رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إفتح معي على المزمور 136 " ٱحمدوا الرب لأنه صالح، لأنَّ إلى الأبد رحمته، ٱحمدوا إله الآلهة، لأنَّ إلى الأبد رحمته، ٱحمدوا رب الأرباب، لأن إلى الأبد رحمته، الصانع العجائب العظام وحده، لأن إلى الأبد رحمته... ". المزمور 103 " باركي يا نفسي الرب، وكلُّ ما في باطني ليبارك ٱسمه القدوس، باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته... الذي يفدي من الحفرة حياتك.. فيتجدد مثل النسر شبابك.. الرب رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير الرحمة.. لأنه مثل ٱرتفاع السماوات فوق الأرض، قويت رحمته على خائفيه.. لأنه يعرف جبلتنا يذكر أننا تراب نحن.. أما رحمة الرب فإلى الدهر والأبد على خائفيه، وعدله على بني البنين لحافظي عهده وذاكري وصاياه ليعملوها ". هذه هي كلمة الرب لنا اليوم، لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب أثامنا، الرب لا يتعامل معنا بحسب ٱستحقاقنا، بل بحسب من هوَ، هو يريدنا أن نحيا في رحمته كل يوم، كل أيام حياتنا، لا تكن نظرتنا لله نظرة سلبية، بل لننظر إليه ونحن مدركين لرحمته. لقد كلمنا الرب في الفترة الأخيرة عن القداسة، وعن الأمور التي علينا أن نغيرها في حياتنا لنتقدس، وهذا صحيح، لكن لا يجب أن ننسى رحمة الله خلال هذه الأوقات. الله يؤدب أبناءه، هذا صحيح، لكنه يؤدبهم لأنه يحبهم، وهوَ مسؤول عن تنميتهم بالشكل الصحيح. الله لا يؤدب من هم ليسوا أولاده، بل فقط أولاده. ربما في أوقات التأديب نكون حزينين، لكن يجب أن نعي أن هذا الحزن هو للفرح، وأن هذا التأديب من الرب هو لبنياننا. لا تتعبوا إن كان الرب يؤدبنا ولا تفشلوا لأن هذا من محبته لنا. الرب اليوم يقول لنا، تأملوا بمحبتي ولا تنسوا كم أحبكم. عندما نأتي إلى الرب تائبين عن خطأ ما، فهو لن يرفضنا ولن يغضب علينا، بل على العكس سيسامحنا ويرحمنا ويفيض علينا من نعمته. " العدل والحق قاعدة كرسيك، الأمانة تتقدم أمام وجهك ". " الرحمة والحق يحفظان الملك، وكرسيه يسند بالرحمة ". نرى في هاتين الآيتين، أن الرحمة والحق يأتيان دائمًا معًا، لأن الحق أو العدل وحده سيكون قاسٍ، أما مع الرحمة فالأمر يختلف، لأنه عندها يطبق الرب عدله برحمة وبمحبة ويأتي هو لينال العقاب عنك. الله لا يعاملك المعاملة نفسها على كل الأمورالتي تفعلها، بل هو يعاملك بطريقة معينة، بحسب كل أمر على حدة. إفتح معي على سفر أشعياء 54: 7 " لحيظة تركتك، وبمراحم عظيمة سأجمعك، بفيضان الغضب حجبت وجهي عنك لحظة، وبإحسان أبدي أرحمك قال وليك الرب، لأنه كمياه نوح هذه لي كما حلفت أن لا تعبر مياه نوح بعد على الأرض، هكذا حلفت أن لا أغضب عليك ولا أزجرك، فإنَّ الجبال تزول والآكام تتزعزع أما إحساني فلا يزول عنك، وعهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب ". سفر إشعياء 49: 15 " هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها؟ حتى هؤلاء ينسينَ، وأنا لست أنساك، هوذا على كفي نقشتك ". الرب يقول لنا اليوم، لا تخف أيها القطيع الصغير، لأن أبيك قد سُر بأن يعطيك الملكوت. هو أحب أن يعطينا الملكوت، لم يعطنا إياه لأننا طلبناه ولا لأننا صالحين. الكتـاب المقـدس يقـول: " رحمتك أفضل من الحياة ". منذ فترة بعيدة أهديت أمي كوبًا مكتوباً عليه: " أمي، سأكبر وأتخطى كل الأشياء، لكني لن أكبر يومًا على تخطي محبتك أبدًا ". أعتقد أننا كلنا يجب أن نكون هكذا مع الله. قد تكون قادراً على القيام بأعظم الأمور لوحدك، لكنك ستكون حزيناً وأنت تفعلها وحدك، لكن عندما تقوم بهذه الأمور مع الله وتأتي في النهاية، وتجلس معه وتسأله: يا رب هل أعجبك ما فعلته اليوم؟ هل أنت راضٍ يا رب؟ ستشعر بفرح عظيم يغمرك في الداخل. إفتح معي على المزمور 5: 11 " ويفرح جميع المتكلين عليك إلى الأبد، يهتفون وتظللهم ويبتهج بك محبو ٱسمك، لأنك أنت تبارك الصدّيق يا رب، كأنه بترس تحيطه بالرضا ". رضا الله علينا، هو ترس يحمينا من كل أذى وهجوم، فلنتمتع بهذا الأمر اليوم أن الله راضٍ علينا. كنت أتأمل أمس بالآيات التي تتكلم عن الرحمة، وقد كلمني الله بأمر لم أستطع استيعابه حتى الآن، لقد قال لي الرب: " أنا أحببتكم لدرجة، أنني لم أستطع أن أتحمل الملكوت بدونكم ". قبل تأسيس العالم كان لله مخطط لفداء البشرية من الخطيئة ومصالحتنا مع نفسه. عندما تجسَّدَ يسوع ونزل إلى الأرض، ومات عنا على الصليب، لم يصعد إلى السماء كأنه لم ينزل، لم يكن الأمر أنه جاءَ، أتمَّ واجبه، ثمَّ صعد وعاد كما كان، بل هوَ صعد ليكون يسوع المتجسد في جسده الممجد للأبد. لقد أحبنا يسوع لدرجة أنه أخذ طبيعتنا ليخلصنا من خطايانا، وصعد إلى السماء بطبيعتنا هذه لكنها كانت طبيعة ممجدة. إفتح معي على رسالة رومية 8: 31 " فماذا نقول لهذا؟ إن كان الله معنا فمن علينا؟ الذي لم يُشفق على ٱبنه، بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضاً معه كل شيء. من سيشتكي على مختاري الله. الله هو الذي يبرر، من هو الذي يدين؟ المسيح الذي مات، بل بالحري قام أيضاً، الذي هو أيضاً عن يمين الله، الذي أيضاً يشفع فينا. من سيفصلنا عن محبة المسيح؟ أشدة أم ضيق أم ٱضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف؟ كما هوَ مكتوب أننا من أجلك نُمات كل النهار، قد حُسبنا مثل غنم للذبح، ولكننا في هذه جميعها يعظم ٱنتصارنا بالذي أحبنا، فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولارؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا ". الرحمة هي من طبيعة الله، من صفاته. في المزمور 136، نرى الله صانع السماء والأرض، ومخلِّص شعبه، وصاحب كل المجد، إنَّ إلى الأبد رحمته. هذا المزمور لا يركز على أعمال الله، بل يركز على أنَّ إلى الأبد رحمته. كل الذين أتوا إلى الآب باستحقاقهم، لم ينالوا شيئاً، أما الذين أتوا طالبين رحمته، فهم الذين نالوها. هناك مثل الفريسي والعشار، الفريسي لم ينل شيئاً، لكن العشار المتكل على رحمة الله هو الذي تبرر، المرأة الكنعانية نالت رحمة الله لأنها ٱتكلت عليها لا على ٱستحقاقها هي. عندما نتقي نحن الرب، فبركاته لن تأتي علينا فقط، بل ستتبع أولادنا وأحفادنا إلى آلاف الأجيال. ليس أحد منا يقوم بدور الأهل المثاليين، فجميعنا نخطئ، جميعنا نتعلم كيفية التربية، لكن ليس هذا ما يهم بعين الله، المهم هوَ ما هوَ وضعنا معهُ، كيفَ نسير معه، هل نطُيعه كما ينبغي، قد نخطئ نعم، لكن هل نحن خاضعين لله، هل نعطيه كل ما لدينا، هل نحن ملتزمين به؟ ما سيجلب البركة على حياة أولادك هو مدى طاعتك للرب، لا مدى معرفتك كيفية تربيتهم وتعليمهم. تمتع بمحبة الرب، وثق به لمستقبلك ومستقبل أولادك، إرحم نفسك كما يرحمك الله، إرحم من هُم حولك كما يرحمك الله. كما هوَ رحمنا، علينا نحن أن نرحم بعضنا البعض. هو ينتظر هذه الرحمة منك لنفسك وللآخرين. يقول الرب في سفر هوشع " إني أريد الرحمة، لا ذبيحة ومعرفة الله، لا محرقات ". الرحمة تفتخر على الحكم، وكما هو عاملنا برحمة، ينتظر منا أن نُعامل نحن الأخرين بالرحمة عينها. تمتع برحمة الرب اليوم، أزل كل دينونة عن حياتك، أزل كل دلالة إبهام تقوم بها على الآخرين. هو يعرف جبلتك، وقد أتى ليُخلِّص المرضى لا الأصحاء. إن رأيت أخاك يسقط لا تدينه، بل قف إلى جانبه، وساعده ليتخطى هذا الضعف. |
29 - 05 - 2012, 05:35 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
موضوع جميل ربنا يباركك
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لأنه صالح لأن رحمته إلى الأبد (مز 106: 1) |
( مز 107: 1 ) إلى الأبد رحمته |
لأن رحمته إلى الأبد |
إلى الأبد رحمته |
لإن الرب صالح وإلى الأبد رحمته |