سقوط الإخوان "والذين معهم" فى جدارية «القرنى»
الفن التشكيلى ليس معنيا فقط بالتجميل، وإنما أيضاً بالحراك السياسى، هو الشعار الذى رفعه الفنان التشكيلى طه القرنى، من خلال «جدارية الثورة» التى تعد حالة توثيقية تعبيرية للثورة المصرية بكل موجاتها، منذ بداية الثورة وحتى الآن.
«سقوط الإخوان والمخطط الأمريكى»، هو اللقب الذى أطلقه «القرنى» على أحدث أجزاء الجدارية، الذى انتهى منه مؤخراً، ويتناول ثورة 30 يونيو، كامتداد لجدارية الثورة، التى ضمت 16 مقطعا، كل منها يمثل أعلى موجات الثورة، حتى رحيل الرئيس الأسبق مبارك، كما تم تدوين العديد من الومضات الشبابية بالجدارية، كحالة تعبيرية تسجيلية لعمل تشكيلى، بطول 46 مترا.
أحدث أجزاء الجدارية، الذى يمتد لمسافة 5 أمتار، حاول «القرنى» من خلاله أن يفضح المخطط الأمريكى فى الشرق الأوسط، ويبرز الأزمات التى مرت مصر بها مؤخراً، حيث يظهر فى الجزء الأيمن من الجدارية شخصية طارق الزمر، القيادى فى الجماعة الإسلامية، وإشارة «رابعة» لوجوده فى ميدان «رابعة»، كما جسدت الجدارية الأطفال الذين تم إقحامهم فى الاعتصام، وكتبوا على صدورهم «مشروع شهيد»، إلى جانب ظهور سيدات يرتدين النقاب، والجماعات الجهادية التى استعان بها الإخوان، والأهم من كل ذلك، تسجيل محاولة حرق مصر، من خلال صورة الكنيسة والجامع والمستشفى والمدرسة.
حرص «القرنى» أن تعبر خلفيات الجدارية عن الرعاية الدولية المتوفرة للإخوان، من خلال رسم علم أمريكا وبداخله شعار قناة الجزيرة، وعلى الطرف الآخر من اللوحة يظهر علم تركيا، باعتبارها راعيا رسميا للإخوان، ومن أسفله علم جماعة الإخوان.
فى الحالات التعبيرية الشديدة لا يمكن أن يتعالى الفن التشكيلى على الجمهور، هو ما حاول «القرنى» إثباته فى الجدارية، فبنظرة بسيطة إلى الجدارية يستطع البسطاء من الشعب أن يفهموا ما توثقه من أحداث مثل موقعة الجمل أو سقوط الإخوان.
الوطن