منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 05 - 2012, 06:43 PM
الصورة الرمزية Marina Greiss
 
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Marina Greiss غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

الحكايه دى واقعيه مليون في المائه و هي ليست مجرد حكايه لكن درس عملي اتعلمته و انا في بداية طريق الخدمه و كانما المسيح اراد ان يعلمنى هذا الدرس لكى اتعلم كيف اكون خادما مخلصا امينا له و ليس لذاتي او لاي غرض اخر

بداية ..كنيستى هي كنيسه تقع في منطقه راقيه جدا بالقاهره حيث شعب الكنيسه و حتى الكهنه من بيوت ثريه و بالقطع من بيئات تربويه راقيه ..و في هذه الكنيسه كنا نظن نحن الخدام اننا نبذل "مجهودا مضنيا خرافيا في الخدمه" و خاصة في الافتقاد و كنا نظن ان كهنة كنيستنا ايضا هم حقا جنود المسيح المخلصون الذين يبذلون كل جهودهم و يكرسون حياتهم لخدمة الكلمه و خدمة المسيح ...و لكن ...اتضح ان كل هذا لم يكن هو حقا الحياه مع المسيح و الخدمه بمعناها يقي ...اتضح ان هناك قصور رهيب في كنيسة الاثرياء تلك في ايمان الشعب و في اخلاص الخدام و حتى في اخلاص الكهنه انفسهم....فقد اتضح ان الاغلبيه العظمى من خدام الكنيسه "غير مخلصين لا في خدمتهم و لا حتى في حياتهم الروحيه هم انفسهم" و اتضح كذلك ان الكهنه "مقصرين في حق الخدمه و لا يبذلون الجهد المطلوب و المفروض في الخدمه "...السبب او الاسباب كانت عديده ..اذكر منها ان البيئات التربويه الراقيه و المحافظه لشعب الكنيسه الثرى سهلت كثيرا مهمة الكهنه و الخدام و للاسف عودتهم علي "التراخي و الكسل في الخدمه"و حجبت عن اعينهم معان كثيره للخدمه يقيه حتي اصبحوا مقتنعين تماما ان هذا المجهود البسيط الذي يبذلونه في الخدمه "هو جهاد القديسين و الشهداء و اقصي ما يمكن للخادم و للكاهن ان يقدمه للشعب و للمخدومين"
كيف اتضح ذلك ؟؟؟؟؟
الجواب هنا:
تمر الايام و من فضل المسيح علي و محبته تقودنى عنايته لشراء محل و نشاط تجارى في "منطقه شعبيه جدا و لا اريد ان اقول ان البيئة التربويه لاغلب سكان المنطقه هي بيئه متوحشه اجراميه يتخللها الكثير من الانحراف الاخلاقي و الجهل العلمى و بالتالي الجهل الدينى و الابتعاد عن الله و عن الكنيسه و علي الرغم من وجود عدد ليس بقليل من سكان المنطقه من المسيحيين الا انهم بعيدين كل البعد عن المسيح و اقرب مايكون للملحدين و فريسة سهله جدا لذئاب خاطفه كثيره تجول هنا و هناك
و نظرا لاضطرارى للبقاء في مكان عملي مده لا تقل عن 14 ساعه يوميا فقد وجدت انه لا مفر لي من الانتساب لاقرب كنيسه هناك و ان انسي تماما كنيسة الاثرياء تلك التي تقع قرب محل اقامتي ..لانى لا ارى البيت الا ساعة النوم فمن اين الوقت لحضور الاجتماعات و القداسات و للخدمه...و لكن لاني احسست اني اصبحت "كالمشردين بلا كنيسه و بحياه روحيه مهدده بالفناء بسبب ضغوط و ظروف عملي" لذلك فقدقررت استئناف حياتى الروحيه في الكنيسه القريبه من مكان عملي ..و ساسميها هنا "كنيسة الفقراء"
حقيقة لم اكن اعلم ان كل هذا كان معمولا و مدبرا بعنايه فائقه من قبل المسيح لخيري انا العبد الاثيم...فلقد كان هذا التغيير الجذرى و تلك النقله و سيله استخدمها المسيح ليفتح عيني لارى معانى حقيقيه للخدمه و المحبه الخالصه و التفانى في خدمة المسيح لاعرف كم كانت حياتى الروحيه "مهدده بالفناء فعلا ليس في كنيسة الفقراء التي اصبحت انتمى اليها بحكم موقع عملي ..بل في كنيسة الاثرياء تلك التى اضطررت للابتعاد عنها و التي من شدة عمى بصيرتي وقتها كنت اشتاق للعوده للخدمه فيها و افتقد حياتي الروحيه هناك"
تمر الايام ايضا و يرسم علي كنيسة الفقراء كاهن جديد و هنا حدث الانقلاب ليس فقط في حياتي الروحيه بل في الحياة الروحيه لسكان المنطقه كلها ...حتي بات اعداء المسيح يترقبون الرجل ليقتلوه لشكهم الرهيب انه كان سببا رئيسيا في عمليات تنصير جرت بالمنطقه و في ارتداد مسيحيين كثيرين كانوا قد اسلموا تحت ضغوط الاغراءات و الحيل و في عودتهم الي احضان المسيح و احضان الكنيسه ..و لفضولي الشديد قررت ان اذهب ليس فقط للسلام علي هذا الكاهن المعجزه و لنوال البركه منه و لكن الغرض الرئيسي الذي كان يحركنى كان هو انى كنت اريد ان اتعلم منه و ان ادرسه عن قرب
و ذهبت بدون موعد و كان مكتبه في الكنيسه مزدحما بعض الشئ و لكن عندما لمحني ادرك بذكائه انى لا يمكن ان اكون من سكان المنطقه و لذا دعاني للجلوس بقربه فعرفته بنفسي و بمكاني و عرفته اني اتيت للحديث معه في موضوع لا استطيع الحديث فيه الا بعد ان يفرغ تماما من باقي الحضور حتى يكون منتبها لي فاعلمني ان الوقت قد يطول و يمتد لساعات لان "السيل لا ينقطع" و بسرور بالغ اعلمته اني مستعد للانتظار مهما طال الوقت و ابتدا الرجل يتعامل مع شعب الكنيسه و انا جالس علي الكرسي بجواره ووجدتها فرصه ذهبيه و لا تعوض لدراسة هذا الرجل و دراسة اسلوبه في التعامل مع شعب كنيسة الفقراء و في تناول مشاكلهم و في كيفية اقترابه من كل شخصيه من الحضور علي حده
و عرفت السر...و تعلمت منه فورا "سر المهنه"
الرجل كان يتلون في دقائق بمئات الالوان ... و يتكيف مع كل شخصيه تاتي اليه علي حده و بحسب علمه و دراسته العميقه لطبائع و شخصية كل واحد من شعب الكنيسه ...ففي دقائق يتغير من الاب الحنون للاخ الاكبر ثم للصديق الوفي الامين ثم للمعلم المربي ثم للام القلقه الحانيه ثم للمحاور الواثق الذي لا يهزم ثم للمرشد الروحي يص ثم للمحارب الشرس ضد شياطين الضلال ثم للجنتلمان المؤدب اللبق و حتي لم يستعصي عليه ان يتلون بلون الشخص الشرس حتي ظننت انه كان يوما من الايام من اعتي المجرمين عندما دخل شخص معروف عنه ادمان المخدرات بعد ان احتارت امه في امره فجرته جرا للطبيب الشافي ...و عند ظنى هذا ضحكت في داخلي و اتسعت عيناي من الاعجاب بالرجل و ببراعته في التعامل ببراعه و حنكه مع كل شخصيه علي حده...و تسائلت في داخلي اي موهبة تلك التي يملكها هذا الرجل و اي جهاد هذا الذي يجاهده حتي انه كلف نفسه عناء السهر ليال طويله يفكر بمحبة رهيبه و فائقه في كل واحد وواحده من شعب كنيسته و في دراسة عميقه لشخصية و طبائع كل فرد من شعب الكنيسه علي حده و من اين له بهذا العمق و هذا التعمق و كل هذا الوقت لدراسة تلك الاشياء بحكمه متناهيه و التعامل معها بحكمه و حنكه اكبر و بمنتهي النجاح....؟؟؟؟؟
و من جلوسي جانبه عرفت السر في ذلك ايضا ....و عرفت السر وراءعزيمة و قوة هذا الرجل و قوة تاثيره في نفوس الشعب ...السر كان "محبه حقيقيه تسكن قلبه و ليست مظهرا"...و الدافع و العامل المحرك كان "الاخلاص و التفاني يقي في خدمة المسيح"
و اخيرا بعد اكثر من اربع ساعات قضيتها جالسا مستمتعا بمراقبة الرجل بدا ضغط الزوار يخف لفتره لم تدم سوي ربع ساعه او اقل سالني خلالها "يا ترى ايه الخدمه اللي اقدر اقدمها لك ؟؟؟" و رديت "صراحه يا ابونا..جيت اخد بركه و اتعلم من قدسك "...و ضحك الرجل لكن لما لمح في عيني اني باقول الصدق تلون لاول مره امامي بلونه الحيقيقي و شخصيته يقه ..رجل بلغ من التواضع الحد الذي معه اعتبر نفسه و حياته كلها لاشئ لانها ليست ملكه حقا و لانه مولود و موجود في هذه الحياه ليفعل كل مابوسعه ليخسرها و يفنيها لايمانه العميق الراسخ انه عندما يخسر حياته علي الارض و يفني جسده الارضي المائت لانه بهذا يشبه مسيحه الذي يحمل اسمه و بهذا يربح ما هو اكثر بكثير من حياته الفانيه القصيره علي الارض و من جسده المائت الذي سيعود لامحالة للتراب
و خرجت من عنده و قد تعلمت الدرس الذي لا انساه ابدا و لن انساه ابدا..فهكذا ينبغي ان يكون الخادم الامين و هكذا ينبغي ان يكون هدف الخادم و حياة الخادم لكي يستحق ان يدعي "خادما للرب"
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عايزني انساه ... امح كتابه وسماه
ووعدي آمين ولا انساه ولا أنساكم
درس أخذته ولن انساه
الذي لا يفشل ابدا
كلما حاولت ان انساه


الساعة الآن 11:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024