رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
الصوم تحرر والصلاة يقظة والصدقة تضامن
(مت6:1-18) الصوم مقترن بالصلاة والصدقة فهم ثلاث أركان أساسية لحياتنا، فالصوم الأربعيني ذبيحة حب، الصوم دعوة إلى الحرية الباطنية، وتحرر من الأنانية، والانغلاق على الذات، "فأنتم أيها الأخوة إنما دعيتم إلى الحرية ولكن لا تجعلوا هذه الحرية فرصة للجسد، بل كونوا بالمحبة خدامًا بعضكم لبعض" (غلا 5: 13 –14) الله وهبنا الحرية، ونحن كثيرًا ما نبني لأنفسنا سجونًا نضع أنفسنا فيها، وأيضًا نبني أحيانًا سجونًا لأخوتنا ونعتقلهم فيها. يارب أنت خلقتنا أحرارًا، أحرارًا في حبك، أحرارًا في خدمتك، لأنه لا معني للحب إذا كنا مرغمين عليه. فيسوع حررنا بصليبه، وهو يريدنا على مر الزمن والتاريخ أحرار. متي نكون أحرار يقول الله على لسان النبي أشعيا "الصوم الذي أريده، أن تُحل قيود الظلم وتفك مرابط النير ويطلق المنسحقون أحرارًا وينزع كل نير عنهم، أن تفرش للجائع خبزك، وتدخل المسكين الطريد بيتك، أن تري العريان فتكسوه، ولا تتهرب مِن مساعدة قريبك " (أش 58: 6-7). يبدأ الأحد الأول من الصوم بإنجيل ربنا يسوع المسيح للقديس متي الإصحاح السادس، بالأركان الثلاث كأنهم نافذة لقلب الله، دعوة لتجديد النفس بصحوة ويقظة روحية على أنفسنا، وواقعنا، فهل نؤدي الأركان الثلاث أمام الناس سوف نأخذ أجرنا من الناس. أما إذا أتممنها أمام الله الذي يري في الخفاء سوف يعطينا الله أجرنا. وكلمة الخفاء لا تعني مجرد إني لا أكون قدام الناس أو وراءهم، بل أن أقوم بها في أعمق مكان يتم فيه، وهو القلب المكان الحقيقي الذي يرانا فيه أبونا السماوي، فنأخذ أجرًا مختلفًا لا يمكن للناس أن يعطونا إياه. " أما أنت، فإذا صمت فاغسل وجهك وادهن شعرك حتى لا يظهر للناس أنك صائم، بل لأبيك الذي لا تراه عين، وأبوك الذي يرى في الخفية هو يكافئك" (مت6 :17 –18 ) الصوم دعوة للفرح، أغسل وجهك، أدهن رأسك، الصوم بفرح لمشاركة يسوع في قيامته، يجعلنا نعطي بفرح، نصلي بفرح. فيمنحنا الله الفرح النابع من الإحساس بالسلام في أعماقنا، فالصوم لقاء قلبي مفرح مع الله. بالمشاركة، والتضامن الجماعي مع الفقراء ماديًا، معنويًا، وروحيًا. فالصوم يعطينا نظرة جديدة للواقع فهو نافذة إلى قلب الله. فنعترف بقبولنا إرادة الله، ونسعي لنجسدها في حياتنا، فنعبر مع يسوع طريق الصليب بصحوة ويقظة روحية تمتزج بأشواق الوصول إلى أفراح القيامة "اعبدوا الرب بالفرح" (مز11:1). الصوم هو لا يعني الانقطاع عن الطعام، والشراب فقط، إنما هو بداية الطريق المقدس، هو صديق مُلازم لكل الفضائل بالتأمل والصلاة، والجهاد الروحي. الصوم يعني الغوص في داخلنا لنتذوق جمال الله الذي فينا، الحب الذي يغمرنا به الله في قلوبنا، الخير والنعم العظيمة والرائعة وكنوزه التي لا حد لها في حياتنا. الصوم دعوة للدخول في أعماقنا لنكتشف أسرار الله فينا. الصوم المقدس هو زمن اهتداء وتغيير القلب، وتجديد الحياة والفكر، أن نعترف بفقرنا أمام الله، واخوتنا البشر. الصوم فرصه أن نقبل غفران الله، ونغفر للآخرين. " يقول الرب: توبوا إليَّ بكل قلوبكم، بالصوم والبكاء والندب. مزقوا قلوبكم لا ثيابكم. فتوبوا إلي الرب. الرب حنون رحوم بطئ عن الغضب، كثير الرحمة، نادم على السوء" (يوئيل2 :12 –13) إذا الصوم طريق المصالحة مع الله، والآخرين، والذات. فالصوم كالذخيرة تعين الإنسان في الحياة. أما الصلاة ليست بالشفاه فقط، إنما هي رغبه قلبنا في الله، واكتشاف رغبة قلب الله أن يلتقي بي في أعماق ذاتي، فالصلاة تجعل الله هو ضامن حياتي، عندما نطلب منه الخبز اليومي نعترف بجوعنا إلى كلمه الله، واعتراف بأن الخبز اليومي عطية الله. وأننا لا نملك الخبز الحقيقي. " أما أنت، فإذا صليت فأدخل غرفتك وأغلق بابها وصلِّ لأبيك الذي في الخفية هو يكافئك"(مت6 :6) الصلاة هي الدخول في غرفتي، وما هي هذه الغرفة هي عمق ذاتي الداخلية، كياني الباطني المطبوع بحكمة، وعمل الله، وصورته فيَّ، إذا الصلاة هي مقابلة مع ذاتي التي يسكنها الله، وعندما أجد ذاتي أجد الله، وعندما أتقابل مع الله أتلامس مع أعمق مشاعري، فالله وكلمته تؤثر، وتحرك شعوري، فأتذوقه، وأفهمه، وأتكلم عنه. فالله داخلي ليس بعيدا عني، بل هو فيَّ أنا لأنني هيكل الله، وروح الله يسكن فيَّ، وهذا الروح أطلبه لكي يصلي داخلي، ففي الصلاة أتعايش مع الروح، أتيقظ كيف يتحرك، ويصلي،َّ ويعمل فيَّ. وهذا لا يأتي ألاَّ بالمقابلة اليومية الشخصية، إذا الصلاة لقاء حميميِّ شخصي أولاً، ثم يأتي في إطار جماعي كنسيِّ خاصًا في سر الأفخارستيا وحياة الشركة. يحتاج اللقاء بالله إلى المثابرة لأنه تدريب يومي، فالطريق طويل، وشاق، لاكتشاف كياني العميق الذي أشبه كجبل الجليد تحت الماء لا يظهر منه سوى حجم صغير في الخارج، ولكن كلما تعمقنا رأينا فيه أبعاد كثيرة، وأيضا علينا بالصبر على مسيرتنا الروحية في الصلاة لأنها لا تأتي في يوم وليله، ولكن تمر أحيانا بجفاف، وربما ملل، وروتين، وفتور، وما يساعدنا للدخول لكياننا العميق هو الصمت، والهدوء الخارجي، والداخلي، لأن الروح يصلي بأنات رقيقة لا يمكن أن نصغي إليه في الضوضاء. فالصلاة استعداد لإعطاء وقتي بمجانية لله الذي يسكن ذاتي، أهيأ نفسي داخلياً، وخارجياً باختيار مكان، وزمان مناسب ليَّ، فأكون حاضرًا أمام الله أتحاور معه أكلمه فيسمعني، أصغي له فيكلمني، فيما أكلمه أقدم له ذاتي بما فيها، قلبي، فكري، إرادتي، حريتي، يومي بما يحمل من أحداث، ومقابلتي مع أشخاص، حواراتي معهم، احتياجي واحتياجاتهم، مشروع حياتي كله، مستقبلي... وإلى ماذا أصغي في الصلاة إلي تأثير عمل الروح في مشاعري، فالله عندما يتكلم فيَّ يعطيني روحه السلام، الفرح، الطمأنينة، التشجيع، والدفعة للأمام... وعلى أن أنتبه للشرير فلا أترك له باب موارب ليدخل يصارعني بروحه، فإذا دخل يضع فيَّ بلبلة، اضطراب، حزن، قلق، فالمجرب يلسع بدواعي كاذبة، لأنه كذاب وأبو الكذب... فعلىَّ أن أغلق باب حياتي في وجه بقوة وحزم. "احترسوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم...فاسهروا وصلوا في كل حين، حتى تقدروا أن تنجوا مِن كُل ما سيحدث، وتقفوا أمام ابن الإنسان "( لو21: 34،36). إذا الصلاة دعوة للتحرر من الانفرادية، فلا يوجد حياة روحية بدون اشتراك مع الجماعة الكنسَّية، الصلاة دعوة لتنظيم حياتي الشخصية والتحرر من الأنانية، والعشوائية، الصلاة قوة اتحاد بالله تمنحنا عمود فقري نقف فيه ضد سلطان الشر، الصلاة مسؤولية اتجاه أنفسنا، والآخرين لنتغلب على المزاجية، في الصلاة يعطنا الله نعمة التمييز في قراراتنا، ومساندة المحتاج، فنصبح له مرسلين، فنكون له شهود، نعلن عنه لكل شعوب الأرض. أما الصدقة اعتراف بأن الأشياء لا تستبعدنا، اعتراف بالجميل لله، وتعبير منا أنه صاحب الخيرات، اعتراف بمشاركتنا للآخرين في الخيرات، بالصدقة والرحمة، فنسد احتياجات أخوتنا. فنتشبه بأبينا السماوي الذي يسد احتياجات أبنائه، ليس الصوم للتوفير أو لخدمة البخلاء. فهدف الصوم أن نطعم الجائع، ونكسي العريان، نتضامن مع كل فقير ليس على المستوي المادي فقط، بل الفقير معنويًا، وروحيًا. فلنبدأ صيامنا بطريقة عملية واقعية فلنتضامن مع مَن نعيش معهم ونتقابل معهم في نفس الرسالة، والعمل، والحياة اليومية. أسئلة للتفكير الشخصي والصلاة س1 الصوم وسيلة لتجديد الحياة وتغيير القلب والفكر، كيف أجدد حياتي في فترة الصوم س2 اختر نص من الكتاب المقدس تشعر أنك مدعو للصلاة معه، تذوقه، تلمس تأثير كلمة الله على مشاعرك، دون الأنوار التي منحها لك الله في صلاتك. س3 قوم بخطوات عملية تعيش بها في فترة الصوم مثلا قرر أن تأخذ وقت يومي بصمت أمام كلمة الله, مساعدة لشخص محتاج إي نوع من المساعدة... صلاة يارب ساعدني في مسيرة الصوم، أن أدخل لعمق ذاتي بصدق، ويقظة، وحرية فأجدك تسكنها، حررني من المظاهر، وحب الظهور أمام الناس، حررني من كل ما يستعبدني. اجعلني باب مفتوح للآخرين يجدوا ملاذهم، امنحني الحب، فأحب ما أعمل، فأنطلق بثقة ،وفرح، وأعلن رحمتك وحبك لكل البشر. |
05 - 09 - 2013, 08:10 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصوم تحرر والصلاة يقظة والصدقة تضامن
|
||||
06 - 09 - 2013, 08:11 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: الصوم تحرر والصلاة يقظة والصدقة تضامن
|
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الصوم الصلاة والصدقة |
الصوم كالطير لا يطير إلا بجناحين الصلاة والصدقة |
الصوم الكبير قسمة الصوم المقدس (الصوم والصلاة) للقمص يوسف اسعد - بلغة الأشارة |
الصوم والصدقة |
الصوم تحرر والصلاة يقظة والصدقة تضامن |