لن يكون ليل هناك!
يا له من تعبير مُنعش! فليل الظلام والأحزان الذي اختبرناه هنا كثيراً في هذا العالم البائس لا بد أن ينتهي!
والرائي يذكر سبعة أشياء لن تكون هناك، وهي: البحر، الموت، الحزن، الصراخ، الوجع، والليل، واللعنة!! هذه السباعية ليست بالانفصال عما احتمله الحبيب بالنيابة عنا وهو على الصليب.
هل سيختفي البحر عن قريب؟!
لقد كان هذا على حساب ذاك الذي قال من عُمق الألم "لأنك طرحتني في العُمق في قلب البحار. فأحاط بي نهر. جازت فوقي جميع تياراتك ولُججك" (يون 2: 3 ).
هل الموت سيختفي عن قريب؟!
كان هذا أيضاً على حساب أحزان ذاك الذي قال "وإلى تراب الموت تضعني" (مز 22: 15 ).
هل سنُعفى من الحزن إلى الأبد؟!
هذا أيضاً على حساب ذاك الذي قال مرة: "نفسي حزينة جداً حتى الموت" (مت 26: 38 ).
هل الصراخ لن يكون هناك قط؟
ليس هذا بالانفصال عن أحزانه يوم قال "تعبت من صراخي" (مز 69: 2 ).
هل الوجع سيغيب نهائياً؟!
الفضل في ذلك للمسيح الذي "أوجاعنا تحملها" حتى قيل عنه بحق "رجل أوجاع" (إش 53: 3 ،4).
وهل الليل أيضاً لن يكون فيما بعد؟!
دعنا لا ننسى ذاك الذي قال لله "في الليل أدعو فلا هدوٌ لي" (مز 22: 2 ).
وأخيراً هل لا مكان هناك للعنة؟!
الفضل لذاك المجيد الذي "صار لعنة لأجلنا" (غل 3: 13 ) ونقرأ عنه في يوم اتضاعه أنه حمل إكليل الشوك (تك 3: 17 ،18)، بل وحمل الصليب (يو 19: 5 ،17).
عزيزي .. ربما تقرأ هذه الصفحات وسط سكون الليل. ربما تقرأها على ضوء مصباح خافت. ربما تُحيط بك ظلمة نفسية حالكة .. هل تعرف ما الذي سيحدث لو أتى الرب يسوع الآن؟
ستذهب في لحظة وطرفة عين لتكون مع المسيح، ستجد نفسك محوطاً بملايين القديسين والملائكة، وسيذهب بك الرب يسوع إلى بيت الآب وهناك لا ليل، لن تشاهده فيما بعد، أي ستكون هذه اللحظات هي آخر ليل تشاهده وإلى أبد الآبدين!
أشكرك أحبك كثيراً
يسوع المسيح يحبكم جميعاً
هو ينبوع الحياة الأبدية
الى الأزل