رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"لأنك رأيتنى يا توما آمنت طوبى للذين آمنوا و لم يروا"(يو 20)
تأمل لــــــ القس بطرس سامى كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادى ظهر المسيح للتلاميذ فى العلية والأبواب مٌغلقة وكانوا يمتلئون من الخوف بسبب اليهود، ولما ظهر المسيح للتلاميذ فعل ثلاثة أمور هامة جداً له. أولاً أعطاهم سلامه الذى يفوق كل عقل ليملأ قلوبهم وبالتالي يزيح خوفهم ويعالجه، فسلام الله عندما يملأ القلب يزيل ويعالج الخوف. وكذلك أراهم يديه وجنبه ليريهم أنه قام بالجسد وأن آثار الجروح للمسيح القائم كأنه مذبوح كما رآه يوحنا في سفر الرؤيا سيظل دليلاً على قيامة الجسد، وبالتالي رجاء لكل منا أننا أحياء مع المسيح وأننا سنقوم بأجسادنا معه في اليوم الأخير لنحيا معه في سمائه في حياتنا الجديدة. وأخيراً نفخ فيهم نفخة الروح القدس لتثبيتهم. لم يكن توما مع التلاميذ في ذلك اليوم و لما أتى وحكى له التلاميذ ما حدث وكيف فرحوا إذ رأوا الرب وأنهم رأوه بالجسد وأنه أراهم آثار المسامير والحربة، لم يصدق و قال أنه إن لم يبصر بعينيه و يضع يديه في آثر الجروح لن يؤمن. و ظهر المسيح مرة أخرى لتوما و لكن مبكتاً، فأراه جنبه و جعله يضع يده في آثار الجروح ولكن أعطاه المسيح إنذاراً ليس توما فقط ولكن لنا كلنا أنه طوبى لمن يؤمن ولا يرى. آه من حواسنا الجسدانية وخطرها، ما أضعف الجسد وما أبعده أن يدرك ويؤمن بحقائق المسيحية، ليس لعقل البشر ولا للعيون الجسدية ولا لكل الحواس أن تكون مدخلاً أبداً لمعرفة خلاص الرب وعمل محبته للإنسان ولهذا تعمد المسيح أن يظهر في غياب توما لكي يتم كل ما تم من أجلنا لكي ينقل لنا المسيح حقيقة هامة جداً أنه يستحيل على من يحيا بالجسد ويرى بالعين ويفكر ويعقل بالعقل البشرى أن يعرف أو يدرك محبة الله، التي وصفها القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل أفسس بالفائقة المعرفة، أي أنها محبة لا يمكن أن يعرفها أو يدركها الإنسان بالعقل البشرى أو الحواس الجسدانية المحدودة جداً والقاصرة أن تدرك هذه المحبة التي لا تستطيع كلمات البشر وكل اللغات أن تحد لجتها كما يقول القداس أنه ليس شىء من النطق يستطيع أن يضع حدوداً لشدة و لجة هذه المحبة التى انسكبت بواسطة الدم على الصليب ولا يمكن أبداً أبداً أن تنسكب داخل قلوبنا إلا بالروح القدس المعطى لنا "لأن محبة المسيح قد انسكبت (الدم) فى قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا" (رو 5). و لهذا فلنتعلم كلنا من هذه الحادثة أن الطريق الوحيد لإدراك أبعاد الحياة الحقيقية التي جاء المسيح ليبدأها طريقاً حياً جديداً أبدياً أسسه بدمه على الصليب، هو الإيمان والتصديق ولا يكون ذلك إلا عن طريق الروح القدس فهو المسئول أن يعلن ويكشف لنا أسرار محبة الفادي - الفائقة المعرفة، والروح القدس لا يعمل إلا مع من يطلب ويسمح فكل صلاة نصليها من القلب لطلب عمل الروح القدس في حياتنا تكون مدخلاً لبدء هذه العلاقة التي بدأها المسيح لما تراءى للتلاميذ في المرة الأولى و نفخ فيهم نفخة الروح القدس، وهكذا صار لهم البدء في هذا الطريق الذي أساسه الإيمان الذي هو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا تُرى (عب1). و هكذا فلا نعيش حياتنا مستسلمين لحواس الجسد ننتظر رؤيا العين والمعجزات التي قد يبدأ الرب التعامل معنا بها، ولكن لا يستمر أبداً هكذا حيث ينبغي أن ندرك أن بشارة خلاص المسيح كما ذكرها بولس الرسول في رومية (1) هي قوة الله للخلاص لكن من يؤمن لأن فيه مُعلن بر الله بإيمان لإيمان كما هو مكتوب أما البار فبالإيمان يحيا. فحياة الإيمان هي أن يحيا الإنسان و ينمو من إيمان لإيمان أي من درجة إلى درجة و يقوده في ذلك الروح القدس من اختبار لإختبار لننمو في الإيمان و في طريق حياتنا الروحية واختباراتنا مع الرب. و لذلك نجد أن وصايا الرب دائماً ما تصطدم مع المنطق وقوانين هذا العالم، فالعالم وقوانينه ممتلئة غشاً وكذباً وكراهية وظلماً وقهراً، وكلما نقرأ نحن الإنجيل نجاهد في تطبيق الوصية كلما اصطدمنا بأنها عكس منطق العالم وقوانينه، و لكننا كلما لم نستسلم لقوانين العالم وطبقنا الإنجيل حرفياً وإن خسرنا قليلاً على المدى القريب ولكننا نكسب كثيراً على المستوى البعيد سواء في حياتنا على الأرض حيث يملأ سلام المسيح حياتنا وتفرح قلوبنا حتى وسط الضيق، وكذلك نحيا الأبدية من هنا على الأرض وحياتنا وكل ما فيها لا يختلف عما فعل المسيح في كل معجزاته لتعليمنا فكان دائماً يطلب ما هو مخالف للعقل فلم يكن يتفق مع العقل أن يحرك أحداً الحجر لميت منذ أربعة أيام أو أن يبحث التلاميذ عن خمسة خبزات و سمكتين لإشباع خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأطفال، ولا أن يملأ الخدام الأجران ماء ليحولها المسيح لخمر في عرس قانا الجليل ولا أن يدخل بطرس للعمق في وضح النهار أثناء الصيد لتمتلىء مركبته من صيد السمك. وإنما أراد الله أن يرسخ مفهوماً جديداً أن الإيمان بكلمة الله دائماً ستكون ضد العقل والمنطق. فلنطع كلمة الله.. ولنحب أعداءنا ونبارك لاعنينا ونحسن إلى مبغضينا ولنصل لأجل من يسيء إلينا ولنغفر خطايا الجميع ونغسل أرجل من حولنا جميعاً ونحتملهم فلنحيا يا إخوتي ضد المنطق والعقل حتى يطوبنا إبن الله ويكون لنا نصيب معه جميعاً، آمين جريدة وطنى |
06 - 09 - 2013, 03:36 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: "لأنك رأيتنى يا توما آمنت؟ طوبى للذين آمنوا و لم يروا"(يو 20)
|
||||
06 - 09 - 2013, 03:38 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: "لأنك رأيتنى يا توما آمنت؟ طوبى للذين آمنوا و لم يروا"(يو 20)
|
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
طوبى للذين آمنوا ولم يروا |
طوبى للذين آمنوا ولم يروا |
" طوبى للذين أمنوا ولم يروا " |
"لأنك رأيتنى يا توما آمنت؟ طوبى للذين آمنوا و لم يروا"(يو 20) |
"طوبى للذين آمنوا ولم يروا" |