"ينبغي أن ذلك يزيد و إني أنا أنقص"( يوحنا 3 : 30 )
ضع هذه الآية أمام عينيك كل وقت و صلي أن تحيا بها
ما أعظمها وصية كان يعيشها يوحنا المعمدان قبل أن يوصي بها، فقد كان يشهد دائمًا عن عظمة المسيح و عدم استحقاقه.. كما كان في حياته بسيطًا و متواضعًا جدًا غير مهتم بنفسه أبدًا
حين تأملت تلك الآية وجدت أن أولها كلمة " ينبغي " فالوصية ليست إختيارية و الأمر ليس نسبيًا و كما أنه ينبغي أن يزيد المسيح، ينبغي إني أنا أنقص ..
أحيانًا كثيرة نعتبر أن الموضوع يكفي بأن يزيد المسيح و لكن أنا سأبقى كما أنا .. أو مواقف أنقص أنا و مواقف يزيد المسيح ...
فكرت في الأوقات التي فيها " أنقص أنا " فوجدت أنني دائمًا أهتم بنجاحي، بمظهري، بنموي، بحياتي.. و إذا جاءت ضغوط أو إمتحانات أو أي ظروف أنسى الله و الاجتماعات، و قليلاً ما أفكر في التخلي عن أمور في حياتي.. فكرت في المرات التي فيها أهتميت أن أراجع اهتماماتي لأبحث عما أعطيه اهتمامًا زائدًا أو أطيع الرب فيما يطلب مني التنازل عنه.. فكرت في مدى اهتمامي بوجودي وسط الناس و اكتساب حبهم و مدحهم.. و كيف إني أقيّم حياتي بما زاد في حياتي ..
على الجانب الآخر، فكرت في مدى اهتمامي بأن يرتفع المسيح و يزيد.. كم مرة ضحيت بشيء كان من حقي من أجله.. كم مرة تمجد في حياتي و لم أهتم بكيف كانت صورتي و لم أتفاخر.. كم مرة شهدت عنه ليزيد مجده غير مهتم بكلام الناس أو تأثير ذلك على علاقاتي..
لقد وجدت أن الأمور تحتاج لتغيير أشياء كثيرة جدًا في حياتي .. لذلك أصلي أن يضع الرب هذا الأمر أمامي في كل حين فأحيا حسب مشيئة الله و أنفذ كل ما يطلبه مني مهما كان في ذلك تضحيات فلا أهتم بأمور عالمية على حساب أمور الله و كأن ليس هناك أمر روحي ضروري أو مُلح. و أيضاً يكون هدفي دائمًا أن يرتفع المسيح متمجدًا في حياتي و في الآخرين أيضًا و أشهد عنه و عما صنعه لأجلي .. ذاك الذي لم يحب حياته حتى الموت.. كي أحيا أنا
أمين
ديفيد نشأت سامي