رسالة فاطمة ناعوت الي معتصمي رابعة العدوية
الحكاية باختصار أن فارسًا محترمًا جاء لمصر، وقال: «مصر أمّ الدنيا، وهاتبقى أد الدنيا»، ثم أنقذ مصرَ من براثن رجل قال عرّابوه: «طز فى مصر». فعادت مصرُ إلى شعبها، المالك الوحيد. إنه منطق الأمور الصحيح، وتطبيق نظرية العدل والجمال فى الأرض. بعدما أُنقذَت مصرُ، فرح شعبٌ عريق، وغضبت جماعة من أعداء الجمال، وقالوا سنحرق الأخضر واليابس، ونقتل الأبرياء ونروّع الآمنين ونفجّر كل المؤسسات إن لم تعيدوا المعزولَ الذى أسقطتموه بثورتكم الهائلة التى قوامُها ثلاثون مليون مصرى قالوا: «يسقط حكم المرشد». فخرج ذلك الفارس وأصدر بيانًا للشعب يقول: «فوضونى، ومُرونى، لكى أتعامل مع الإرهاب الذى يقوّض دولة مصر، ويهدد أمن شعبها». فقوبل البيانُ بعاصفة من الفرح والتأييد من جموع المصريين. وانزعجت الجماعة ذاتُها! أمر مدهش! لماذا وكيف، وبأى مبرر ينزعج «مصرى»، أى مصرى « من بيان يهدد الإرهاب؟ لماذا انزعج الإخوان؟ هل هم إرهابيون؟ هل نعتبر انزعاجهم اعترافًا علنيًّا بأنهم وراء قتل جنودنا فى سيناء وتفجير أنابيب الغاز وقتل الآمنين وترويعهم؟ الحق أنه: لا ينزعج من مواجهة الإرهاب إلا الإرهابيون، استلهامًا من نهج مرسى فى خطبه. والآن أوجه لمعتصمى رابعة بعض التساؤلات التى يجب أن يواجهوا بها أنفسهم إن كانوا مازالوا يعتصمون حتى نشر المقال: هل مازلتم تظنون أن الإخوان حُماةُ الإسلام فى مصر، بعد كل ما تبين من كذبهم وخداعهم وتجارتهم باسم الله، أم فطنتم أخيرًا إلى أنهم فصيلٌ دموى متعطش للسلطة والقتل وتمزيق الأوطان؟ لماذا لا يتقدم قادةُ الإخوان صفوفَكم شأنَ الفرسان؟ هل يجعلون منكم حطبًا لوقودهم، يضحون بكم كما يُضحى بالبيادق فى الشطرنج؟ هل تعلمون أن المرشد يفرح بكل قتيل جديد فيكم، لأنه سيتاجر بجثامينكم، مثلما تاجر بالدين وبالشرعية من قبل؟ هل تعلمون أن أوروبا أنفقت عشرة قرون للتخلص من تجار الدين الذين تخلصت منهم مصرُ فى عام واحد؟ هل تعلمون أن قيادات الإخوان قرروا تحويل مصر إلى ساحة إرهاب، باستخدام ميليشيات حماس وكتائب القسّام الذين ينتشرون فى أرجاء مصر مزودين بالأسلحة الثقيلة والمواد المفجرة؟ هل تقبلون أن يُقتل أبناء شعبكم على يد مرتزقة من أجل إعادة رجل وعد بمنحهم أراضى مصرية، بلدكم وبلد المصريين؟ أجيبوا لأنفسكم عن تلك التساؤلات، ثم اختاروا أن تكونوا فى صف الله والوطن والشعب، أو فى خانة طريدى العدالة: المرشد، والعياط.
مصدر المصري اليوم
31 - 07 - 2013, 02:51 PM
العرض العادي
