنائكم ..
ترى ماهو نوع قلمك .. قلم غاضب معنف دائما .. أم قلم متهاون متخاذل .. ؟؟
أم أنه قلم حسب قلب المسيح ؟؟
إن كان من النوع الأخير أقول لك مبارك عطاؤك .. ومباركة مشاركاتك .. ومباركة الكلمة على فمك ومن قلمك ومن قلبك لنفسك أولا .. ولأخيك ولأختك هنا من ينتظرا محبة يسوع المعلنة فيك ومنك !!!
ولا تنسى أن هناك مارين كثيرين بطريق المنتدى .. قد يعرجون على بستانه .. أرجو أن يجدوا به رياحين عطرة يشتمونها .. وورودا رائعة ينعمون برؤيتها .. .. بالتأكيد ستنعمون بظل أشجاركم وغروسها المتلاحقة لكم ولغيركم .. لتعلن عن وجود بستان النعمة المسيج حوله ببركات حبيبه المسيح وحبيب المسيح ,,
وإن النسمة الإلهية التى نفخها الرب الإله فى الإنسان جعلت له الصلاحية أن يتفهم إرشاد الروح القدس له وهو يحاول أن يوصل كلمة الرب لغير الفاهمين .دون تجريح منفر أو تعنيف يبعد .. بل يستطيع أن يتعامل مع أقسى القلوب . بغمس ريشة كتاباته فى مداد المحبة التى لا تظن السوء ولا تقبح ولا تتفاخر ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق .هو مداد حب لا يسقط أبدا دون أن يروى ما سقط عليه .. ألا وهى قلوب عطشى إلى محبة تروى ونبع لا تنضب مياه محبته .. وهل يكون هذا إلا دم المسيح الذى يطهرنا من كل خطية .. ؟؟
وأنهى مقالى وأنا أستودع تلك الكلمات إلهى ليرسلها لكم بالمنتدى الجميل .وتكون نبتة نافعة فى بستان عامر بالخضرة النضرة .. ومزهر بأجمل الأزهار .. ونابع بأغلى الينابيع.. ينبوع المحبة ..
ودمتم فى سلام المسيح .. دوما محروسين بإيمان قوى فى المسيح يسوع ومشمولين ببركات صلوات ترفع عنكم أمام عرش المسيح من شفاعة جميع القديسين والطوباوى الحبيب للرب البابا كيرلس .. ولتكن بركته لكم ولمحبكم ..
فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح .. حتى إذا جئت ورأيتكم أو كنت غائبا أسمع أموركم أنكم تثبتون فى روح واحد مجاهدين معا بنفس واحدة .. لإيمان الإنجيل ..
( فيلبى 27:1)
ارجوا ان ينال اعجابكم
