رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ليس أحد يضع يده على المحراث و ينظر للوراء يصلح لملكوت الله (لو 9) الجمعة 30 اغسطس 2013 القس بطرس سامي كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادي يضع الرب يسوع لنا هنا مبدأً هاماً لخلاصنا و لكل إنسان يسير فى طريق الملكوت و يحيا الخلاص و النعمة عليه أن يدرك هذا، و استطيع أن أفسر الآية هكذا " ليس أحد يضع يده على المحراث (يبدأ السير فى طريق الملكوت بعدما يتذوق مذاق محبة الله و يدرك الغفران المعطى لنا) و ينظر للوراء ( الماضى بكل أحزانه و جراحه و ضعفاته ) يصلح لملكوت الله . فطريق ملكوت الله يبدأ بأن تُستعلن للإنسان محبة الله و يتلامس الإنسان مع عمل الخلاص الذى عمله المسيح له و عندما ينجذب الإنسان لطاقة الحب الإلهى التى أُظهرت على الصليب "أنا إن إرتفعت عن الأرض (على الصليب) أجذب إلى الجميع"(يو 12) و لذلك فعمل الكنسية بكل طقوسها و أصوامها و عبادتها و على رأسها القداس الإلهى و طقس إسبوع الآلام الهدف منه أن يحيا الإنسان و يصنع و يبشر بهذا العمل الخلاصى الذى صنعه أولاً المسيح على الصليب و نشترك نحن جميعاً كباقى أعضاء جسده المقدس فيه ، و من خلال هذا نتلامس مع محبة المسيح الجاذبة، و على قدر إنفتاح قلب الإنسان لقبول النعمة يتلامس قلبه مع هذه المحبة و تتغير إتجاهات القلب التى هى دوافع الإنسان نحو المسيح و هكذا نتغير إلى تلك الصورة عينها (صورة المسيح) فنحيا و نقدم صورته للعالم ليس شكلاً و لكن مضموناً و فعلاً و سلوكاً و حباً. و الإنسان الذى تستعلن له محبة الله و تتلامس مع قلبه يتحول قلبه إلى جنة الله يحيا فيها " أختى العروس جنة مغلقة عين مقفلة ينبوع مختوم"(نش 12:4) و يقول كذلك "قد دخلت جنتى (قلب الإنسان) يا أختى العروس (كل واحد منا )، قطفت مرى مع طيبى (المر هو ألم الإنسان الذى يشتركفيه مع آلام المسيح و الطيب هو الثمر الناتج عن ملكوت الله الذى يملك على قلب الإنسان) و على مدى حياة الإنسان فى كلمة الله و تفاعله معها بالإيمان فى حياته ينمو الإنسان فىمعرفة الله الحقيقية و معرفة خلاص المسيح و هذه المعرفةالحقيقية (يو 3:17) هى هى ملكوت السموات و الحياة الابدية. و خلال حياة الإنسان فى هذا الملكوت أو بالأحرى حياة الله وملكوته فى قلب الإنسان و بسبب هذا يغار عدو الخير و يحارب الإنسان و عادة ما يبدأ الحرب مستغلاً نقط الضعف فى الإنسان التى أسهلها هو ماضيه فإما بضعفات فى الماضى أو خطايا كانت وسيلة سقوط أو أى عادة كان الإنسان يدمنها أو أحزان و ضيقات أو أتعاب أو أى محبات عالمية فتكون هذه نقطة الضعف التى يبدأ بها الشيطان هادماًسلام الإنسان و قلبه الذى بدأ يحياه عندما و جد المسيح جنته فى قلبه أو بالأحرى عندما وجد الإنسان هذه الجنة التى للمسيح فى قلبه فالشيطان يغار و يبغض أن يكون ملكوت الله هو مسكن الإنسان و قلب الإنسان هو جنة المسيح. و لهذا فعندما يبدأ الإنسان هذا الطريق نحو السماء و الحياة الحقيقية تاركاً الماضى بأحزانه و ضعفاته عليه أن يكون حذراً كل الحذر من حرب إبليس التى مؤكدا سوف يبدأها بتذكار الشر الملبس الموت فإما يحاربنا بخطايا من الماضى أو أحزان أو تشكيك فى غفران الله لها أو بإسقاط الإنسان فيها مرة أخرى و لذلك فالإنسان التى تغير قلبه بالتوبة تغييرإتجاه القلب و دوافعه نحو المسيح عليه أن يكون حذراً كل الحذر و لا يسمح أبداً للشيطان أن يعود لكى يجد مجالاًلحربه فى ماضيه فالماضى ينساه الله الذى يطرح خطايانا و ضعفاتنا فى بحر النسيان و لا يعود يذكرها فعلى الإنسان أن يتقدم بثقة نحو الله بالإيمان و أن يصدق وعود الله التى ترافق رحلة الإنسان فى حياته منجية إياه من كل يأس أو إحباط أو مخاوف و مقوية عزيمته و ناهضة به فى طريق الخلاص. و بما أن العهد القديم كان كله رموزاً و نبوات للعهد الجديدالخاص بخلاصنا فلعل قصة إمرأة لوط الذى ذكرها و حذرنا منها المسيح كانت أهم وسيلة إيضاح رمزية كيف يكون النظر للخلف مهلكاً عندما تحولت لعمود ملح لمجرد نظرها للوراء و مخالفتها أمر الملاكيين المهلكين لسدوم و عمورة، فكم و كم يكون الخطر علينا إن خالفنا نحن أيضا وصية المسيح و لذلك فلتقدم للأمام واثقين و مؤمنين فى وعود الرب الحقيقية ولنفضح كذب إبليس و لا نخشى ماضينا و لننمو بالإيمان فى طريق الرب و نحيا إنجيله لننير لكل من هم حولنا بنور المسيح. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|