إعلام غربى «السيسي» نجم الوطنية.. وقيادات «الإخوان» تعتصم هرباً من الاعتقال
اهتم عدد من وسائل الإعلام الغربية بالتعليق على مستجدات المشهد السياسى فى مصر، ورأت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية أنه رغم أن سقوط الرئيس محمد مرسى، وجماعة الإخوان المسلمين ولد من رحم الخراب الاقتصادى والعداوات السياسية، فإن الغضب الكامن انبثق من خوف ملايين المصريين من سعى الجماعة لإعادة صياغة شخصية الأمة فى صورة متشددة، وهو ما أثار المشاعر القومية التى طردت الاحتلال البريطانى قبل أكثر من 6 عقود.
وأضافت الصحيفة، فى تقرير نشرته الأثنين، أن الذى ينظر إلى مظاهرات أنصار أو معارضى مرسى ربما لا يمكنه أن يجد الكثير من الاختلاف فى المظهر، فكلاهما يحمل الأعلام المصرية، كما تبث منصة رابعة العدوية الأغانى الوطنية لإظهار أن وطنيتهم عميقة مثل المعارضين، لكن مع ذلك لا يمكن للإخوان أن يدعوا روح القومية، فشعور مصر بروح الأمة المستقلة ظل لعقود يرتبط بالجيش، وليس بالأيديولوجية الدينية التى يعتقد الكثيرون أنها تهدد مستقبل بلادهم.
ورأت الصحيفة أن المصريين مازالوا ينظرون إلى جيشهم بصفته «الحامى، ومنبع هويتهم»، حيث انتقدوا التدخل الأمريكى، والأوروبى فى الشأن الداخلى، وأعلنوا أن مصر ستعود مرة أخرى للعظمة.
ووصفت الصحيفة الفريق أول عبدالفتاح السيسى، نائب أول رئيس الوزراء، وزير الدفاع، بأنه نجم الوطنية الجديد فى مصر، وأن «صدره يتوهج بالميداليات والنياشين»، وصوره أصبحت معلقة بجوار صورة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فى العديد من المحال التجارية، معتبرة أن صلابته غذت الخطاب القومى الذى أصبح فيه الشعب فى صراع ملحمى ضد المتطرفين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش عاد إلى ثكناته بعد انتخاب مرسى، العام الماضى، وأنه كان يفضل أن يبقى وراء الكواليس وألا يخاطر بشىء يهدد مصداقيته مرة أخرى، إلا أنه حينما دعا المصريين للنزول، يوم 26 يوليو الماضى، لتفويضه لمواجهة الإرهاب، فازت المؤسسة العسكرية بهذا التفويض، لكنها خلقت مواجهة سياسية حارقة.
وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الأمريكية، إن قادة الإخوان يعتزمون تصعيد الصراع ضد الحكومة التى تعتزم اتخاذ إجراءات صارمة ضد الاعتصامات التابعة لأنصار الرئيس المعزول، والتى تشكل تحدياً لوجيستياً للسلطات المصرية.
وتعليقاً على إعلان الحكومة فرض حصار على مناطق الاعتصامات باستخدام تكتيكات مثل إقامة كردونات ومنع دخول الغذاء والماء، ألمح القيادى بالجماعة، الدكتور عصام العريان، إلى تصعيد الصراع.
ونقلت الصحيفة عن العريان قوله: «لقد عاش النبى محمد وأتباعه لمدة 3 سنوات تحت حصار الكفار دون طعام أو ماء»، وأضاف: «دعهم يحاولون، وسيرون زيادة حجم الاحتجاجات فى القاهرة، وستكون كل المؤسسات تحت الحصار».
ورأت الصحيفة أن المواجهة الحالية تحولت إلى معركة أكبر للروح السياسية فى البلاد، حيث ترغب جماعة الإخوان فى تحويل مصر إلى دولة إسلامية، فيما تشجب الحكومة العلمانية تلك الخطط.وقالت وكالة «أسوشيتد برس»، الأمريكية، إن كبار قادة الإخوان استخدموا الاعتصامات كـ«غطاء» حتى لا يتعرضوا للاعتقال بتهمة التحريض على العنف، وغيرها من الملاحقات الجنائية، على غرار غيرهم من القيادات المحبوسة حالياً، ومن بينهم مرسى.