|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" يعوزك شئ واحد . أذهب بع كل مالك واعط الفقراء فيكون لك كنز فى السماء " ( مر 10 : 21 ) قال البشير يفضل اليوم إن واحداً ركض وجثا لسيدنا له المجد وسأله قائلا : " أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحيوة الأبدية . فقال له لماذا تدعونى صالحاً . ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله " . إن هذا الشاب الغنى الرئيس كما يدعوه مار متى ومار لوقا ( مت 19 : 20 ولو 18 : 18 ) . وكان مؤمناً بأن يسوع المسيح معلم وصالح . وليس بأنه إله . ولذا قال له سيدنا له المجد : " لماذا تدعونى صالحاً " فكأنه يقول له : " إذا كنت لا تؤمن بألوهيتى فلماذا تدعونى صالحاً " . لأن صلاح البشر او الملائكة إنما هو بواسطة النعمة فقط . وليس أحد صالحاً بالطبع إلا واحد وهو الله . ثم قال له : " انت تعرف الوصايا : لا تقتل . لا تزن . لا تشهد بالزور . لا تسلب . اكرم اباك وأمك " فقال له الشاب يا معلم هذه كلها حفظتها منذ حداثتى . فنظر إليه يسوع وأحبه " ( مر 10 : 21 ) . يظهر من هذا أيها الأحباء أن الشاب لم يأت إلى السيد له المجد ليجربه كالناموس ( مت 22 : 35 ) ولكنه كان قد سمع بأعماله العظيمة وتعاليمه المحيية واحساناته العميمة . فأتى ليتعلم كيف وبماذا يرث الحيوة الأبدية . لأنه لو كان مجيئه وأقواله على سبيل الرؤية فقط . لما كان السيد قد أحيه وهو علام الغيوب وفاحص الكلى والقلوب . فهذا الشاب كان حافظاً للوصايا . ولكنه كان غنياً ومفضلاً غناه على كل شئ أخر . لذا قال له سيدنا : " يعوزك شئ واحد . اذهب بع كل مالك وأعط الفقراء ليكون لك كنز فى السماء وتعال اتبعنى حاملاً الصليب " ( مر 10 : 21 ) . ويظهر من قول البشير : " فنظر اليه يسوع وأحبه " أن هذا الشاب كان راغباً فى الكمال الذى يقول عنه البشير متى ( مت 19 : 21 ) . ولكن هموم الحيوة وغرور الغنى ولذات العالم حالت دون ذلك ( لو 8 : 14 ) . فاغتم لدى سماعه قول السيد له : " بع كل مالك " ومضى حزيناً كما يقول البشير " لأنه كان ذا أموال كثيرة " ( مر 10 : 22 ) . وإذ رأى سيدنا له المجد كآبة هذا الرئيس الغنى . وعدم سماعه مشورته حباً فى ثروته . قال : " ما أعسر دخول ذوى الاموال إلى ملكوت الله " . ثم عاد فقال باكثر إيضاح : " ما أعسر دخول المتكلين على الأموال إلى ملكوت الله . مرور جمل من يقب إبرة أيسر من أن يدخل غنى إلى ملكوت الله " ( مر 10 : 23 – 25 ). فماذا يجب إذن أن يقال ؟ أنقول إن الغنى مضر بالإنسان لانه يحول بينه وبين الخلاص بسبب الأبهة ومجاملة الناس له والمديح والتملق وغير ذلك ما يحرك فى قلب الانسان شعائر الخيلاء والكبر . ثم التأنق فى المأكل والمشرب . وراحة الجسد التى تزكى فى الإنسان معظم الشهوات فيجمح كالبهيم فى بيداء المنكرات . أو نقول إن الفقر لخير للانسان . لانه يصير وديعاً هادئاً مطيعاً . لما له من الحقارة بدل الأبهة . وخمول الذكر بدل المديح . والازدراء عوض المجاملة . فلا هو مقيد بمحبة الفضة والذهب . ولا موثق باستغلال الحقول . ولا بفخامة القصور ولا غير ذلك . مما يحول دون ارتقائه إلى قمة الكمال البشرى . كلا لا يجب أن يقال هذا ولا ذاك . لأنه لا الفقر فى حد ذاته يوصل إلى الفضيلة ولا الغنى فى حد ذاته يؤدى إلى الرذيلة . وإنما هى إرادة الانسان وميله . فإن قلت وكيف ذلك ؟ أجبتك أنه كما أنه يمكنك بلسانك إن أردت تمجد الله وتحسن إلى البشر . وبه أيضاً إن أردت تكفر بالله وتلعن البشر . هكذا بالغنى يمكنك إن أردت تشبع الجائع وتكسو العريان وتعضد الأرملة واليتيم وغير ذلك . وبه أيضاً تقترف أعظم الخطايا وترتكب أفظع المنكرات التى تسهل طريق المهالك . وعليه فكم يلزم الغنى من الأتعاب والجهاد فى سبيل الحصول على المراد دون أن يسقط فى أشراك الطمع ومحبة المال . أو الظلم والجور وكم يلزمه من الشجاعة والشهامة حتى لا يغلب من غرور الغنى وهمومه . وملذاته وأباطيله . حقاً إن خلاص الغنى عظيم وعسير . ومرور الجمل من ثقب ابرة أيسر من دخول غنى إلى ملكوت الله . ولكن هذا العسير والغير ممكن يصير سهلاً وممكناً بمؤازرة العون الالهى . لأن عند الله كل شئ مستطاع ( مت 19 : 36 ) . أى أنه متى وجد الله جل وعز فى الانسان الغنى أميالاً صالحة ونوايا حسنة فأنه يهبه نعمته فيتغلب بها على تجارب الغنى فيصير أمامه غير المستطاع مستطاعاً وممكناً . وهاكم بعض الأمثلة على أن الله يهب النعمة لمن تكون نواياهم صالحة دون سواهم أثباتاً لذلك . قال الكتاب المقدس عن غنيين من الأشرار . الأول : " انسان غنى أخصبت كورته وقال أفعل هذا . أهدم مخازنى وأبنى أعظم ( منها ) وأجمع هناك جميع غلاتى وخيراتى . وأقول لنفسى يا نفس لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة . استريحى وكلى واشربى وافرحى . فقال له الله يا غبى هذه الليلة تطلب نفسك منك . فهذه التى أعددتها لمن تكون " ( لو 12 : 16 – 20 ) . الثانى : " كان انسان غنى وكان يلبس الأرجوان والبز وهو يتنعم كل يوم مترفهاً . وكان مسكين اسمه لعازر مطروحاً عند بابه مضروباً بالقروح . ويشتهى أن يشبع من الفتات الساقط من مائدة الغنى . بل كانت الكلاب تأتى وتلحس قروحه . فمات المسكين وحملته الملائكة إلى حضن ابراهيم . ومات الغنى أيضاً ودفن . فرفع عينيه إلى الهاوية وهو فى العذاب ورأى ابراهيم من بعيد ولعازر فى حضنه . فنادى وقال يا أبى ابراهيم ارحمنى وارسل لعازر ليبل طرف أصبعه بماء ويبرد لسانى لأنى معذب فى هذا اللهيب فقال له ابراهيم يا ابنى أنك استوفيت خيراتك فى حياتك .. " ( لو 16 : 19 – 26 ) . وهاكم مثال الأغنياء الابرار . قال الكتاب : " وكان ابرام ( ابراهيم ) غنياً جداً فى المواشى والفضة والذهب " ( تك 13 : 2 ) . وكان من أهل العدل والنزاهة " ( تك 14 : 23 ) . فاضلاً كريماً حتى أنه اضاف الملائكة ( تك 18 ) . وكان مطيعاً لله جداً حتى أنه لم يتأخر عن تقديم ابنه للذبح ( تك 22 : 1 – 19 ) . وبالأجمال كان باراً فاضلاً . ونال أعظم مقام فى السماء حتى أن مكان الراحة والنعيم دعى حضن ابراهيم ( لو 16 : 23 ) . وقال أيضاً عن أيوب البار . إنه كان غنياً جداً وأعظم كل بنى المشرق ( أى 1 : 3 ) . وكان فاضلاً مستقيماً طاهراً . وعادلاً تقياً ومبتعداًُ عن كل شر ( أى 1 : 8 ) . وكان شهماً ثابت العزيمة والصبر . مطيعاً لله لدرجة جعلته مستحقاً لأن يقول عنه سيد البرايا : " ليس مثله فى الأرض " ( أى 1 : 8 ) . فلماذا صار فى أيوب غير الممكن ممكناً ؟ الجواب هو لأن الله تعالى رأى نوايا قلبه أنها صالحة . فأعطاه من نعمته ما قد عضده وشجعه . ونصره فى هاتيك الحروب الهائلة والتجارب الشديدة المزعجة التى أثارها الشيطان ضده . فالحصول على الخلاص إذن لا يتوقف على الغنى ولا يتيسر بالفقر . لأن الله عز وجل خلق منذ البدء كل شئ حسنا ( تك 1 : 31 ) وإنما الأمر يتوقف على إدارة الانسان وأميال قلبه . قد سمعتم أيها الاغنياء بفصل هذا اليوم كيف أن السيد فى مثل مرور الجمل من ثقب الابرة . قد صعب عليكم أمر خلاصكم إلى اعظم درجة بحيث يكاد أن يكون مستحيلاً . فجففوا إذن من اهتمامكم بما لا يدوم . ولا تدعوا زخرف الدنيا يغريكم . ولا بهجة الدينار تطغيكم . ولا يفوتكم أن يوم الرب يأتى كلص ( 1 تس 5 : 2 ) وغضبه ينزل بغتة . فكونوا مستعدين لئلا يصيبكم ما أصاب ذلك الغنى الجاهل الذى بيما كان يقول : أهدم وأبنى وأخزن . وأقول لنفسى لك خيرات كثيرة لسنين كثيرة .. وافاه النذير من قبله تعالى قائلاً له : " يا غبى هذه الليلة تطلب نفسك منك . فهذه التى اعددتها لمن تكون " ( لو 12 : 20 ) . فسبيلنا ايها الاحباء أن نتخذ ما جرى لهذا الغنى خير عبرة لنا . فنقدس نفوسنا وأجسادنا ولا ندع حب المال يتسلط علينا . فيشل قلوبنا عن فرائض الدين . بل نقوم بمساعدة البائسين واغاثة الملهوفين . عالمين أنه إنما أنعم علينا به المنعم لقضاء الحاجات . وعمل المبررات . فنقتنى الفضائل وصالح الاعمال . بتعطف وتحنن ربنا وإلهنا يسوع المسيح . الذى له المجد إلى الابد آمين . |
12 - 11 - 2013, 06:25 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
سوبر ستار | الفرح المسيحى
|
رد: " يعوزك شئ واحد . أذهب بع كل مالك واعط الفقراء فيكون لك كنز فى السماء "
موضوع حلو قوي
|
|||
12 - 11 - 2013, 06:31 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: " يعوزك شئ واحد . أذهب بع كل مالك واعط الفقراء فيكون لك كنز فى السماء "
شكراً أختى العزيزة على مرورك الجميل
|
||||
12 - 11 - 2013, 02:46 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: " يعوزك شئ واحد . أذهب بع كل مالك واعط الفقراء فيكون لك كنز فى السماء "
مشاركة رائعة جدا
ربنا يباركك |
||||
12 - 11 - 2013, 07:41 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: " يعوزك شئ واحد . أذهب بع كل مالك واعط الفقراء فيكون لك كنز فى السماء "
شكراً أختى العزيزة على مرورك الجميل
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|