المجمع المسكوني الثاني القسطنطينية 380م
ثاني المجامع المسكونية، عقد في شهر أيار عام 381م
الداعي إلى المجمع :
إمبراطور الشرق ثيودوسيوس الأول
الدافع :
نتيجة طبيعية لمجمع نيقية, وذلك لأن الآريوسيين الذين قالوا ب "أن الابن جاء من العدم" كان من البديهي أن يعتقدوا بمخلوقيّة الروح القدس أيضا. كذلك كان ظهور بعض البدع الغريبة التي يجب البت فيها . وهي :
بدعة ابوليناريوس:
كان أبوليناريوس أسقفاً بالشام و كان من اشد المدافعين عن الإيمان ضد الاريوسيين حتى سقط في بدعة خطيرة وهى إن الابن عند تجسده حل لاهوته مقام الروح الجسدية و تحمل الآلام و الصلب مع الجسد .فرّق بين ناسوت المسيح وناسوت الناس فقال أن ابن الله عندما تجسّد لم يأخذ سوى جسد ونفس غير عاقلة, اما النفس العاقلة (العقل البشري) فقد قام مقامَها الكلمة الإلهي نفسُه. كما كان يعتقد أيضا بوجود تفاوت في الاقانيم الثلاثة منادياً بأن الروح عظيم والابن اعظم أما الآب فهو الأعظم .و في عام 362 م عقد القديس أثناسيوس الرسولى مجمعاً بالإسكندرية أظهر فيه فساد هذا التعليم .
بدعة اوسابيوس :
جدد أوسابيوس تعاليم سابليوس فكان يعتقد بوجود اقنوم واحد ظهر بأوجه مختلفة ؛ ففي العهد القديم كآب وصار إنساناً في العهد الجديد بصفة الابن وحل على الرسل في علية صهيون بصفة الروح القدس .
بدعة مقدونيوس:
أحد أتباع أريوس و بواسطة نفوذ الأريوسيين و تأثيرهم لدى الملك أُقيم أسقفاً على القسطنطينية عام 343 م . و لكن الملك عاد فعزله عام 360 م لانه قام بنقل جثمان والده الإمبراطور قسطنطين الكبير من مدفن الى آخر بدون علمه. و كان مقدونيوس يعلم التعاليم الأريوسية عندما كان أسقفا و لكن بعد عزله بدأ يعلم ببدعة جديدة و هى أن الروح القدس ليس أقنوماً متميزاً عن الآب و الابن بل هو عمل إلهي أي مخلوق يشبه الملائكة لكن ذو رتبة أسمى (نفس إيمان شهود يهوه).وفى المجمع المكاني الذي عقد عام 362 م بين القديس أثناسيوس فساد رأى مقدونيوس ثم حكم بحرمه.
الحضور :
برئاسة القديس ملاتيوس أسقف أنطاكية الذي رقد أثناء التئامه وتابع الرئاسة أسقف القسطنطينية نكتاريوس و حضره 150 أسقفاً .من مراجعة أسماء الأساقفة الموقعين على قرارات هذا المجمع يتبين لنا أن هذا المجمع مجمع شرقي لم يشارك فيه أساقفة الغرب ، لكن بالمقابل التزمت الكنيسة الغربية بجميع قرارات المجمع . أهم شخصيات المجمع البابا تيموثاوس السكندري و الأسقف ملاتيوس الأنطاكي ( رئيساً ) و القديس غريغوريوس الثاولوغوس (الناطق بالإلهيات) و القديس غريغوريوس أسقف نيصص و كيرلس أسقف أورشليم , و نكتاريوس و غريغوريوس أسقف القسطنطينية .يعود الفضل الأول في شرح عقيدة الروح القدس الى القديس باسيليوس الكبير الذي رقد بالرب قبل انعقاد المجمع المسكوني الثاني بسنتين, وكان قد وضع كتاباً في العام 375 بعنوان " في الروح القدس"، استند فيه على الكثير من حجج القديس أثناسيوس الكبير في رسائله الى سيرابيون أسقف ثُموُيس (355-361).
ما هي البدع المطروحة ؟
مقدونيوس كان يعتقد ان الروح القدس مخلوق واعتمد على الآية " كل شئٍ به كان وبغيره لم يكن شئٍ مما كان " ( يو 1 : 3) . ولذلك وضع المجمع باقي قانون الإيمان حيث لاهوت الروح القدس مثبت من الكتاب المقدس نسجد له سجود العبادة لكونه روح الله, و نمجده مع الآب و الابن بنفس المساواة ،كما قال القديس يوحنا الرسول: " الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد " (1 يو 5 : 7 ) . جدد أوسابيوس تعاليم سابليوس فكان يعتقد بوجود اقنوم واحد ظهر في العهد القديم كآب وصار إنساناً في العهد الجديد بصفة الابن وحل على الرسل في علية صهيون بصفة الروح القدس .
النتائج :
وضع الآباء المجتمعون باقي نص قانون الإيمان المتعلق بالروح القدس :نعم نؤمن بالروح القدس الرب المحيى، المنبثق من الآب ، نسجد له ونمجده مع الآب والابن ، الناطق بالأنبياء .... والحياة في الدهر الآتي .مكملين بذلك ما بات يُعرف باسم " قانون الإيمان النيقاوي – القسطنطيني " الذي نتلوه حتى اليوم .كما أضافوا بعض التعديلات الطفيفة على دستور الإيمان مثل عبارة:"لا فناء لملكه" وذلك دحضاً لبدعة أبوليناريوس أسقف اللاذقيّة الذي قال إن مُلْك المسيح يدوم ألف سنة . غير ان الغربيين- الذين وافقوا في السنة 382 في مجمع التأم في رومية برئاسة البابا داماسيوس الأول على أعمال المجمع المسكوني واعترفوا به مجمعا ً قانونياً نظير مجمع نيقية- لم يسرّهم القانون الثالث الذي يقضي بجعل أسقف القسطنطينية مساوياً لأسقف رومية وله " إكرام التقدّم بعده, لأن القسطنطينية هي رومية الجديدة", كما أن القانون ذاته أقلق كنيسة الإسكندرية أيضا وكان بمثابة تحدّ لها. آثرت رومية, بعد تساؤلات كثيرة ومتنوعة, على تجاهل القانون الثالث واعتبرته مهيناً, ولم يعترف البابا رسمياً بحق القسطنطينية بتولّي المركز الثاني قبل مجمع لاتران (السنة 1215)، وكانت القسطنطينية وقتئذ ٍ في يد الصليبيين وتحت سلطة بطريرك لاتيني .