رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
نشيد الأنشاد والصليب
القس بطرس سامى كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادى (نش 3) "الملك سليمان عمل لنفسه تختاً من خشب لبنان، عمل أعمدته فضة ونوافذه ذهباً ومقعده أرجواناً ووسطه مرصوفاً محبة من بنات أورشاليم، إخرجن يا بنات صهيون وأنظرن الملك سليمان بالتاج الذى توجته به أمه فى يوم عرسه و فى يوم فرح قلبه".. من أجمل ما كتب فى سفر النشيد كرمز ونبوءة عميقة عن الصليب فالملك هو المسيح الذى ملك على خشبة (المزمور الأول فى صلاة الساعة التاسعة بحسب الترجمة السبعينية) فعلى الصليب وبالموت والألم ملك المسيح على كل من تلامس مع محبته الفائقة المعرفة (أفسس 19:3) و لذلك ففي الساعة الثانية عشر من يوم الجمعة العظيمة وفي هذه اللحظات التي تأكد فيها موت المسيح لخلاصنا، نسبحه بمزمور "بيك اثرونوس" الذى ترجمته "عرشك يا الله إلى دهر الدهور" وما عرش الله إلا قلب كل إنسان تلامس و تفاعل و إنسكبت في داخله محبة المسيح بالروح القدس. ففى هذه الساعة كانت دماء المسيح - التي هي بحسب القديس أغناطيوس الأنطاكى هي الحب الإلهي - كانت قد انسكبت على الصليب من أجل عظم محبته للبشر. ونحن في صلوات الكنيسة لا نأتي لكي نشاهد المسيح المصلوب، وإنما تلتحم حياتنا بحياته وآلامنا بآلامه ونشترك معه فعلياً بصورة سرية من خلال تسابيح البصخة و هكذا يصير معنى اللحن "أن عرشك يا الله (قلبى) إلى دهر الدهور" فيعلن الإنسان ويطلب أن يملك المسيح على قلبه. و تتكلم الآية فى سفر نشيد الأنشاد عندما ننظر لها بفك رموزها: أن الملك (المسيح) عمل لنفسه تختاً (أى عرشاً) من خشب لبنان (الصليب) و العرش صار قلوبنا التي يسكنها الرب كما جاء في أفسس "أننا صرنا مسكناً لله فى الروح" (أفسس 22:2) و هكذا تكون "الكنيسة مسكن الله" قلوب المؤمنين، و تكون "الأعمدة لهذا العرش" أو المسكن الذى هو شهوة قلب الله (قلوبنا) تكون "أعمدته من فضة" و ذلك لرمز القديسين والأبرار و"السقف من ذهب" الذي يرمز للاهوت أى روح الله الذي يغطى الكنيسة و "مقعده أرجواناً" و اللون الأرجواني يرمز للدم الذي بواسطته صار ممكناً أن يحل المسيح في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا. و"وسطه مرصوفاً محبة" من كل الأبرار الذين تركوا كل غالى وثمين وتبعوا المسيح من كل قلوبهم. ثم يأتي النداء لكل بنات صهيون لكل إنسان متعطش للخلاص أن يخرج حيث صلب المسيح خارج المحلة.. فلنخرج أيضاً نحن وراءه كل منا يحمل صليبه ويخرج خارج ذاته وينسى إحتياجاته وينظر الملك المسيح بالتاج (تاج الشوك) الذي توجته به أمه (العذراء) فى يوم عرشه (يوم الصليب) يوم فرح قلبه.. فالمسيح بميلاده من العذراء قد حمل البشرية كلها في جسده و حمل خطاياها وبالتالي توج على الصليب و كان تاج مملكته هو تاج الشوك الذي لبسه لأجلنا وبسبب آثامنا التي وضعت عليه "الرب وضع عليه إثم جميعنا" (إش 53) و كان يوم الصليب يوم فرح قلب الرب وعرسه كما جاء في (أشعياء 53 ) فيقول النبي وهو يتنبأ عن الصليب أن المسيح من تعب نفسه يرى ويشبع. كان المسيح سعيداً وكان هذا يوم فرح لقلبه لأنه كان يرى نسلاً تطول أيامه فنحن المؤمنين في المسيح يسوع (أفسس 1:1) صارت لنا الحياة الأبدية من خلال صليب المسيح وبالتالي كنا سبب فرح قلب المسيح على الصليب، فإن كان قد تألم و مات نيابة عنا ولكنه فرح جداً لفرحنا. و لذلك يا أحبائي، و نحن نقترب من أسبوع الآلام فليترك كل واحد منا كل إهتماماته و كل ما يؤلمه أو يضايقه خلف ظهره ولنخرج خارج ذواتنا و نقترب من المسيح نسير معه لحظة بلحظة في طريق الآلام، وليطلب كل منا من الرب أن يقوده خطوة خطوة لكي يدخل بنا المسيح إلى أعماق محبته الفائقة المعرفة، التي لا تستطيع الكلمات أن تعبر عنها وإنما فقط يعبر عنها روح الله داخلنا فنتعمق في محبة الله و يعلنها لنا بنفسه في هذا الأسبوع ويكفى أن يأخذ كل منا آية يكلمه الله بها في قلبه لكي يصلى بها اليوم كله و يلهج بها. وهكذا فكلمة الله تقود الإنسان إلى أعماق معرفة محبة الله وعندما ينتهي أسبوع الآلام يعود الإنسان إلى حياته ولكنه سيكون قد ارتفع تماماً عن كل معاناة وكل ألم، بل سيكون الإنسان قد وضع آلامه على آلام المسيح وجراحه على جروح ذاك.. وهكذا يستحق أن يقوم معه ويسعد بقيامته وتصير قيامة المسيح ومجده قيامة ومجد لهذا الإنسان. جريدة وطنى |
06 - 09 - 2013, 03:42 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: نشيد الأنشاد والصليب
شكرا يا مرمر
نشيد الأنشاد والصليب |
||||
06 - 09 - 2013, 03:43 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: نشيد الأنشاد والصليب
|
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سفر نشيد الأنشاد |
سفر نشيد الأنشاد |
سفر نشيد الأنشاد |
نشيد الأنشاد والصليب |
نشيد الأنشاد |