الله سينتصر فيك
أن الله قد غلب العالم. وقال لنا "في العالم سيكون لكم ضيق. ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" (يو 16: 33). لقد غلبه في القديم والحاضر وفي كل حين. وهو قادر أن يغلب العالم فيك، وبك. وهو مستعد أن يغلبه في كل معركة روحية تقوم ضدك. إنه لا يترك عصا الخطاة تستقر علي نصيب الصديقين" (مز 124). إنما يعوزك فقط أن تقول له:
أرنا يا رب رحمتك (مز 84). أمنحنا بهجة خلاصك (مز 50).
جميلة هي عبارة "بهجة خلاصك". أن الرب قد جاء يقدم الخلاص، ويقدم معه أيضًا بهجة خلاصه. لذلك نحن نبشر بسنة مفرحة، بسنة الله المقبولة..
سنة يعمل الله فيها عملًا مفرحًا وقويًا..
نبشر بإله قوي، أقوي من العالم ومن الشيطان ومن الخطية.. إله أنتصر في حروب أولاده في القديم، وينتصر الآن وفي كل زمان.. إله يعطي المعيي قوة (أش 40: 29) ويجدد مثل النسر شبابه.. إله أفرح كل الذين تبعوه، وقادهم في موكب نصرته (2كو 3: 14). هذه هي البشري التي نقدمها في سنة جديدة.
فحاذر أن تنظر إلي العالم الجديد بمنظار قاتم..
حاذر أن تنظر إليه بمنظار اليأس أو الخوف أو القلق.. ولا تظن أن الأبواب مسدودة موصدة. أخشى أن تكون نفسك هي المسدودة. أفتح أذن حواسك الروحية، لتري مراحم الله ومعونة الله ومعونة الله وتفرح وتبتهج. وأطلب من أليشع النبي أن يصلي من أجلك، كما صلي من أجل تلميذه جيحزي، ويقول:
افتح يا رب عيني الغلام، فيري (2مل 6: 17).
وستري جبل الله مملوءًا خيلًا ومركبات، فتطمئن نفسك وتفرح. وستجد الرب قد فتح لك طريقًا في البحر فتفرح. وستسمع داود النبي يرتل في أذنيك قائلًا "نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الشياطين. الفخ انكسر ونحن نجونا" (مز 123). ستسمع هذا من فم داود فتفرح.
إن القوة الإلهية موجودة. ولكن يعوزك أن تراها.
لا تقل في بداية العام "لا توجد معونة" أو "أعطني يا رب معونة"، إنما قل أعطني يا رب أن أري المعونة الموجودة فأمجدك "أرنا يا رب رحمتك" (مز 84). أذن رسالة هذه السنة الجديدة، هي أن نبشر الله المقبلة. نبشر الناس بفرح عظيم، نبشرهم بخلاص الرب.
نبشر الضعيف بقوة تحيط به من فوق..
نبشر اليائس بالأمل والرجاء، . ونبشر الخاطئ بعمل النعمة فيه، وبافتقاد من الروح القدس ليتوب ويرجع غلي الله. نبشر الكل بأن الله يجول يعمل خيرًا، يجول في كل مكان يشبع كل حي من رضاه، ويمسح كل دمعة يراها في عين كل إنسان. هذه هي طريقة الرب، الذي خلقنا للفرح، وأعدنا لنعيم أبدي
لذلك فالأبدية هي مكان للنعيم. والأبدية تعمل فينا.
نقول عن الأبدية في صلواتنا "الموضع الذي هرب منه الحزن والكآبة والتنهد". والأرض أيضًا مكان خلقه الله لفرح "فرح للمستقيمين بقلوبهم" وعبارة "أفرحوا في الرب كل حين "ليست هي مجرد نصيحة، إنما هي أمر من الوحي الإلهي.