غزو كنعان والدخول لأرض الموعد (1) أريحا
بعد موت موسى ، بدأ يشوع في قيادة الشعب – حسب أمر الله – عبر نهر الأردن وقاد الشعب إلى كنعان وأشرف على الغزوات المبدئية في الأرض [ يشوع 1 – 12 ] ، مع ملاحظة أن الأحداث كثيرة التفاصيل ، إلا أنه يجب أن نعلم أن من المرجح أنه ليست كل حادثة عسكرية حدثت تحت قيادة يشوع قد دُونت ، بل قد تم اختيار عدد من الأحداث الهامة والعريضة التي تُظهر مقاصد الله وكيفية دخول الأرض !!!
عموماً تحت قيادة يشوع عبر الإسرائيليون نهر الأردن عند أحد الخُلجان الواقعة شرق أريحا . ويدل النص على أن هذا الحدث تم في ربيع السنة ، لأن نهر الأردن كان يفيض على جانبية بعد أمطار الشتاء وكان وقت حصاد الشعير [ يش 3: 15 ] ، وأيضاً قد تم الاحتفال بالفصح بعد ذلك بوقت قصير ( مارس – إبريل ) في [ الجلجال في عربات أريحا ] (يش5: 10) ، وقد نصب بنو إسرائيل الخيام في الجلجال حيث ختنوا الجيل الجديد واحتفلوا بالفصح ، وبعد أن وجد وتذوق الشعب غلة الأرض توقف المن ، وأصبحت الجلجال المقرّ الرئيسي الأول للأسباط ومركزاً دينياً هاماً ، لأنها مذكورة في هذه المناسبة ومناسبات أخرى حوالي 40 مرة في العهد القديم ...
وأول مدينة استولى عليها بنو إسرائيل هي مدينة أريحا (يشوع 6) ، وهي مدينة قديمة جداً يرجع تاريخها إلى الألف سنة السابع قبل الميلاد ، ومعناها [ مدينة القمر ] أو [ مكان الروائح العطرية ] . وهي تقع بحسب ما جاء في سفر التثنية (32: 49) مقابل جبل نبو ، وهي على الضفة الغربية لنهر الأردن ، وتُدعى أيضاً [ مدينة النخل ] (تث34: 3) ، وكانت مُحاطة بسور (يش2: 15) ولها بوابة تُغلق ليلاً (يش2: 5) ...
وعندما تم الاستيلاء على أريحا وُجد فيها كمية كبيرة من أوانٍ من نحاس وحديد ، وكميات ضخمة من الفضة والذهب وملابس شنعارية نفيسة (أنظر يشوع 7: 21) ، ومن سكانها راحاب التي استقبلت جاسوسي يشوع (يش2: 1) . وحينما أخذها إسرائيل هدموها (يش6) وأعاد حيئيل بناءها (1مل16: 34) ، وزارها إيليا وإليشع النبي (2مل2: 4 وما يليه) ...
وكانت مدينة أريحا في القرن الأول الميلادي إلى الجنوب من موقعها في أيام العهد القديم .
وفيها شفى يسوع بارتيماوس [ و جاءوا إلى أريحا و فيما هو خارج من أريحا مع تلاميذه و جمع غفير كان بارتيماوس الأعمى ابن تيماوس جالسا على الطريق يستعطي ] (أنظر مر10: 46 ... الخ ) وتناول الطعام مع زكا [ثم دخل و اجتاز في أريحا و إذا رجل اسمه زكا و هو رئيس للعشارين و كان غنياً ] (لو19: 1 وما يليه) ، وأيضاً ذُكرت في مثل السامري الصالح [ فأجاب يسوع و قال إنسان كان نازلا من أورشليم إلى أريحا فوقع بين لصوص فعروه و جرحوه و مضوا و تركوه بين حي و ميت ] (لو10: 30 وما يليه) ...
_____المراجع_____
1 - أطلس الكتاب المقدس حرره الأستاذ هـ. هـ. رُولي - طبعة 1983
2 - أطلس الكتاب المقدس وتاريخ المسسيحية الطبعة العربية الأولى 2007
3 - أطلس الكتاب المقدس بقلم كارل راسموسن الطبعة الدولية الحديثة NIV ترجمة إدوارد وديع عبد المسيح
4 - دائرة المعارف الكتابية الجزء الأول - حرف ألف