كشفت وكالة الاسوشيتد برس الامريكية كواليس اللقاءات بين الرئيس المعزول محمد مرسى ووزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء عبدالفتاح السيسى قبل ٣٠ يونيو والتى ركزت على الأوضاع فى شبه جزيرة سيناء. فقد نقلت الوكالة عن مسئولين أن احد اسباب وقوف الجيش بجانب الشباب فى ثورة ٣٠ يونيو أن القوات المسلحة كانت قلقة من أن مرسى أعطى الحرية المطلقة للمسلحين فى سيناء. ففى احد الاجتماعات فى نوفمبر الماضى، أمر مرسى السيسى بوقف هجوم مخطط على مسلحى سيناء، وامتثل السيسى لأوامره، حسبما قال الجنرال المتقاعد والخبير الاستراتيجى سامح سيف اليزل. وقال مرسى حينئذ للسيسى «لا اريد ان يريق أى مسلم دم اخيه المسلم». وفى مايو الماضى عندما خطف المسلحون سبعة جنود فى العريش، قال المسئولون العسكريون ان مرسى امر السيسى بأن يسحب قواته خارج المنطقة المعتقد ان يكون فيها الخافطون وللمرة الثانية امتثل السيسى لأوامره ولم يتم القبض على الخاطفين حتى الآن. وأضاف المسئولون الذين رفضوا الكشف عن اسمائهم ان اجهزة الامن والمخابرات اخبرت مرسى بشأن تنامى المسلحين والجهاديين فى سيناء القادمين من غزة، كما تعرفت القوات المسلحة على مسلحين من حماس متورطين فى مقتل الجنود الـ 16 فى سيناء العام الماضى وطلب السيسى من مرسى ان يطالب حركة المقاومة الاسلامية حماس بتسليمهم ومحاكمتهم، الا ان مرسى رفض وفضل ان يلتقى وزير الدفاع برئيس حركة حماس، خالد مشعل؛ إلا أن السيسى رفض. واضافت الوكالة أن مرسى كان يفضل مصالح جماعته الاسلامية فى المنطقة على مصالح الدولة. فخلال زيارة مرسى للسودان، اظهر الرئيس المعزول تهاونه فى مصير حدود بلاده مع الجارة الجنوبية. وبعد عودة مرسى، ارسل السيسى رئيس الاركان للخرطوم لتوضيح ان القوات المسلحة المصرية لن تتخلى عن اراضيها. وحول الاحتجاجات التى اندلعت فى محافظات القناة ضد مرسى، قال المسئولون ان مرسى قد امر السيسى بالتعامل بشدة وقوة مع المتظاهرين ولكن السيسى رفض قائلا «إن الشعب لديه مطالب». ووفقا لتصريحات نقلتها الوكالة عن عضو بجماعة الإخوان المسلمين رفض الكشف عن هويته، أن الجماعة كانت تعتقد ان السيسى متعاطف مع أجندتهم الإسلامية ومن ثم قام الرئيس المعزول بعد ان شغل منصب رئاسة الجمهورية بتعيين السيسى وزيرا للدفاع ليكون وسيطا بين الإخوان وبين جنرالات العسكر الذين حكموا البلاد بعد الرئيس الأسبق حسنى مبارك. وأوضحت الوكالة أن تحالفات الإخوان المسلمين مع قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كانت بمثابة جرس إنذار للجيش الذى يرى ان ميليشيات غزة هى التى تقف وراء العنف المتصاعد فى سيناء والتى كانت محط خلاف ببين مرسى والسيسى. وتطور هذا الخلاف فى الآونة الأخيرة الامر الذى أدى إلى ان محاولة الإخوان المسلمين بالتعاون مع ضباط وقادة فى الجيش لينقبوا ضد السيسى. ولكن فى أحد الاجتماعات، طمأن مرسى السيسى بأنه ليس لديه النية فى عزل السيسى قائلا له «انها مجرد شائعات». وقال مسئولون بوزارة الدفاع ان السيسى قال لمرسى إن التسريبات العسكرية كانت مجرد حديث صحف واعلام. وفى أبريل، بعد أن اعلنت حركة تمرد عن جمع أكثر من مليونى توقيع لعزل مرسى، اهتم الجيش وتواصل عبر طرف ثالث مع الحركة التى تضم ليبراليين ورجال اعمال على صلة بالمعارضة قد يمولون الحركة. وفى الفترة بين أبريل ومايو التقى السيسى قادة من الحرس الجمهورى. وأخبروه بأن مرسى وانصاره كانوا يحاولون بالتعاون مع ضباط الحرس الجمهورى وضباط رفيعى المستوى بالجيش لاستبدال السيسى، وفقا مسئول فى هيئة اركان الجيش. وبعد أن أعلنت الحركة فى يونيو عن تجميع أكثر من 22 مليون توقيع وأطلقت الدعوات للتظاهر ضد مرسى فى 30 يونيو الذكرى الأولى تنصيبه، أصدر السيسى بيانا يعرب فيه عن التزام الجيش حماية المتظاهرين. وبعدها استدعى مرسى السيسى لتوضيح هذا البيان الا ان جنرالات العسكر طمأنوا مرسى قائلين له إن هذا البيان كان لتهدئة الشعب، وفقا للمسئول الإخوانى. وبعدها، صرح مساعدون للرئيس المعزول انه تم استبدال الجنرال أحمد وصفى قائد الجيش الميدانى فى منطقة قناة السويس بالسيسى ليكون وزيرا للدفاع، ولكن وفقا للمسئولين العسكريين، الا أن وصفى أبلغ السيسى ما كان يحدث معه فى مكالمة هاتفية.