|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فـلـسـفـه الـرهـبـنـه الـقـبـطـيـه و حكمتها بقلم القمص مرقس عزيز خليل الرهبنه القبطيه هي أساس الرهبنه في كل أنحاء العالم . و قد توطدت نظمها و طقوسها علي أيدي الرهبان الأوائل القديسون انطونيوس و باخوميوس و مكاريوس و غيرهم ممن آثروا حياه العز له و البتوليه مقتفين أثر السيد المسيح في طهره و تقشفه و تضحيته من أجل البشر و متشبهين بمن سبقوهم من أنبياء كايليا في أعتصامه بالجبل و يوحنا في انطلاقه بين البراري فضلا عما ورد بالكتاب المقدس من آيات تحبب الي النفوس التقرب الي الله و البعد عن متاع الدنيا و هجر الناس بما انطوت عليه نفوسهم من مطامع و شهوات و شرور و الأنقطاع في الصحاري البعيده الي تجريد الروح و التأمل ببصيره نقيه في بدائع الخليقه و قدره الخالق العظيم . فغايه الرهبنه منذ نشأتها الأولي هي التسامي بالروح الي الحد الذي فيه تعاين الله . و وسيلتها في ذلك اذكاء مشاعر القلب و تأجيج نار الفكر بأضناء قوي الجسد و منعه عما يصبو اليه من لذات ماديه و حرمانه مما يبغيه من أشباع شهواته و نزواته . فالرهبنه كما عرفها آباؤنا الأوائل هي طموح يستوجب التضحيه .أذ بها تتوثب الروح للأنطلاق لكي تقترب من أنوار الله و بسببها يفني الجسد لتستحيل قواه العضويه الي فكره مجرده متناهيه الصفاء يري العقل خلالها وجه الحقيقه الخالده الممثله في رب الكون . و هكذا عرف اولئك الأبرار غايتهم و هي بلوغ القدره علي الأتصال المباشر بالله . و هكذا عرفوا وسيلتهم و هي أنماء قوه الروح و العقل بالقبض علي زمام الجسد و كبح جماحه . و هذا يقتضي أجتناب مغريات العالم و أجتناب شهوات الجسد بتحريم اللذائذ عليه . و أجتناب الضعف و التراجع بأستمداد المعونه الدائمه من عند الله و بالتفكير الدائم فيه و في سمو صفاته و عجائب مخلوقاته . و علي ذلك فهذه هي الأسس الخمسه التي تقوم عليها الرهبنه و هي [ الوحده و البتوليه و التقشف و الصلاه و التأمل ] و هذه الأسس ليست غايات انما هي وسائل للغايه العظمي و ليست كل واحده منها فضيله بمفردها . فالوحده : في ذاتها و لأجل ذاتها رذيله من رذائل المجتمع القائم علي التآلف بين الناس . فالمتوحد لغير عباده الله أو بدون عباده الله هو رجل مكروه الطباع منبوذ الصفات بين الناس . و كذلك الهارب من عواقب شروره و المتخلي عن مسؤلياته و مقتضيات الواجب . و اليائس من رحمه الله في شؤن معيشته و المترجي من وحدته نفعا دنيويا يصبو اليه في قراره نفسه . و كل اولئك ليسوا اذن من الرهبنه علي شيء ما داموا يبتعدون عن الناس لغير التقرب لوجه الله . و البتوليه : أي صم الأذان عن نداء الجنس الخارج عن أعماق الجسد هو أمر يخالف مقتضيات الحياه البشريه بما تنزع اليه من تكاثر و استمرار و يخالف مطالب الجسد بما جبل عليه من رغبه و بما وجب لرغبته من استجابه في غير انحراف أو شذوذ . الا ان الرهبنه كما عرفها اباؤنا شيء يستوجب التضحيه . و من صور التضحيه هذا الكبح الأختياري لغريزه من الغرائز الأرضيه في سبيل التسامي الي ما هو غير أرضي . و في سبيل تفوق الأنسان علي نفسه بالضغط علي هذا المزيج من الماده و الروح ليبلغ آخر الأمر مرتبه الروح النقيه الخالصه القادره علي استشعار مجد الله . وذلك أنه بغير العفه يستهلك الأنسان في ارضاء شهوته كل ملكاته و قواه فتخبو فيه مشاعر القلب و تخفت أضواء العقل . و ينسدل ستار الماده السميك علي صفاء الروح . أما العفه فتقسو حقا علي الجسد و لكنها تصهره فتحول كل مقدراته الي انوار باهره تكسو شعوره و فكره ببهاء الجوهر الخالد المدرك لذاته و لأسرار الوجود . و في سبيل هذا يحلو العذاب و تسهل المشقه و يهون التنازل عما هو طبيعي لبلوغ ما هو فوق الطبيعي . و اما تعذيب الجسد مستقلا عن الرغبه في بلوغ هذه الغايه أو بأعتباره غايه في ذاته أو وسيله بمفرده لأرضاء الله فمسلك لا يتفق مع طبيعه الناس و لا ينال رضاء الله . و التقشف : هو ايضا صوره من صور الضغط علي الجانب المادي في الأنسان لأذكاء الجانب الروحي و ذلك بحرمان الجسد من أطايب المأكولات و المشروبات و من فاخر الثياب لكي لا يغرق في طوفان الشهوه أو يلهيه حسن المنظر عن الجهاد في سبيل الهدف الذي وضعه نصب عينيه . الا ان التقشف لغير بلوغ هذا الهدف يعتبر مضيعه لما ينبغي للأنسان من قوه يواجه بها مطالب الحياه و يكافح بها في سبيل العيش . فلا يكفي أن يصوم المرء عن الطعام و يبتعد عن بهرجه المظهر كي يكون راهبا أو ملتزما طاعه الله . فلن يكون ذلك من طاعه الله الا في حاله واحده و من أجل غايه واحده هي تحرير الروح كي تنطلق لرؤيه الله . فذلك أمر تستوجبه التضحيه و تحتمه الضروره الماثله كما يجبر المرء علي الصوم اذا كان عليلا و يرجو الشفاء أو يلزم الاقلال من الطعام اذا كان صحيح الجسم و لكنه يخشي ما تؤدي اليه التخمه من اضرار . الا ان هذه الأسلحه الجباره التي يشهرها الأنسان المتشوق الي أنوار الملكوت لا تكفي وحدها لقهر هذا الجسد القاسي العنيد بما فيه من ملكات تدفعه علي الدوام الي تحقيق ما يضطرم به من رغبات . فما تزال تغري المتوحد بالعوده الي المجتمعات . و ما تزال تدفع بالمتقشف الي تذوق ما حرم نفسه منه من شهي الطعام و بهي الثياب و زاهي الحلي و الزينات . فما أضعف الأنسان أمام هذه الهمسات التي لا تحاول ان تلهيه عن غايته و تحرضه علي التخاذل . لذلك يلزم للأنسان سلاح آخر يحارب به الضعف و التردد و يهزم به هواجس الفكر و أثام الخيال . و ذلك السلاح هو الصلاه المستمره لله في تجرد و تفرغ و حراره و ابتهال : حتي تكون الغايه من الرهبنه ماثله امام الراهب في كل ساعه من ساعات الليل أو النهار و حتي يستمد من دعائه لربه قوه يواصل بها الطريق الشاق الذي أختار ان يسلكه في الحياه . أما تلاوه الصلوات وحدها أو ترديدها من الفم بغير أنتباه فلا فائده فيها و لا ثواب . طالما أن الغايه المرجوه منها بعيده عن الذهن و القلب و طالما ان الهدف الأسمي من الرهبنه ليس هو مجرد الصلاه و انما هو معاينه الله . و أخيرا لا يكفي للأنسان أن يعيش وحيدا متبتلا متقشفا مصليا لكي يجني ثمره جهاده و لكي يكون راهبا بكل ما في هذه الكلمه من معني وانما ينبغي أن يفعل ذلك بكل وعيه و بكامل ادراكه. أي يفعله علي هدي بصيرته و نور فكره و لا يفعله كالآله المسخره التي لا عقل لها و لا تفكير و لا صواب . فالتسامي الي الله لا يكون الا بسمو الروح . و سمو الروح لا يأتي الا عن سمو العقل و مظهر سمو العقل هو حب المعرفه و دوام التأمل في الظواهر و المعقولات و السعي الي استكشاف اسرار الوجود بأستنباط الأسباب و المسببات و العلل و المعلولات و الصعود في مدارج الفكر الي الأسس الأولي و المباديء العليا التي يقوم عليها نظام الخليقه بحكمه خالقها . و بالأجمال فلكي يكون الأنسان راهبا ينبغي له أن يكون بذلك و قبل ذلك فيلسوفا و حكيما . من هنا نري أن الرهبنه أسلوب جليل من اساليب الحياه . و مهمه شاقه لا يصلح لها كل انسان و لا يقدر عليها كل انسان و لا يصل الي غايتها كل من سلك سبيلها و لا يتصف بصفتها كل من لبس مسوحها . لأنها كما عرفها روادها الأوائل أسمي وظيفه من وظائف البشر و أصحابها ــ علي حقيقتها ــ هم أسمي مراتب الناس و غايتهم في الحياه أسمي غايه و سبيلهم أشرف سبيل . يتـــــــــــبع |
06 - 10 - 2013, 08:43 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: فـلـسـفـه الـرهـبـنـه الـقـبـطـيـه و حكمتها بقلم القمص مرقس عزيز خليل
صفحات من تاريخ الرهبنه القبطيه (2) بقلم القمص مرقس عزيز خليل وقع الأقباط في أيام ديسيوس ثم في أيام دقلديانوس أبان القرن الثالث الميلادي تحت وطأه الأضطهاد الشديد . و كان عهد هذين الطاغيتين من أسوأ العهود التي مرت بها المسيحيه منذ نشأتها الي اليوم . حتي كانت حياه المسيحيين تحت حكمهما كابوسا مروعا مملوءا بالأهوال , و مذبحه مستمره تفيض من جنباتها دماء الشهداء من رجال و نساء و اطفال . الا أنه لم يكن الأرهاب و العذاب و لم يكن الأضطهاد و الأستشهاد الا ليزيد ما بقلوبهم من ايمان . و ان يضاعف من عزمهم الجبار علي احتمال الآلام و الأخطار . بل لقد دفعت بهم قوه ايمانهم و شده عزمهم الي استعذاب العذاب و التلذذ بالألم و السعي مختارين مطمئنين الي حومه الموت . ثم أنتهي بهم الأمر الي استشعار الفرح و الفخار في التقدم طواعيه لنيل اكليل الشهاده و الي الأحساس بالخيبه و العار لو أن مسيحيا نجا من حد السيف أو من لهيب النار و لم يسعد بنعمه الأستشهاد . حتي اذا أنقضي ذلك العهد الدامي و أنتهت تلك التجربه العظمي . كان مالاقاه المسيحيون من أهوال قد صهر نفوسهم و طهر من أدران الدنيا سرائرهم و خواطرهم و خلجات قلوبهم و أرشدهم الي سبيل الروح و عودهم علي التضحيه بالذات و أحتمال الشدائد لغايه مجرده هي محبه الله . فما بدأ عهد الحريه في أيام قسطنطين حتي بدأت تلك الفضائل المسيحيه في الظهور و الأستقرار . حتي بدأ كل مسيحي بقي علي قيد الحياه يتوجه بالتقدير و التقديس لتلك الدماء الذكيه التي سفكت . ثم يحس بالحسره و الألم لأنه لم تدركه تلك الفرصه المباركه لأن ينال فخر الشهاده مع الشهداء . و من ثم راح يسعي لتعويض ما فاته بالسلوك الذي يمجد الله في حياته عن طريق بذل الذات من أجل الوصول الي التقرب الي الله . فتنازل بعض المسيحيين عن كل ما في الحياه من لذات و متع و قاموا بتكريس الحياه كلها بعيدا عن دنيا الناس للتسبيح و العباده . لقد أدرك المسيحيون خلال تجاربهم المريره بطلان هذا العالم و خداع مظهره الخلاب . و اذ عرفوا بأحساسهم الذي أرهفه العذاب أن هنالك ما هو أحق بالجهاد و الأستشهاد من مطالب هذا العالم الكاذب . راحوا يبذلون أنفسهم بمحض رغبه نفوسهم و مشاعرهم و علي هدي ضمائرهم و بصائرهم هاربين من الناس متواريين عن مدائنهم و قراهم الزاخره بالأدناس . منطلقين في الصحاري و البراري أو منزويين تحت سقوف ألأطلال أو كهوف الجبال يحاربون الجسد فيقتربون بالصلاه و الصوم و التأمل و تسامي الروح من ملكوت السموات . و علي هذه الصوره بدأت الرهبنه . فخرج أفراد من ديار اهلهم و يمموا شطر الأكامات و التلال البعيده عن معالم العمران و أنفرد كل منهم وحيدا متعبدا لله في كهف من الكهوف أو تحت سقف من السقوف . لا يؤنس وحدته أنيس و لا يجلس اليه في خلوته جليس . و لا يعاونه علي تدبير أمره رفيق أو صديق . و كان من اوائل أولئك الناسكين المتوحدين في أواخر القرن الثالث القديس الأنبا بولا ثم الأنبا انطونيوس و الأنبا باخوميوس . ثم ظهر في القرن الرابع الأنبا مكاريوس و هؤلاء هم الذين وضعوا أسس الرهبنه و سنوا شرائعها و صاغوا مبادئها و آدابها حتي جعلوا منها أسلوبا ساميا من اساليب الحياه أجتذب اليه الاف النفوس الباره في مصر و في العالم أجمع . حتي لقد أقبل كثير من الأمراء و الحكماء و الفلاسفه الي وادي النيل كي يتتلمذوا علي هؤلاء الرهبان الأوائل و يسلكوا سبيلهم في الحياه . و من أولئك القديس أرسانيوس و قد كان معلم أبناء الملك في روما و أعظم فيلسوف فيها و كان أبوه من كبار رجال البلاط الملكي . و منهم كذلك القديسان مكسيموس و دوماديوس اللذان تركا قصر أبيهما الملك . و أقبلا من القسطنطينيه . و هما في زهره شبابهما كي ينخرطا في سلك الرهبنه . و قد أفنيا حياتهما في الزهد و التقشف والتعبد و الصلاه . و غير أولئك كثيرون من سائر أمم الأرض . و ظلت الرهبنه هكذا تقوم علي التوحد و هو أسمي مراتبها , اذ به يكتمل ما للرهبنه من معني التصوف . و ما لها من صوره التقوي و التقشف و ما ينبغي لها من التجرد و الأنقطاع الي التأمل في حقائق الكون و الأتصال بالله . و كان الــــــنساك في ذلك الوقت يعيشون في الكهوف أو المغارات أو القلالي يبنونها لأنفسهم و يغلقونها علي أنفسهم . فلا يروون الناس و لا يراهم الناس . حتي أقبل القرن الرابع الميلادي و كثر طلاب الترهب و أنطلاق الناس الي البراري و القفار . الا أن النفوس ليست بقادره كلها علي التزام الصبر الشديد علي الوحده المطلقه بما تنطوي عليه من قسوه و أقفار و حرمان . و قد نشأ الناس بغريزتهم ميالين للأجتماع و التعاون علي مطالب الحياه . و من ثم فقد بدات تظهر الحاجه الي جمع شمل الرهبان ممن عجزوا عن حياه الوحده . كي يعيشوا في جماعات تتوافر لها أسباب الأئتناس بالزماله و الجوار و الأمن و السلامه من عداء الوحوش الضاريه و المغيرين من قطاع الطرق و لصوص القفار . فراح الرهبان يبنون قلاليهم في سفوح الجبال متجاوره مع بعضها حتي يخففوا عن أنفسهم حده ما يستشعرون من وحده و أنفراد . و مع الزمن أبتدأ هؤلاء النساك المتجاورون يتعاونون علي أقامه الصلاه و تدبير ما يلزم لهم من شئون حياتهم , و حمايه أنفسهم من ضواري الصحراء و غارات البربر. فقاموا يبنون أسوارا عاليه تضم قلاليهم ( أماكن سكنهم ) و تعزز ما نشأ بينهم من تعاون و موده . و هكذا نشأت فكره الأديره . و كان أول من نظم جماعات الرهبان هو الأنبا باخوميوس . فكان يقيم لهم الأديره عند اطراف المدن في نواحي الوجه القبلي . و هكذا فعل الأنبا انطونيوس في الجبل الشرقي و الأنبا مكاريوس في الجبل الغربي . و توالت من بعدهم ديار الرهبان . الا أنها ظلت خلال السنين المتواليه في تطور مستمر من حيث بنائها و من حيث النظام السائد بين ساكنيها . فبعد أن كانت قاصره علي القلالي تضمها الأسوار , أصبحت تقام لها أبنيه كامله ذات حجرات متباعدات أو متجاورات . و بعد أن كانت الصلاه فيها انفراديه دائما أصبحت جماعيه في بعض الأوقات . يشترك فيه رهبان الدير جميعا . و قد أصبحت تضمهم لهذا الغرض كنيسه تبني داخل الدير . و بعد أن كان كل راهب مسئولا عن نفسه و غير مسؤل أمام غيره , أصبح يسود الدير نوع من النظام الأجتماعي قوامه التعاون و التواضع و الطاعه من سائر الرهبان لمن أقاموه رئيسا لهم يسهر علي شئون مجتمعهم الصغير . حتي اذا ما أقبل القرن الخامس . كانت الأديره تملأ كل براري مصر و قفارها حتي بلغت الآلاف . و أصبحت تضم عشرات الآلاف من الرهبان المقبلين من كل بقاع الأرض . لقد كانت حياه الرهبان في الأديره حياه كفاح و حرمان , بيد أنها كانت في ذات الوقت حياه أنتاج و خصوبه . فلم يكونوا يفهمون الرهبنه علي أنها أنقطاع للعباده و المناجاه فحسب , و لا تطلع الي الخير الذاتي وحده . و أن كان هذا الخير متصلا بالروح و انما يفهمونها علي انها رساله ساميه ذات غايه متسعه الأفاق يمتد ظلها فيشمل المجتمع كله و يشمل الزمن كله , لأنهم كانوا يدركون أن فضيله الأنسان باطله ان كان ضياؤها لا يتعدي جدران النفس البشريه و لا ينعكس علي الأنسانيه كلها فيغمرها بنور الحقيقه , و يهديها الي سر الوجود . فلم يكن الراهب اذ يغلق باب الدير علي نفسه أن يقطع صلته بالكون و الكائنات , و انما أن يتخلص من الجانب المظلم في الحياه كي ينكشف أمامه الجانب المضيء . فيري الكون و يري الكائنات علي هداه , فيتأثر بما حواه من أضواء , ثم يجتهد أن يؤثر بدوره في الحياه البشريه , و أن يكسوها مما أكتست به نفسه من بهاء . و من ثم فقد كان ايمان الراهب غير قاصر علي سويداء قلبه . و انما يجتهد أن يشيع بين الناس ما أقتنع به . فكان للراهب الي جانب تعبده لله واجبان مقدسان هما تبشير أهل الدنيا بأسرار الدين . و تلقينهم ما وصلت اليه القرائح من علم . من ثم كانت حياه الراهب موزعه بين الصلاه و الصوم و التعبد من ناحيه , و بين القراءه و البحث و الكتابه من ناحيه أخري . و بذلك وصلت الينا أخبار نسكهم و قداستهم و شده أحتمالهم و طهاره قلوبهم و تفانيهم في ايمانهم و اجتهادهم في مرضاه ربهم و اجهاد أبدانهم في عبادته و تسبيحه و اجلاله |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|