خمسة. أرغفة.. وسمكتان...
اشباع الخمسة الالاف - الحل الالهي
دراسة مبسطة لقصة اشباع خمسة الالاف - واخيراً عرضت فكرة "الخمسة الارغفة والسمكتان. لكن ما هذا لمثل هؤلاء" فقبلها الرب...
اشباع الخمسة الآلاف : متى 14: 14-21 مرقس 6: 30-44 لوقا 9: 11-17 يوحنا 6: 1-15
عند قراءة نصوص الاربعة الاناجيل في ما يتعلق بقصة اشباع الخمسة الآلاف يمكننا ان نلخص تسلسل الاحداث كالتالي, لقد تبع الجمع الرب يسوع المسيح الى مكان مقفر ليسمعوه ويشفوا من امراضهم, عندما ابتدأ النهار يميل طُرحت قضية حالة الجمع المحتاج الى الطعام, فعُرض "ان يصرف الجموع ليمضوا ويبتاعوا لهم خبزا" فرفض العرض, وعُرض "ان يمضي التلاميذ ويبتاعوا خبزاً بمئتي دينار" فرفض هو الآخر, واخيراً عرضت فكرة "الخمسة الارغفة والسمكتان. لكن ما هذا لمثل هؤلاء" فقبلها الرب وطلب ان يجلسوا الجمع فاخذ وبارك وكسر واعطى تلاميذه وتلاميذه اعطوا للجمع, فشبعوا وبقي الكثير.
لقد "تراكض الجمع من جميع المدن مشاة" مر33:6 الى مكان خلاء ومقفر ليسمعوا الرب ويشفوا من امراضهم. لم تكن في تلك الايام مواصلات متنوعة ومريحة كالمتواجدة في ايامنا هذه مثل السيارات والباصات والسفن السريعة والطائرات. لقد تراكض الجمع لمقابلة الرب- مُشاةً, فلنتعلم ان نتراكض لنسمع الرب الى اي مكان يتواجد فيه حتى لو كان بعيداً, خالٍ ومقفر وحتى لو لم يكن عندنا الطرق السهلة للوصول اليه. كم من المرات لم تأت للاجتماع لانك لم تجد وسيلة للوصول الى الاجتماع لربما قد استخدمت زوجتك السيارة ولربما لأن المكان لا يحتوي على مصعد او سلم درجات مريح, ولربما تركت الاجتماع لان المكان حار او بارد, او لربما المكان غير مرتب او نظيف ولربما لسبب مثل هذا او ذاك قد اقنعت نفسك انه مهم, قد تُقنِع نفسك بمساعدة الشيطان انه سبب كافٍ لكن اعلم انه مرفوض من الله فهو سبب تافه. لقد تبعت عائلات كاملة الرب وكم منا يعلم ان الاولاد مشقة في بعض الحالات فالبعض يريد "اللعب الان" والاخر يريد "الاكل الان" والبعض "يتذمر" لان في البيت راحة اكثر, فبالرغم من هذا تبعت الجموع الرب يسوع.
لقد كانت نتيجة إتباع يسوع وتضحية الناس, ان الرب قد علمهم وشفى امراضهم واستجاب لطلباتهم كما هو مكتوب "فلما خرج يسوع ابصر جمعا كثيرا فتحنن عليهم وشفى مرضاهم" مت 14:14 فهذا هو ما يناله كل من يتبع الرب يسوع.
وعندما ابتدأ النهار يميل طلب الرب من تلاميذه ان يعطوهم ليأكلوا, هذا ولأن الرب لا يقبل بأن تتركه جائعا ومحتاجا فهو يسدد كل احتياجاتك عندما تأتي اليه. لربما كان هناك اشخاص قد افتكروا بانهم سوف يخورون في الطريق عائدين من لقاء الرب وللربما قد كلمهم ان هذا ما سيحصل لهم لأنهم تبعوا يسوع.
تُعرض الحادثة ثلاثة حلول للمشكلة المعروضة
فالحل الاول كان
"اصرف الجموع ليمضوا ويبتاعوا لهم خبزا"
هذا هو الحل السهل الذي لا يتطلب اي مجهود او تدخل فالفكرة ببساطة هي "تخلِ عن المسؤولية", وبكلمات آخرى "دعهم وشأنهم لماذا تهتم بهم الى هذا الحد الا يكفي انك قد علمتهم وشفيتهم". هذا هو الحل الذي يعرض من الاشخاص الذين لا يريدون ان يتخذوا اية مسؤولية تجاه اي شخص او اي امر وربما من الاشخاص الذين يقدمون حلاً شكليا فقط.
اما الحل الثاني فهو
"ان نمضي ونبتاع خبزاً بمئتي دينارونعطيهم ليأكلوا"
انه الحل المنطقي البشري فعند مراجعة النصوص جيداً تكتمل الصورة فنرى انه حل جزئي فقط فها الاية "لا يكفيهم خبز بمئتي دينار ليأخذ كل واحد منهم شيئاً يسيراً"
تثبت ان المحاولة محدودة فالمئتي دينار المتواجدون بخزنة التلاميذ لا تكفي, فالامكانيات محدودة. زد على هذا انه حل مُكلِفُ جداً من جميع النواحي المادية والجسدية والزمنية, فقد يُكًلِف 200 دينار ليحصل كل واحد منهم على قطعة صغيرة وهو متعب جسدياً لقد كان على التلاميذ الذهاب الى القرى والمزارع والضياع المجاورة لشراء الطعام ثم العودة وقد يستقرق الكثير من الوقت لجلب الطعام ولربما تحضير الطعام. لم يقبل الرب هذا الحل لانه حل غير عملي وسيؤدي الى خسارة كبيرة للجميع فلن تشبع الجموع ولن يتبقى للتلاميذ اي نقود في الخزنة. ولهذا كان على الرب ان يقدم حلاً الهياً كاملاً فوق الطبيعي. لا يقبل الله اي حل جزئيا بتاتاً. هل سألت نفسك لماذا لم يصنع طعاماً من لا شيء فهو قادر على كل شيء ؟ فالاجابة على هذا هي ان القليل الذي لديك الان وترى انه لا يكفي لشيء قد يتحول بالإيمان الى الكثير فتتسدد كل احتياجاتك.
فماذا نتعلم من هذه الاعجوبة ؟
ان كل من يتبع الرب سيحصل على المعرفة والشفاء والشبع
ان الله لا يتركك عندما تكون محتاجا ولن يدعك تذهب لتجد حلاً لوحدك
ان الله لا يقبل اي حلا" ارضياً فكرياً غير عملي يستغل بصورة خاطئة وقتك وجسدك ومالك
الله قادر على تحويل القليل الذي لك الى الكثير عندما تأتي وتضعه في يديه
مهما كانت المشكلة كبيرة, محتاجة الى حل سريع. مهما كانت الظروف الظاهرة توحي انه لا حل. ثق ان الله لن يدعك تٌخذل فسوف يقدم لك الحل الكامل والوافر بصورة لم تتوقعها.
أشكرك أحبك كثيراً
ربنا يسوع المسيح يحبكم جميعاً
هو ينبوع الحياة الأبدية
الى آبد الآبدين
آمين
بيدو...