رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نحميا والصعاب القاسية أمامه لقد تحدثنا فى دراستنا السابقة عن زربابل وعزرا وغيرهما من القادة والملوك ، الذين لم تكن الطريق سهلة ميسورة أمامهم ، وهم يكافحون أقسى الصعاب وأرهب المشقات ، فى جهادهم المرير المضنى ، الموضوع أمامهم ، ... ولعل السؤال الذى يراود الذهن : لماذا يسمح اللّه لهؤلاء جميعاً بمثل هذه المتاعب التى تؤخر انتصار ملكوت اللّه فى الأرض !! ؟ ... ولماذا لا يعينهم اللّه بضربة سريعة قاضية ، يقضى بها على العتاة والأشرار وعمال الإثم !! ؟ ولماذا يبقى المسبيون الذين خرجوا من السبى ، وكان أملهم أن يعيدوا بناء مدينتهم المحبوبة ، وهيكلها وسورها ، فى سنوات قليلة ، إلى مجدها العظيم ، وإذا بهم بعدما يقرب من التسعين عاماً ، يرون أبواب المدينة التى أكلتها النار والأنقاض المتراكمة باقية كما هى ، تشهد عن الفشل والعار العظيم !! ؟ ... الحقيقة أن المعركة بين الخير والشر ، ليست تمثيلية تقوم على مسرح الحياة ، بل هى حقيقة واقعة رهيبة ، ومن المؤكد أن الخير سينتصر وسيكسب آخر الأمر ، ولكن هذا لا يمكن أن يتم إلا بعد الصراع الرهيب بين كنيسة المسيح والشيطان، وبين أبناء اللّه وأبناء ابليس ، وبين الخير والشر ، وبعد الكر والفر ، والضحايا المتناثرة التى تسقط من الجانبين ، كسائر الحروب والمعارك التى نشهدها بين الدول والشعوب سواء بسواء !! ... بل إن القصة العظيمة لأبطال اللّه كان من المستحيل أن تكتب ، دون كفاحهم وجهادهم وتعبهم ، ومدى مالاقوا من الأهوال والصعاب والشدائد !! .. .. فإذا ذكرنا نحميا كمثل من الأمثلة الجديرة بأن تذكر وتروى، لوجدنا أنه كان يسير فى طريق هى أشبه الكل فى أيامنا الحالية بالطريق الممتلئ بحقول الألغام فى الحروب ، ... لقد خرج من شوشن ، وهو يحمل أمر الملك وتوصيته ورسائله ، وكان من المتصور أن الطريق ستكون أمامه مفتوحة ومريحة وسهلة ، ولكنه مع ذلك وجد العكس ... فقد وجد أولا الأعداء المتربصين مثل سنبلط وغيره ، ممن سنعرض لهم فى دراستنا التالية ، ... وقد وصل الأمر بهؤلاء إلى التفكير فى الحرب ضد نحميا ، وهدم ما قام به ، ولما لم تنجح المؤامرة ، استعملوا سلاحاً آخر، ألا وهو سلاح السخرية والسخرية كثيراً ما تثبط العزيمة ، وتعوق الاندفاع والتقدم ، وكان جواب نحميا على السخرية هو الاستمرار فى العمل ، وليس هناك ما ينتصر على السخرية كسلاح العمل الذى لا يأبه للهزء والانتقاد ، إذ فشل هذا أيضاً!!... لجأوا إلى الطابور الخامس باشاعة المذمة والتذمر وما أشبه ، لتثبيط الهمة وبعث روح الملل فى النفوس ، ... وكذلك إثارة النفعية عند من تربطهم بالأعداء وصلة من نسب أو صداقة ، ... وقد قضى نحميا على كل هذه الأساليب ، بتحويل العمل من مجرد عمل وطنى ، إلى الإحساس بالرسالة الدينية تجاه اللّه ، وليس هناك حافز يدفع الإنسان إلى الخدمة القوية الملتهبة ، قدر الوازع الدينى عندما يسيطر على الإنسان ، ... وإلى جانب هذا كله كان نحميا بمثاله العظيم ، هو أول العاملين ، وأول المضحين ، وأول الباذلين ... إذ لم يكن الإنسان الذى يجلس ليأمر ، بل وقف ليشترك فى المجهود ، وعندما يكون القائد بهذه الروح لابد أن يسرى حماسه ومثاله فى الجميع فيعملون بقوة ونشاط وغيره وحمارس !! .. |
28 - 08 - 2013, 07:23 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: نحميا والصعاب القاسية أمامه
ميرسي كتير ربنا يبارك خدمتك الجميلة
|
|||
30 - 08 - 2013, 09:24 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: نحميا والصعاب القاسية أمامه
شكرا على المرور
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|